أخبار ثقافية

جديد فكر العلوم الإنسانية والاجتماعية في عددها الجديد

تعود مجلة فكر العلوم الإنسانية والاجتماعية ويعود معها السؤال عن واقع المجتمع المغربي بتاريخه وحاضره ومستقبله، واقع يسائلنا جميعا طبقات سياسية وثقافية وإدارية واجتماعية وجمعوية، ويحملنا كلنا مسؤولية تاريخية لن ينجو منها أحد. أي مجتمع نريد لمغرب القرن 21 إلى ما هو المشروع المجتمعي لذلكم المغرب ؟ ماذا نريد لأبنائنا ؟ لوطننا؟ اليوم ؟ وغدا ؟

أسئلة تؤرقنا، تحرجنا، تحملنا المسؤولية، أسئلة لا نجد لها جوابا هنا وهناك، تختلط الأوراق بين هذا الاختيار وذاك. كل الضربات كل اللغات، كل الرسائل تفسر لشمع، تمرر ... نخاف على بلدنا، على أولادنا وبناتنا، على مستقبلنا، على مشروعنا المجتمعي ... هاته هموم مجتمعية نحملها، تسائلنا كل يوم وساعة ودقيقة لعلنا نجد جميعا أجوبة ومخارج لها، لا نتهم أحدا ولا ندافع عن أحد ولسنا بوقا لأحد إننا لسان مجتمع حي ، متطور يتوق إلى الأفضل في ظل الاستقرار والأمن الجماعي. لذا ندعو كل الفاعلين إلى تحمل المسؤولية التاريخية لمستقبل بلد يشهد التاريخ أنه مغرب التعايش والاستقرار والإسلام الوسطي والمعتدل فرجاء انخرطوا جميعكم أينما كنتم وكيفما كنتم ومهما كانت مواقعكم وقناعاتكم. لأننا لا نحس بالأمان على مستقبل وطننا وأبنائنا.

تعود مجلة فكر للصدور في عدها الثاني عشر، بسبعة مقالات لأصحابها من الصين وليبيا والمغرب والجزائر.

وهكذا تضمن مقال الأستاذة الباحثة من الصين وي تشي رونغ الموسوم ب " تطور الانترنيت وتعليم العربية في الصين" تتويج الانترنيت باختباره بلورة للذكاء البشري واختراعا علميا وتكنولوجيا في عالم القرن العشرين، والجهود التي بدلت من أجل تطوير والنهوض بهاته الشبكة عالميا، والمحطات التي مر منها تطور هذا الاختراع البشري في أنحاء العالم والذي أسس لعدة خدمات بين بني البشر منها التعليم عن بعد في كل المستويات، كما ركز المقال على واقع تطور الانترنيت في الصين ممارسة وتقنينا وآفاقا.

أما سعيد بوخليط الباحث المغربي فيعرض في مقال له عن الفلسفة والحب إلى إشكال تاريخي لمسألة العشق والفلسفة إنه يطرح لسؤال الواقع والنظر من خلال نماذج فلسفية وقضايا، من حب وجنس، وشعور و صداقة وحب، وعلاقات كل ذلك مع العنصر الفيزيائي والمسألة الطبيعية وانعكاسات ذلك على حياة الإنسان في مستويات الجمال الطبيعية والروح والجسد، والجنس والإحساس والرغبة ...

كل ذلك اختصار في المقال لأهم الأفكار والقضايا التي وردت في كتاب "الفلاسفة والحب" لصاحبه بيير سيوفاني".

وأما الباحث المغربي جميل حمداوي فيعرض إلى موضوع السخرية والعبث في قصص "بقايا" لعبد السلام المودني، من حيث المستوى المناصي، ومجموعته القصصية هاته، مقدما تحاليل مست المستوى الدلالي لمجموع القصص العشرة في البقايا وكذا المستوى التأويلي لما يقصده القاص والمؤلف مؤكدا على أن المؤلف يمزج بين أساليب التأليف الحديث وبين القوالب التراثية بإخراج ذكي ومبدع.

ويعرض الأستاذ الباحث عمر زرقاوي من الجزائر لمسألة النقد الثقافي الطاغية الذي ينهي مع جغرافية المعارف والتي تقرر معها نهاية الحدود والحواجز بين الحدود المعرفية مهما اختلفت لخصصاتها ومجالات استغلالها لأن العقل المنتج واحد ومن ثم لا حدود فاصلة بين الثقافات والعلوم والمعارف مستحضرا مشروع النقد الثقافي لعبد الله الغذامي شرحا وتحليلا وتفسيرا وتأويلا.

الأستاذ الباحث محمد حساوي من المغرب يطرح في مقاله قضية تؤرق المواطن مهما اختلفت مواقعه ومسؤولياته، إذ يركز على الأضرار التي تلحق الإنسان من خلال كل الظواهر الصوتية والتلويت الذي يصيب الإنسان هنا وهنالك، مستحضرا تاريخ هذا الأمر سواء من خلال أية القرآن أو كتب السنة النبوية أو امهات الكتب العربية.

وأما مقال إشكالية المعنى من التفسير إلى التفكير النحوي والبلاغي، فيسرد لقضايا موضوع المعنى في فكر فقهاء اللغة واللغويين بمواقعهم المختلفة الدينية والأدبية والنحوية والمعرفية، مؤكدا على مختلف القضايا المطروحة في موضوع وما يتحكم في التحليل والتفسير والتأويل في مقامات وسياقات وأقاويل.

وأما مقال "القرآن الكريم ومناهج دراسته" لصاحبه علي حسن الشطشاط من ليبيا فإنه يعرض لعلم القراءات مستحضرا معاني القرآن الكريم ومعجزاته، وكذا آراء العلماء في آية القرآن وكذا أسباب النزول والقراءات القرآنية، وكما سيركز على تدوين المصحف في عهود الرسول وأبي بكر، وعثمان بن عفان وكل ما يرتبط بالقرآن الكريم و مناهج دراساته المقامية، والدلالية، والتفسيرية، وغيرها.

العدد يصدر بدعم من وزارة الثقافة في حجم 17 x 24 و 190 صفحة تقريبا مزين بلوحة غلاف الفنان عبد القادر غربال.

أما بعد، تظل فكر منبرا للتفكير والإبداع والإنتاج لكل القضايا ومجالا للتذاكر والتحاور والاستشارة العقلانية الحداثية المتطورة دون تعصب للماضي ولا للحاضر ولا للمجهول.

إننا عقلانيون حداثيون نأمل حياة أفضل لعشيرتنا، أبنائنا، أفراد وطننا، فمرحبا بكم جميعا في عالم فكر الحياة.

نذكر بأن منشورات فكر مشروع معرفي، ثقافي أسس له الأستاذ محمد الدرويش     .

في المثقف اليوم