تقارير وتحقيقات

آيات حبة: أين هم اطباء العراق؟

ayat habaسأخصص مقالي في صحيفة المثقف اليوم عن الاطباء العراقيين وما يعانيه المرضى في ظل الفوضى الضاربة

اطباء مستهدفون، ومهاجرون، واطباء عمالقة اغتيلوا، واطباء شرفاء لا يزالون يعملون بصمت وكبرياء. ويوجد من باع ضميره واسمه لخريج هندسة زراعية او علوم فيزياء بغية افتتاح مختبر او صيدلية. ومنهم من اصبح تاجرا في ظل الحرب الحالية. وهناك من مارس  الارهاب، وكان الضحية انا وانت.

 كل هذا ادى الى تفاقم واتساع ظاهرة السفر للهند او ايران او روسيا لغرض العلاج، بينما كان من النادر ان نسمع بعراقي يسافر للعلاج خارج الوطن. وقد انتشرت في الآونة الاخيرة مكاتب غرضها تسهيل مهمة العلاج خارج العراق لكنها وللأسف الشديد تعيد احياء تجارة الرقيق وهي أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في تاريخ البشرية، فالمريض يباع في العراق ثم يباع في الهند مثلا او روسيا او ايران ثم يباع للمترجم ثم يباع للطبيب .. واخيرا يجد نفسه في اتعس مكان في المستشفى ومع طبيب قد يكون عام وغير مختص . وقد يفقد حياته او عضو من اعضائه (يتاجر به) مع انه يدفع مبالغ طائلة مقابل العلاج وقد يصيب الحظ وكل هذا لا يحدث .

وانا شخصيا كنت شاهد عيان على احدى هذه المكاتب في روسيا (مجموعة طلاب عراقيين يقوموا بالنصب والاحتيال على التعساء وسحب اموال طائلة والتجارة بهم مقابل تنظيم رحالات علاجية ولكن بعض العمليات الجراحية تفشل وقد تسوء حالة المريض اكثر من السابق . وهذا ما اكده ايضا مسؤول شؤون العراقيين في مستشفى ماكس، قائلا : اعمل في مستشفى ماكس الهندية لترتيب شؤون المرضى من العراقيين وكل ما يتعلق بهم ولكن هناك مشاكل تحدث من قبل بعض الطلبة العراقيين هنا، إذ يتدخلون بشؤون المرضى بغية الابتزاز، لان بعض المرضى يشعرون بالخوف والريبة، ويعتقدون أن هؤلاء أقرب لهم .

 محمد مريض بالقلب تحدث عن تجربته قائلا: بعد مراجعتي لكثير من الأطباء دون جدوى اصبت بالإحباط وقررت الاتصال بأحد المستشفيات الهندية عبر المواقع الالكترونية، بعد أن قراءت عن التطور التقني للمستشفيات هناك . وبالرغم ما اخبرني صديق درس الطب بالهند ان مستشفياتنا بالعراق افضل بكثير من ما هو موجود بالهند من اجهزة طبية حديثة واشار لي بان هناك قانون في وزارة الصحة بإرسال الحالات المستعصية أو التي ليس لها علاج داخل البلد الى الخارج حسب استشارة كادر طبي متخصص، وحسب قرار اللجنة التي تتشكل في بغداد. ولكني لا املك الوقت الكافي لانتظار الروتين القاتل في بغداد لان قلبي في مرحلة خطرة و يجب الأسرع حسب رأي أطباء كثر فاتصلت بالمستشفى الهندية وتمت اجراءات الفيزا والحمد لله اجريت العملية بنجاح . واكد النعيمي ان هناك الملايين من العراقيين يتوجهون للعلاج في الهند بسبب تقدم الطب والأسعار المناسبة مقارنة بما موجود في أوروبا .

وتحدث محمد عن الصعوبات التي واجهها اولها كانت اللغة و سوء التغذية بالمستشفى وتعرضت للابتزاز بغية ترتيب الامور الادارية قبل العملية ومن ضمنها المترجم . ومن خلال مراسلتنا لمسؤول شؤون الأجانب في مستشفى ماكس / نيودلهي تحدث قائلا نستقبل شهريا 450 مريضا من العراق وأوربا ودول الخليج . واكد على مستوى الخدمات الطبية في الهند من أفضل الأنواع، ونحن نجنب زبائننا أي فرصة للاستغلال، إذ نوفر كل الخدمات الإدارية، من استقبال المريض في المطار حتى عودته إليه، كما نوفر له المترجم والسكن إذا كان في فترة نقاهة.

بدوره يقول ياسين صاحب مكتب تنسيق في بغداد مع مستشفيات ايران "أعمل منذ اربع سنوات في هذا المجال، وتولدت لي الفكرة اثناء ذهابي لإيران لمرافقة والدتي لا جراء عملية في العمود الفقري وبقينا فترة طويلة هناك، اتفقت بعدها مع أحد المكاتب هناك، بأن أنسق معهم لإرسال مرضى من بغداد عن طريق أرسل كل ما يتعلق بالمريض من تقارير، لكي تعرض على الأطباء الاختصاص، ومن ثم يحدد المكتب كلفة العلاج أو العملية، وكل الأمور الأخرى من ترجمة ونقل من والى المطار، والفيزا للمريض ومرافقه واستوفي أجوري .

 

مستشفياتنا ليست أقل شأناً من مستشفيات الهند ..

 هذا ما قالوه اطباء اختصاص في مستشفى النعمان وابن النفيس مؤكدين على ضرورة تشجيع عودة الاطباء الكفاءات المهاجرين الى العراق والى بغداد تحديدا فالكثير من الاطباء في الآونة الاخيرة انتقلوا الى اربيل والسليمانية لسوء الوضع الامني في بغداد واستهداف الاطباء والعلماء، لذا يجب تشجيع عودة الأطباء المهاجرين من خارج العراق ومن داخله الى بغداد وفق قانون يتضمن حماية الطبيب من كل الجوانب بما فيها الجوانب المادية وتوفير السكن الملائم او تخصيص القطع السكنية لا سيما في حال العجز او التقاعد، واقترحوا ان تحدد أجور الفحص في العيادات الخاصة والمستشفيات الاهلية وساعات الدوام الرسمي وغيرها مؤكدين بان مستشفياتنا الحكومية تنعم بالكثير من التطورات الطبية من اجهزة وادويه عالمية .

 

اطباء العراق اين البياض الذي كان يغطيكم وانتم ترتدون زي التسول الان؟؟؟

 اتفاقيات كثيرة بين الأطباء وأصحاب الصيدليات والمختبرات ومراكز الأشعة والسونار والمريض الضحية .. اتفاق مسبق بين طبيب مع صيدلي او طبيب السونار وايضا مختبرات التحليلات المرضية لتنظيم حلقة متبادلة المنفعة كلما زاد عدد المراجعين زادت معها الأرباح (ربحني واربحك) . وطبعاً الصيدلاني يبيع الدواء للمريض بسعر أغلى من الطبيعي حتى لا يخسر لأن هناك نسبة مخصصة للطبيب الذي اشترط على المريض شراء الدواء من الصيدلية هذه تحديدا . وأحياناً يسأل الطبيب المريض عن سعر العلاج ليتأكد بنفسه.. ويشترط ويحدد الطبيب السونار واشعه وتحاليل كذلك حتى وان كان المريض المراجع قد قام بأجراء كافة التحليلات مسبقا بغير مكان، فالطبيب لا يعترف الا بفحوصات وسونار وتحاليل من متفق معهم .

 وصلتني رسالة من ام محمد (مدرسة تربوية) عبر الفيس بوك / الصفحة الطبية قائلة قبل فترة راجعت طبيب و اخبرته اجريت عملية في اربيل وزودني الطبيب المعالج هناك بتقرير كامل للحالة مع تفاصيل العملية لغرض مراجعة اي طبيب في بغداد عند الحاجة او لمتابعه حالتي الصحية في حالة حدوث مضاعفات بعد العملية . لكن الطبيب انزعج وطعن بخبرة الطبيب بأربيل و كان الجواب (روحي للطبيب الي سوالج العملية) ..

واثناء ترددي على مستشفيات الحكومية سالت العديد من المرضى واخبروني بانهم فقدو الامل بالعلاج في المستشفيات الحكومية رغم توفير الحكومة احدث الاجهزة الطبية وارقى الادوية الفرنسية والالمانية ... الخ فاستغربت ما لسبب وراء ذلك فاخبرني احدهم ان في عيادات الاطباء الامر مختلف تماما (نفس الطبيب لكن يرتدي قناع الرحمة) بالمستشفى الحكومي ينزع من وجهه الابتسامة ويعاملنا معاملة العبيد ..

 مستشفيات في بغداد مكان للبيع والشراء، انت تنفع الطبيب بالمال وهو ينفعك بعلمه و اطباء يطلبون النقود بألسنتهم في مستشفيات حكومية اما المستشفيات الاهلية فهنا الكارثة بعد دفعك كل المستحقات حين دخولك المستشفى وطبعا المستشفى ملكا لطبيب واحد فيريد الاطباء الاخرون ان يستفيدوا فيطلبوا بألسنتهم من اهل المريض المال (حلاوة سلامته من العملية)، زمن يطلب بيه الطبيب المال من المريض مقابل خدماته هذا بعينه انتهاك لشرف المهنة ..

 

اسعار الادوية بين المذخر والصيدلية فرق غير معقول

 حقيقه تأكدت منها شخصيا عند سؤالي عن اسعار الادوية في المذاخر والصيدليات ولاحظت الفرق في اسعار المذخر رغم وجود نسبة ارباح معقوله جدا حيث كانت اسعار الادوية في الصيدليات هو الضعف او الضعفين مثلا دواء من المذخر قيمته 8 الاف دينار عراقي مع ربح المذخر، نفس الدواء في الصيدلية بسعر 25 الف دينار. وعن تجربتي الشخصية دخلت لا حدى عيادات السونار وطلبت بأخذ سونار فقالت لي الطبيبة (مستعجل لو عادي) وسالتها ما لفرق قالت المستعجل تدخلي فورا ب65 الف دينار اما العادي امامك طابور الانتظار ورقم تسلسلك 21 وبسعر 35 الف دينار. اين شرف المهنة ؟؟؟

 

اطباء وصيادلة عراقيون يبيعون ذممهم لشركة ادوية بريطانية

 هذا ما أعلنت شركة "غلاكسو سميثكلاين" البريطانية المتخصصة في صناعة الأدوية بعد فتحها تحقيق عن تقديم رشى لأطباء وصيادلة يعملون في القطاع الحكومي العراقي لزيادة استخدام منتجاتها بصورة غير ملائمة وقال متحدث باسم الشركة في تصريحات صحافية لـ"رويترز" نحقق في مزاعم عن سلوك غير ملائم في أعمالنا بالعراق، وما تزال التحقيقات مستمرة . هذه الشركة عينت أطباء وصيادلة يعملون في القطاع الحكومي العراقي في وظيفة مندوب مبيعات لزيادة استخدام منتجاتها بصورة غير ملائمة.

 ان هناك الأفظع وهو ما يحدث في موسم الحج او العمرة عندما يتفق الحاج مع مكتب المتعهد(الحملة دار) الذي يوفر المأكل والمشرب والسكن المريح الجيد مقابل مبلغ جيد من المال هناك يفاجئ بسوء الخدمة ..هذا في بيت الله ..؟ كيف بالنسبة الى شخص يريد ان يعمل عمليه في دوله معينه .وان موضوع الطب او السياحة الدينية او غيرها اصبحت تجاره بيد مافيات التجار وليس أصحاب المهن نفسها فطبيعي التاجر مصلحته تكون الأولى هي كسب اكبر كميه من المال لا مرضاه الله اولا و مرضاه ضميره ومريضه .. لان ببساطه الانسان في بلادنا سلعه رخيصة تباع فكيف أعضائه اذا كان فقير او غير مسنود من جهة معينه او ليس لديه خبره في الحياه لمعرفه الغشاش او اللص الذي سيتاجر به .. اما بالنسبة للباعة الموجودين في الصيدليات ليس لهم دخل في عمل الصيدلية او مهنه الطب واسميتهم باعه لانهم حالهم حال الذي يبيع في اسواق فمثلاً انا عندي احد أقاربي خريج فنون جميله وهو يعمل في صيدليات ويدعي انه طبيب .. ؟ اين وزاره الصحة وبالأخص مكتب المفتش العام الذي هو اختصاصه تفتيش ومراقبه عمل الوزارة من ذلك ؟ للاسف ان الانسان في وطني ارخص ما يكون بيعه وقتله متعه .لذا تحياتي لذوي الاختصاصات الذين هم قابعون في بيوتهم لأنهم لاحول ولا قوه لهم امام مافيات البشر .

 

تجارة وبيع الأعضاء البشرية

 اتساع نشاط الجريمة المنظمة في تطور لتحقيق ارباح مخيفة ولعدم وجود رقابة صارمة على العاملين بمهنة الطب مما أدى إلى وجود التلاعب بهذه الأعضاء سواء بنزعها أو نقلها وبدون علم المريض . اما ما يحدث في الشارع العراقي هو كثرة عدد أطفال الغير الشرعيين بالإضافة إلى أطفال الشوارع مما جعلهم عرضة للخطف والسرقة وبالتالي سرقة أعضائهم .و بيع الأعضاء البشرية لا يقتصر على الكلية او الرحم فحسب بل شملت بيع الدم، الحيوان المنوي، البويضة، الخصية .

 تحدثت لنا المحامية علياء الحسيني قائلة : كثيرة تلك الحالات التي يلجا بها ذويي الامراض المستعصية للعلاج خارج البلاد، والاغلبية منهم فضل الهند كونها ارخص من ناحية اجور الاطباء حيث تتراوح تكلفة العمليات دون المئة الف دولار، لكن اغلب مرضى السرطان تم استغلالهم وخداعهم بمستشفيات بائسة واطباء محترفو نصب واحتيال المشكلة الاكبر لا يمكن تجريم متعهدي سفر المرضى في العراق، لآنها جرائم دولية تتم خارج اختصاص القضاء العراقي، ولم تسجل شكوى دولية ضدهم من قبل المجنى عليهم الذين بيعت اعضائهم من قبل تلك العصابات،والقانون العراقي يجرم تجارة الاعضاء كما القوانين الدولية بل ان هناك مكافحة عالمية لتجارة الاعضاء، هذا رايي القانوني دكتورة لان قصتي في علاج والدتي في الهند تطول ولا اريد ان تهيج مواجعي.

 اما حسن سلمان الربيعي بيين ان بيع الاعضاء واغتيال الاطباء ظاهرة كانت في السابق تسمع فقط في الدول النامية والفقيرة ذات الطابع الاقتصادي الفقير اما اليوم فقد اصبحت ظاهرة منتشرة في المجتمع العراقي مع العلم انها كانت جريمة يعاقب عليها القانون العراقي ومع ذلك هناك من تبرع بعضو من جسده الى امه او ابيه او من ذويه لكن ومع شديد الاسف ما مر به البلد من تدهور امني واقتصادي جعل منها ظاهرة ذات طابع اقتصادي للربح من ذوي عديمي الضمائر من بعض الاطباء لان العلمية من المستحيل ان يجريها شخص اعتيادي او ممرض وكونها من العلميات فوق الكبرى في المجال الطبي والمثير للاهتمام ان تلك الشريحة من الاطباء !؟هم اصحاب مهنه نبيله وانسانيه مما اد ى الى جعلها حاله وبائية في المجتمع العراقي ! وهناك اسباب اجتماعية دفعت الكثير من الناس الفقراء لبيع اعضائهم فمن المسؤول ؟!وهناك قصص يرويها بعض الاصدقاء لي، اشبه بالخيالية مستوحاه من الرعب البعض ذهب الى بلد عربي واذا تقلع عينه وبدون معرفة الاسباب ؟! والبعض اجرئ عملية للزائدة الدودية واذا تبين في المستقبل انه قد استأصلت كليته ! والبعض يتاجر به من مستشفى الى اخرى من اجل سرقة امواله بحيث يعلم او لا يعلم وبدون نتائج ملموسه للمريض وهو لا يعلم انه مخدوع او وقع بيد تجار الاعضاء . واوضح الربيعي ان قضية اغتيال الاطباء والكفاءات العلمية قضية صعبة التفسير والتحليل ومن يدعم ويمول تلك المافيات لقتل طبيب واستاذ جامعي وعالم نووي وفيزيائي هو من يريد تدمير ويقاف عجلة تطور البلد بأيدي اناس ماجورين من قبل دول إقليمه.

م. فرح منعم اشارت بان الواقع الصحي في العراق كبقية قطاعات الدولة مر بظروف صعبة منذ 2003 تعرضت اغلب المراكز الصحية لعمليات السلب .. وكذلك الاطباء تعرضوا لتصفية جسدية حالت دون استمرارهم في بلدهم العراق وهجرتهم لبلاد اخرى . مؤكدة ان المريض هو الضحية واصبح المرض نقطة ضعف واجب استغلالها من قبل كثير من ضعاف النفوس وعديمي الضمائر، بداية من بعض الاطباء المؤهلين قانونيا لممارسة الطب ولكنهم انسانيا مرفوضين تماما، كونهم يزاولون مهنتهم كتجارة يجب استثمارها للربح المادي متناسين الارواح التي هي امانــــة محاسبين عليها يوما . هذا ما يفتك بحالة المريض النفسية وخاصة من متوسطي الدخل او الغير ميسور والذي لا يملك سوى قوت يومه فكيف سيكون مصيره بالإضافة لبلاء المرض؟؟

وتحدثت فرح عند مراجعة المستشفيات في ايامنا هذه وان عليك ان تنتظر طوابير ليحين دورك وبذلك يتضاعف المرض ويضطر المريض لقصد العيادات الخاصة . الى جانب ذلك لا ننسى معاناة النوع الثاني من الاطباء ذوي المهنة الاسمى والاشرف وما يواجهون من نقص في الادوية والمعدات والمستلزمات الطبية وبذلك تقل الخدمات الصحية المقدمة للمرضى . مما سبق نستنج ان حل المشكلة قائم على اولا : عاتق الدولة وما توفره من ضروريات تسعف المريض لدى المستشفى الحكومي و ثانيا : التقليل قدر الامكان من الاخطاء الطبية سواء معنويا او جسديا اثناء تشخيص الحالة والعلاج حيث اثبتت الإحصائيات بارتفاع معدلات الاخطاء الطبية سنويا في معظم انحاء العالم وكمثال الولايات المتحدة معظم حالات الموت ناتجة عن الاخطاء تصل لما يقارب 98000.

 

مسلسل اغتيال الكفاءات العراقية

اخبار ما بين أطباء اغتيلوا وأصيب آخرون بهجمات متفرقة في العاصمة بغداد. ومسلحين مجهولين أطلقوا النار من أسلحة رشاشة باتجاه طبيبة في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد، ما أسفر عن استشهادها في الحال" مجموعة مسلحة أخرى هاجمت ثلاثة أطباء في منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة، ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم وإصابة الآخر بجروح. كل هذا جعل من شارع الأطباء بمدينة اربيل او شارع الاورزدي في السليمانية بإقليم كردستان العراق، شارعان مماثلان لشارع السعدون الذي كان مركزا لعيادات أشهر وأمهر الأطباء والجراحين والصيادلة ومنطقة للمستشفيات الاهلية المرموقة بالعاصمة بغداد قبل ان الحروب الاخيرة بالعراق لكن الوضع الامني قد غير الكثير من أوضاع حياة العراقية بما فيها عيادات الاطباء الذين تركوا بغداد ليستقروا في مدن كردستان لاسيما اربيل والسليمانية ليبقوا قريبين من الأهل والأحباب ويواصلوا خدمة شعبهم في جزء آمن من الوطن .

ففي شارع الأطباء تصادفك اللوحات المعلقة لعيادات الطبية والصيدليات ومختبرات التحليل الكيماوي والبيولوجي وهي تحمل أسماء أشهر الأطباء والجراحين العراقيين في بغداد والذين طالما قصد المرضى الكرد عياداتهم ومستشفياتهم في بغداد هناك ايام زمان. وكذلك الحال بالنسبة لشارع الاورزدي في مدينة السليمانية التي تحتضن الاطباء والجراحين القادمين من مختلف مدن العراق ممن دفعت بهم الاوضاع الامنية السيئة التي هزت مناطقهم في بغداد ومدن الوسط والجنوب الى التوجه نحو الاقليم بحثا عن الأمان.

يطول الحديث وتكثر القصص وصولا الى حريق مستشفى اليرموك اليوم حيث حرق ردهة كاملة الخدج والاطفال حرقا فاين هم اطباء العراق من ذلك اين ضمير الانسانية وللاسف لا جواب كالعادة .....مع تحياتي

 

 د. ايات حبه – صحيفة المثقف

 

في المثقف اليوم