أخبار ثقافية

منتدى الحوار الثقافي العراقي في ستوكهولم في حوارية جديدة

الحوارية القادمة يوم 28 / 11 / 2015 في الساعة الرابعة عصرا وعلى قاعة ليروسالن Lärosalen في المكتبة المركزية في شيستا (الكالري الرئيسي)

لا يخفى على المرء بأن جميع شعوب الأرض ومختلف المجتمعات تبرز وسطها انقسامات داخلية، وهذا الآمر يبدو في المدونات التاريخية للبشرية شيئا طبيعيا. فالسكان دائما ما ينقسمون إلى جماعات وطوائف مختلفة الانتماءات الدينية والعرقية، وهذه المكونات تتصارع فيما بينها وتظهر وسطها نعرات مؤذية، وهذا التباين والتضاد يظل كامنا أو ينفجر في لحظة ما. وهنا يحضرنا السؤال المهم، ليس فقط لغرض الإلحاح في البحث عن المسببات ومن يغذي هذه النعرات المضرة، وإنما المهم والملح أيضا، البحث عن من يلجم تلك الصراعات ويمنع الأحقاد.

السؤال : كيف نجسر الخلاف ؟ كيف نقمع النعرات العدوانية؟. ما القدرة المتوفرة لتوظيف التمايزات الثقافية لصالح الاندماج المجتمعي. ومن ثم، ما هي قدرة أبناء العراق على صناعة الهوية الوطنية العراقية الموحدة ؟ أو الأحرى، وبعد هذا الخراب العام الذي أصاب العراق كوطن وشعب، كيف وبأي أسلوب وطرق نستطيع إعادة بناء الهوية الوطنية العراقية ؟ وهل يأتي هذا ضمن مشروع بناء الدولة المدنية، دولة القانون الضامنة للديمقراطية وللحريات المدنية التي ينادي بها البعض من شرائح المجتمع.

وهناك من يرى أن الفيدرالية أو الكونفيدرالية هي الحل الأنجع لحسم الخلافات والصراعات. في الوقت الذي يجد آخرون إن التقسيم على وفق الطائفة والقومية ممكن أن يحسم الكثير من الخلافات ويعطي للجميع حقوقه.

أم ترانا كما يدعي البعض الأخر، شعب يعاني من فقر ثقافي بائن ،وكان ومازال منقسما اجتماعيا وطائفيا وقوميا، ويتواطأ رجال السياسة المحليون فيه على إبقاء وفرض هذا الحال لتثبيت وتسيير مصالحهم،، ويترافق ذلك بنهب منظم لثرواتنا، والتفنن في أساليب ثلم الحريات المدنية. لذا نحن بحاجة لحكومة مركزية قوية عادلة، تحمي الوطن من التهديد والتدخل الخارجي وتفرض سيطرتها، وتستبدل مشاعر العجز والإحباط والقهر المستشرية بين أوساط الناس كإرث من الماضي، بمشاعر الثقة بالنفس والقوة والوجود المشترك والهوية الموحدة.

 

من كل هذا وغيره تتولد القناعة بضرورة البحث في القواعد والمسلمات التي من الموجب أن تبنى عليها أية هوية ثقافية اجتماعية وطنية.

لذا فكرنا أن يصاغ للحوارية القادمة التي سوف تعقد يوم 28 / 11 / 2015 في الساعة الرابعة عصرا وعلى قاعة ليروسالن     Lärosalen في المكتبة المركزية في شيستا سؤالا محددا : ما هي قدرة الإنسان العراقي على صياغة أو إعادة بناء هويته الوطنية الموحدة ؟ الكيفية، القدرات، الدوافع ، الغايات.على أن تؤخذ وقائع الوقت الراهن الذي يمر فيه العراق، كمسبب لاستشراء الإمراض السياسية والمجتمعية التي طعنت وتطعن بالهوية الوطنية وتدفع لاضمحلالها. وليس في ذكر هذا ما يجعلنا بالضرورة نرغب مرة أخرى تكرار استعراض الأسباب التي أدت لتشتت وتشرذم الهوية الوطنية . مع التأكيد على ضرورة أن تكون الحوارية القادمة حول هذه الموضوعة ليست بما عرف عن النمطية التي تدار بها المحاضرات ، فسوف يكون لكل من الحاضرين الحق في أن يقدم تصوره مكتوبا ويقدمه للنقاش ولا يوجد محاضر بذاته، بقدر ما يتحدد لكل متحدث فترة زمنية يتفق عليها، يخوض الجميع فيها غمار الإجابة على صلب السؤال، ليقدم تصوره واستنتاجاته لهوية عراقية ممكن تشكيلها في دولة يعاد بنائها من جديد بعد أن عمل المحتل الأمريكي على تفكيكها وجارته في هذا بعض التكوينات العرقية والطائفية العراقية.

 

منتدى الحوار الثقافي العراقي في ستوكهولم

 

في المثقف اليوم