أخبار ثقافية

ود. محمد شارف رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير ود. عبد النبي ذاكر الكاتب العالم لاتحاد كتاب المغرب فرع أكاديرـ تم مساء يوم الجمعة 25 ماي 2012 تكريم ثلاثة روائيين عرب هم الكويتي طالب الرفاعي الذي أدلى الناقد عبد الرحمان التمارة بكلمة في حقه امتزجت فيها الكلمة الصادقة بالشعر وهو يتحدث عن التجربة الروائية الرفاعية في: "سمر كلمات"، "الثوب"، "رائحة البحر"، "ظل الشمس"، وعن بعض المجاميع القصصية الباذخة للمحتفى به مثل: "أبو عجاج طال عمرك"، "أغمض روحي عليك"، "مرآة الغبش"، "حكايا رملية".

كما قدم  القصاص المغربي أحمد بوزفور شهادة في حق الروائي المغربي يوسف فاضل، وقد توقف بالخصوص عند تجليات العجائبي من خلال عنوان رواية فاضل الأخيرة: «قط أبيض جميل يسير معي». وكانت فاتحة تلك الشهادات الكلمة التي ألقاها الناقد المغربي د. عبد النبي ذاكر في حق  الروائي المغربي مبارك ربيع، جاء فيها:

مبارك ربيع القصاص والروائي المجدد

مبارك ربيع قصاص سامق وروائي مجدد، راسخ القدم في السرد المغربي، الذي ضمخه  بشاعرية باذخة، ومتحه طورا من مواضيع تخييلية، وطورا من مواضيع تمزج بين الواقعي والمتخيل، بعيدا عن حمى التجريب وصيحات الموضات السردية ومزالق اللاعفوية، والنظرة الفولكلورية أو الإغرابية، قريبا من المتعة وشعرية اللغة واللوحات الحكائية ولذاذة توصيف الفضاءات والشخوص وتعالقاتهما الحميمية. قضايا الكتابة الإبداعية عنده لا تنفصل عن مقتضيات صنعتها، لذلك فهو وفي للقضايا الكبرى في واقعه، بقدر احتفائه بالتفاصيل الصغرى في وقائع كتابته، فلا شيء حشوي في أعماله. وما قد يبدو زائدة دودية في سرده، يشدُّك إلى حبال سُرّية وسِرية في حيوات الناس وذاكرة الأشياء والأمكنة ونسغ الكتابة في طزاجتها وانسيابيتها وعمقها السيكولوجي والفلسفي والسوسيولوجي، بحكم التكوين المعرفي الرصين لأكاديمي متعدد التخصصات، يقظ الوجدان، متيقظ الحواس.

مبارك ربيع وسحر اللغة

بفنية عالية، تجمع بين الفصحى والعاميّة، يكتب عن فضاءات متنوعة: فضاء القرية، فضاء المدينة (عربية ومغربية: دمشق والقاهرة وبيروت؛ الرباط والدار البيضاء والقصيبة.)، فضاء مخضرم، فضاء البحر.

مبارك ربيع يسحرك بإتقانه الكبير للعب باللغة، فتغمرك كتابته بشلالات صور تعمق الشخوص وتغوص في عوالمها الداخلية ومونولوجاتها الأكثر حميمية،  وتتعمق في الأحداث وتستبطن مجرياتها، وتستغور طبقات اللغة لتستخرج لآلئ لا شعورها.

إنه يكتب بسلاسة، فتنقاد له التعابير والصور وتستشعر عند قراءته جلال السهل الممتنع، فإذا كنت من قراء المتعة لزمت المستوى العادي لنصوصه وما برحته، وإذا كنت من القراء النقاد نفذت إلى وهج المستوى العميق جدا وذقت لذائذ تباريحه.

مبارك ربيع المبدع المؤسس

يعد مبارك ربيع ـ بحق ـ أحد مؤسسي الرواية والقصة المغربيتين. له إسهامات جليلة في ترسيخ هذين الجنسين الأدبيين ومغربتهما منذ مطالع ستينيات القرن الماضي. وبقدر سبره للمتغيرات التي اعترت الكيان المغربي المقاوم لبراثن الاحتلال الفرنسي، تراه يعنى بالقضايا القومية والعربية والشأن الإبداعي على حد سواء. ونظرا لغناه الإبداعي المتحرر من القيود المصطنعة لتكنيكات مفتعلة، استطاع لفت نظر النقاد والباحثين مغاربة وعرب، فحبروا عن أعماله بحوثا وأطاريح جامعية رصينة أعادت الاعتبار للأدب المغربي عموما، ولمبارك ربيع على وجه الخصوص، سيما وأنه يكتب "بأناة بالغة وبضمير روائي وقصصي"، على حد تعبيره هو نفسه.

مؤلفات مبارك ربيع

تتوزع مؤلفاته بين القصة القصيرة والرواية وأبحاث في علم النفس وعلم التربية:

القصص:

- سيدنا قدر؛ طرابلس، دار المصراتي، 1969.

- دم ودخان؛ تونس، الدار العربية للكتاب، 1975.

- رحلة الحب والحصاد؛ بيروت، دار الآداب، 1983.

- البلوري المكسور؛ مطبعة النجاح الجديدة،, 1996 - 95 من الصفحات.

ـ من غرب لشرق؛ منشورات اتحاد كتاب المغرب، 2002.

ـ صار... غداً؛ منشورات مرسم – الرباط، 2009.

الروايات

- الطيبون؛ الدار البيضاء، دار الكتاب، 1972.

- رفقة السلاح والقمر؛ الدار البيضاء، دار الثقافة، 1976.

- الريح الشتوية؛ تونس، الدار التونسية للنشر، 1977.

- بدر زمانه؛ بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1984.

- برج السعـود؛ مطبعة النجاح الجديدة، 1990.

- من جبالنا؛ توزيع شوسبيرس، 1998.

- درب السلطان؛ في ثلاثة أجزاء (ج. 1. نور الطلبة، ج. 2. ظل الأحبـاس، ج. 3. نزهة البلدية)؛ توزيع شوسبريس، 1999-2000.

أيام جبلية؛ مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2003.

طوق اليمام؛ المركز الثقافي العربي، بيروت، 2008.

أهل البياض؛ دار الساقي،2011.

الأعمال الكاملة

الأعمال الكاملة؛ منشورات وزارة الثقافة، مطبعة دار المناهل، 2009

للأطفال واليافعين

- أحلام الفتى السعيد؛ الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.

- ميساء ذات الشعر الذهبي؛ الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.

- بطل لا كغيره؛ الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.

- طريق الحرية؛ توزيع شوسبريس، 1998.

الدراسـات

- عواطف الطفل: دراسة في الطفولة والتنشئة الاجتماعية؛ ط. 2، الرباط، الشركة المغربية للطباعة والنشر، 1991.

- مخاوف الأطفال وعلاقتها بالوسط الاجتماعي؛ الرباط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1991.

الجوائز

نال عدة جوائز عربية ومغربية هامة عن قصصه ورواياته، التي بُرمج بعضها في سلكي التعليم الثانوي والجامعي. ومن بين تلك الجوائز:

ـ جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي "صنف الرواية"، 2006.

ـ  جائزة المغرب العربي عن رواية «الطيبون»، بتونس، 1971.

ـ الجائزة الأولى من المجمع اللغوي بالقاهرة عن رواية: "رفقة السلاح والقمر"، 1975.

ـ جائزة محمد زفزاف في الدورة التلاثين لموسم أصيلا الثقافي والدولي سنة 2008.