تقارير وتحقيقات

جلسة صباحية لشاعر الاشجار سعد ياسين يوسف

جمعة عبد اللهلمجموعته الشعرية : أشجار لاهثة في العراء

اقيمت في منتدى الثقافي العراقية، على قاعة الاستاذ الناقد الكبير عبدالرضا علي . قراءة صباحية ومداخلات نقدية للمجموعة الشعرية : أشجار لاهثة في العراء. فقدمت الشاعرة نجاة عبدالله، موجزاً للسيرة الحياتية والشعرية، وموجزاً لمنجزه الشعري الطويل، الحافل بالعطاء الرمزي الشمولي بجدارة الابداعية، استحق التثمين والتقدير من النقاد والقراء، او بصورة عامة من الوسط الثقافي . كما قدمت نماذج من اقوال النقاد حول منجزه الشعري الثريي الحافل بالغزارة والتواصل . ونال شهادات التكريم، التي استحقها بجدارة وتقدير في لونه الشعري المميز الخاص في اسلوبيته الغيرالمألوف في الساحة الشعرية العراقية . في توضيف رمزية الاشجار كرمزية شمولية عامة، في هاجس المعاناة، الوطن، الانسان. الارتباط بالجذروتداعياته،عذابات التهجير ومشاغله. العنف الدموي ومخلفاته المدمرة . الذي يجعل الحياة غارقة سلبية الالم والحزن. قدم الشاعر طائفة من القراءات الجميلة من قصائد مجموعته الشعرية. لاقت الاستحسان من الحضور.

وهي تتفقد كل يومٍ

سلال زهورها البيضاء

المحدقة في شجرة السماء

على امتداد خيط الدخان

وكلما الت الى الذبول

نفخت فيها من وردها

واوحت الى انوارها

اذا استبد بهاهاجس

الافوال.....

561 سعد ياسين3

وكانت نافورة الدم التي نزفت جوراً من الفعل الارهابي المرعب من الجريمة المروعة، التي ارتكبها الوحوش، من قبل تنظيم داعش الارهابي، في الانفجار المرعب والدموي في منطقة الكرادة في بغداد

يفز الدم المتبخر في الرماد

يصعد.... يصعد..

طوداً

من انين مفجوع

لاهثاً يصل العرش

جذره احلام ناعمة...

قلوب، غادرها النبض

تتلو آياتك

تحت ركام النزوات

تستمطرك الرحمة

والرحمة شجرة

ماعادت تورق في الارض

لتظلل

هذا الطوفان

وفي قصيدة (اشجار لاهثة في العراق) يجسد معاناة الانسان في التيه والضياع في الظروف التي هي اكثر من طاقة التحمل، من شدة كثافة الضباب في مما يجعل الانسان ضحية صفير الريح ونسيج الرمل المتطاير والمتزاحم في أشجار الاشجان والشجون ويصبح الانسان علبة مثقوبة تلعب بها الرياح في مختلف الجهات تجعله عارياً في الحلم المتيبس . وعارياً من الامال والطموحات الجافة والمتيبسة كالاوراق الذابلة والساقطة، مما تدفعه الى معاناة التهجير والتشريد، ويصبح العوبة الحزن والالم

الدمع صفير الريح

ونشيج الرمل

اذ ينهمر على جدار لحمنا الحي

عارياً تحت غيمةٍ

تمزقها انياب الظهيرة

تصفر الريح

ناحتة وديان الهجير

في شفة الحلم المتيبس . .

على شحوب الوجوه

وجثث الاسئلةِ التي

عرتها الشمسُ

لاتسعها عيون الملامة

المتقافزة في وضح الظلام

وكانت تصحب القراءات الشعرية موسيقة تعبيرية، من الموسيقي البارع جمال الرحال الذي برع في وضع القراءات الشعرية في مناخها الوصفي والتصويري المتناسق والملائم .

وقدم الناقد عبدالرضا المحمداوي : مداخلة نقدية حول المجموعة الشعرية،والمضامين الايحائية، حول الصور الشعرية وتعابيرها الدلالية والرمزية. وقد اجاد في اعطاء المضمون لمغزى القصائد الشعرية، وما كان يروم اليه الشاعر. ان يبوح في خلجاته وارهاصاته الذاتية والعامة . وقدم مقتطفات من قصائد المجموعه الشعرية، وبين مضامينها الايحائية والتعبيرية بجدارة رائعة كناقد متمكن في الغوص باعماق القصيدة.

وقدم الناقد الكبير الاستاذ احمد فاضل مداخلة قيمة في خلاصات في رؤية النص الشعري. في رمزية الاشجار وتعامله مع وجع الواقع والحاضر بكل مكوناته، وبطرح الاسئلة الملحة على فعاليات مجريات الواقع الموجد. وذكر من المنظور النقدي، رؤية تحليلية رصينة في انجاز شاعر الاشجار وقصائده، التي تستحق التمعن والتفحص والتامل . لانه قدم لون شعري بنوعية جديدة في التعاطي الرصين، من روحية الواقع . من منظور الرمز التعبيري للاشجار . لذا فان الشعر في منجزه الابداعي يحرك فاعلية الشعور والوعي والاحساس . ان يرتقي الى مصاف متطلبات الظرف الاني والبعيد . ويتصرف بالجملة الشعرية، كعملية ولادة لخلق شي انجازي جديد ومبدع .

وقدم الناقد جمعة عبدالله : اهم مفاصل الصور الشعرية ورمزيتها التعبيرية الدالة، في اكتشاف محطات جديدة في التعاطي مع الابداع الشعري بشكل غير مسبوق، جعل الاشجار تحمل فعل رمزي وتحمل معاني ودلالات، تتعامل مع الحياة، كوحدة عضوية مترابطة،و كانها حياة قائمة بذاتها غير مجزءة الى جزيئات منفصلة . كما يملك براعة الغوص في اعماق الحياة وموجوداتها الظاهرية واللاظاهرية بنفس الوقت ينطلق من التعبير الرمزي، في الوقوف على فاعلية الحياة العامة وتحديد حركة الموجودات العامة في اسلوبية متجددة وخلاقه ترتكز على موضوعية رصينة وهادفة وملتزمة بهموم الانسان ومعاناته العامة وكذلك في تحريك المياه الراكدة والوقوف على ابرز تفاصيلها ومعطياتها من منطلق الانتماء الى الانسان والوطن. لذلك يجد القارئ افعال حركية متصاعدة تجسد مناخات شعرية، تحفز الذهن في طرح الاسئلة الملحة، في تعابير الرمز للاشجار، في جانب فعلها الشمولي، ان الشاعر يحاول ان يدخل في قلب القارئ وعواطفه . لكي يحسسه بمعاناة الواقع .

 

رسالة من بغداد: جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم