تقارير وتحقيقات

شاعر يا حريمة احدى نخلات السماوة الشامخات.. في بيت المعرفة المندائي

حديث عن نضال وسِفر ابداعي وجمال ورقي مشاعر دونت على الورق وبحروف داعبت المشاعر (ياحريمة حجيك مطر صيف ودوريتك وغزل بالتقاسيم البوجهك والتقاطيع.. كل هذه من اجمل القصائد التي حاكتها مخيلة الابداع وغزارته لشاعر تمتع بالطاقة الشعرية  قراءات شعرية لنتاج سنين طويلة صقلتها تجربة الاعتقال بجامعة نقرة السلمان التي خرَجت مظفر النواب وناظم سماوي والفريد سمعان واخرين من المبدعين والقامات الشامخة ..

 ناظم السماوي ..توهج شعره اكثر لأنه يعتز بإنسانيته ومبادئه ، عفوي صادق يعرف مايفعل ولا يخشى شيئا .. لا يضعف ابدا الّا امام من يُحب .. ابن مدينة السماوة وابن الفرات ،عريق الأصل يعتز بنفسه كثيراً واثقا بخطواته دوما .

اثار الشجون في نفوس الحاضرين من النخب والشخصيات الأدبية  والسياسية  بعد ان عم الصمت خشوعا لقراءاته الشعرية  في قاعة بيت المعرفة المندائي الأربعاء 1ـ 3 ـ2017   حيث  تلا على مسامعنا  بعضا منها:

اذا فد يوم ناسي عندك احباب ... سجل بدفترك هذه جريمة

واذا ورد الحدايق نسى الغيِّاب ... اكيد الورد مايبقاله قيمة

ومما قرأ ... ايضا:

ــ لا مرتشي كل عمري وراشي ... بـس كالــوا ترة شاعر ورا شي

انكظت يا صاحبي بدبسة وراشي ... المهم بس الشــرف تابوت الية

ورائعته الشهيرة  ياحريمـــة:

ــ ياحريمة ياحريمة انباكت الجلمات من فوك الشفايف ياحريمة ياحريمة

ياحريمة سنينك العشرين مامرها العشك والعشك خايف ياحريمة ياحريمة

لا ولك لا لا على بختك ماني سالوفة صرت بين الطوايف ياحريمة ياحريمة

وكذلك قصيدته العظيمة التي تخاطب عبدة الكراسي والمناصب  :

ــ كش ملك .. كش ملك

كش ملك ..تاج اعله راسه

يخاف من تاجه يطير

وكش رئيس..المو رئيس..

بغير شعبه يستشير

وكش وزير..الجان يحلم

يوكف اباب الوزير ....

 

بحضور عضو مجلس النواب السيد حارث شنشل ونخب اعلامية وادبية وثقافية  بقاعة بيت المعرفة المندائي أقيمت امسية شعرية للشاعر الكبير والمناضل الاعلامي الرائد الاستاذ (ناظم سماوي) يوم الأربعاء 1 ـ 3 ـ 2017 بإدارة الاعلامي والشاعر عادل العرداوي  اذ تحدث عن سفره الادبي والنضالي الخالد وعن هموم شعبه الذي ناضل من اجله وتحمل  ظلم الظالمين ايام سجنه في نقرة السلمان مع ثلة من  المناضلين الذين صاروا شموعا في طريق الاجيال تستنير من مسيرتهم كل التجارب والعبر والدروس .. فقد عمل بالإذاعة  معدا ومقدما للبرامج التي تعنى بالشعر وعمل بالكويت لفترة طويلة وكان مسؤولا عن التراث العراقي واكد اثناء حديثه عن تجربته الخالدة بهذه الجلسة على  ان تراث سوق الشيوخ مصدر الفن وأبو معيشي دليل على ذلك .

وتحدث عن قصة اغنية (ياحريمة) التي كتبها اثناء وجوده بالمعتقل بنقرة السلمان فقد كانت هناك فتاة رائعة الجمال تأتي لزيارة اخيها في السجن وقد شغف قلبه بها حبا وبعد عدة زيارات سألته ان كان متزوجا وسألها هل ستعود مرة أخرى فأجابته بنعم واذا بها قد انقطعت اخبارها .. وبعد حين عرف انها قد تزوجت ولم تعد تأتي لزيارة اخيها ، وبعد 35 عاما وفي ذات يوم وهو عائد من عمله بالإذاعة ماشيا على جسر الشهداء واذا به تستوقفه امرأة خمسينية ذات شعر ابيض قالت له أ أنت ناظم السماوي ؟ فقال نعم  ثم سألته : أعرفتني ؟فقال: لا  فقالت له :انا صاحبة اغنية ياحريمة .. فذُهل حينها وتحركت هواجسه فكتب لها اغنية أخرى وهي (تقاسيم البوجهك والتقاطيع صدك حلوة كولش مااجامل) فأصبحت اغنية تغنى بها كل عاشق ومحب .. وكانت هناك عدة مداخلات من بعض الحضور كان منها سؤال ماذا قدمت لمتظاهري ساحة التحرير؟ فأجاب باني دائم التواجد معهم والقيت الكثير من القصائد التي ساهمت برفع معنوياتهم وجسدت مطالبهم بهذا المكان المقدس اضافة الى ان هناك اغانٍ جديدة حماسية ووطنية ستصدر عن الحزب الشيوعي دعما للمتظاهرين ولطموحاتهم  ولتصحيح الذائقة فمن الممكن ان تخلق مهندسا او طبيبا لكن لا تستطيع ان تخلق فنانا او شاعرا فنحن بحاجة لهذا التغيير عبر تصحيح مسار الفن أولا  .. ووجهتُ له سؤالا عن تردي حالة الاغنية العراقية بالوقت الحاضر وما آلت اليه  ذائقة المتلقي من انحدار واضمحلال كونه كان رئيس لجنة فحص النصوص بالإذاعة لفترة من الزمن وبوصفه احد قامات الاغنية السبعينية وممن ولدت على ايديهم وهي بأوج نجاحها وتألقها  ومن معه من عمالقة الشعر الشعبي امثال القامة الكبيرة  عريان سيد خلف واخرين  هل بوسعهم انقاذ ما يمكن انقاذه  الان واستعادة الحياة للأغنية العراقية ؟ فأجاب بانهم غير قادرين على فعل اي شيء بالوقت الحاضر لأننا يجب ان نقول الحقيقة ،لان الاغنية حرفة لذلك نجد ان الاغاني السبعينية اخذت قيمة انسانية وسياسية فنرى كلمة (كذاب) كلمة قوية لكن الملحن الكبير طالب القره غولي اعطاها حلاوة وجمال فجعلها مستساغة لدى المتلقي (باغنية ـ جذاب دولبني الوكت بمحبتك جذاب) وجاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي .. جاوين اودي الحجي واتعاتب ويامن ،وهكذا فهناك جماليات في الكتابة ولكل كاتب خصوصية والكتابة  للبسطاء هو ما يخلد الاغنية والاغنية السبعينية  وريثة الشعب العراقي  .. لان الاغاني كالمخدرات بل اكثر تأثيرا على الناس والان لا نستطيع ان نغير  شيئا.

وفي حديث لعضو مجلس النواب حارث  الحارثي  بهذه المناسبة جاء فيه : اعتاد مندي طائفة الصابئة بيت المعرفة على استضافة كافة المبدعين والشعراء والفنانين ورجال العلم والعسكر وذلك من اجل جمع اللحمة الوطنية في بلدنا العراق العظيم اليوم الشاعر ناظم السماوي ابياته واشعاره وهذه النخبة التي جاءت من كل اطياف الشعب العراقي واديانه مايدل على حبهم للعراق الذي جمع هذه الوجوه الخيرة والطيبة والبركة بكم ولكم كل الشكر ..

وفي ختام الجلسة شكر الاستاذ عادل العرداوي مدير الجلسة الحاضرين على حضورهم وكذلك شكر الاستاذ والشاعر الكبير ناظم سماوي على تلبيته هذه الدعوة وبعد ذلك تم التقاط الصور التذكارية  لأرشفة هذه الجلسة .

 

 

 

متابعة : خلود الحسناوي

في المثقف اليوم