أخبار ثقافية

البيان الختامي لاجتماع الشبكة العربية للتسامح

عقدت الشبكة العربية للتسامح اجتماعا ببيروت- لبنان خلال الفترة الممتدة من 9 أبريل إلى 12 منه شارك فيه أعضاء من 11 دولة. وقد تمحور حول موضوع تعزيز الثقافة التسامح والتعددية .

جاء اختيار هذا الموضوع في ظل سياق عربي يتسم باتساع ظاهرة العنف والكراهية ، ويؤشر على انهيار قيم التسامح والحوار وإدارة الاختلاف بالطرق السلمية ، وقد أجمعت المقاربات المقدمة على إدانة العنف والغلو فيه، وتغييب الحلول التوافقية والاصطفاف الطائفي القائم على إحياء نعرة الهويات الضيقة المغيبة لثقافة المواطنة وحقوق الإنسان. وبقدر وعي الشبكة بدور قوى دولية في تغذية هذا المسار السلبي فإنها تعتبر منبثه البيئة الثقافية والمجتمعية في البلاد العربية. وعليه فقد أوصت الشبكة بمراجعة الفنون المنتجة للقيم وفق منظور يعزز ثقافة التسامح والتعددية، ويقوم على تقوية مرتكزات المواطنة الفعالة بكل ما تقتضيه من شروط وآليات. وفي هذا الإطار أكدت الشبكة على تحكيم المرجعية الحقوقية والمواثيق الدولية لحل النزاعات ، ومنع الانقسام الإيدلوجي والعقدي والمذهبي.

انطلقت أشغال الاجتماع بتأطير منهجي أعاد التذكير بمرجعية الشبكة وهويتها المدنية، والتأكيد على مشروعيتها في هذه المرحلة المفصلية فضلا عن تأكيد دورها في دعم الإيجابيات الممكن استثمارها في دول تعيش تحولا ديمقراطيا.

وفي هذا الإطار تم التداول في قضايا من قبيل أهمية تعميم وإشاعة ثقافة التسامح في المرحلة الحالية ، وبيان أصالتها الحقوقية والتاريخية ، ودورها في كبح العنف وتعبيراته المختلفة ومآلاته السلبية على الأوطان والأفراد.

وقد شدد المشاركون على أهمية المقاربة العلمية للموضوع في تواز تام مع المسار الميداني والإجرائي. ورغم تنوع التجارب العملية المقدمة فإنها تتقاطع حول جملة مبادئ تلح على دور التربية وتثبيتها في السلوكات العلائقية والممارسات اليومية ، وأهمية الانفتاح على النماذج الدولية التي عاشت تجارب مريرة قصد الاستئناس بها وتكييف ما يمكن أن يلائم منها البيئة العربية. وفي هذا الإطار قدمت تجارب شخصية ومدنية بينت الآثار التدميرية التي يخلفها العنف على النسيج الاجتماعي والمجتمعي ناهيك عن تخريب النفوس وآدمية الإنسان، وأبرزت دور التربية على التسامح في الأوساط الشبابية ، واستثمار مختلف الوسائط الفنية والإعلامية والرياضية لتأصيل السلوك المدني وثقافة التسامح، وفي أفق تقييم عمل الشبكة خلال السبع سنوات الماضية، وفي أفق تطويرآليات وتجويدها،

ومن أجل تقوية شبكة العلاقات مع الهيئات والمنظمات ذات الصلة ، والشخصيات الاعتبارية الفاعلة في المجال الحقوقي بشكل عام، وقيم التسامح في الوطن العربي بشكل خاص، أنجزت الشبكة العربية للتسامح خريطة الفاعلين في نشر وتعميم ثقافة التسامح، وهي خريطة ذات أهمية قصوى في معرفة مؤشرات هذه القيمة في البلاد العربية من حيث تقدمها أو ارتدادها.كما تم تشكيل لجن وظيفية للبحث في الموضوعات ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة استنادا إلى التغييرات الكبرى التي تعرفها المنطقة؟

في المثقف اليوم