أخبار ثقافية

مهرجان القدس السينمائي الدولي يهدي دورته الثانية لروح الراحل هاني جوهرية

اختار مهرجان القدس السينمائي الدولي أن يهدي دورته الثانية دورة الحرية للأسرى إلى روح ابن القدس الراحل المصور والمخرج السينمائي هاني جوهرية تخليداً لذكراه الواحد والأربعين، وهو ابن القدس ومن مواليدها عام 1939، اضطر لتركها عام 1966 لمتابعة دراسته في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في القاهرة وبعدها في لندن.

وقد صرح الدكتور عزالدين شلح رئيس المهرجان بأن هاني جوهرية ما زال حاضر يعيش معنا من خلال عطائه الذي لم ولن ينتهي، حاضر بما قدمه من وثائق مهمة عن الثورة الفلسطينية  ومن خلال أفلامه التي عملت على تعبئة المقاتل الفلسطيني حيث أنه أصبح عنوان للسينمائيين الفلسطينيين في الإرادة والتحدي والإصرار على التقاط الصورة من موقع الحدث.

وأضاف شلح لقد استشهد هاني جوهرية حين ذهب مع المقاتلين إلى الخط الأول، فانطلقت قذيفة باتجاههم فقام بتصوير لحظة الانطلاق وأصر على تصوير لحظة السقوط لكن القذيفة سقطت أمامه مباشرة فطار هاني مع كاميرته وسقط شهيداً بتاريخ 11/4/ 1976، كان يُدرك تماماً أن الكاميرا في يد المقاتلين لا تقل أهمية عن البندقية.

وذكر المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس لجان التحكيم بأننا نفتخر بالراحل السينمائي هاني جوهرية لجهوده المميزة فى مجال السينما الفلسطينية حيث كان من المؤسسين لهذه الصناعة وكان من المفترض أن يكون قرار اللجنة التحضيرية لمهرجان القدس السينمائي الدولي قرارا صائبأ لإهداء هذه الدورة لروح السينمائي القدير هانى جوهرية الذي استشهد وهو يدافع بكاميرته عن الحق الفلسطيني فهو أول شهيد سينمائي استشهد في المعركة، لروحه السلام والرحمة، ولنا أن نخلده دائما في أعمالنا ومهرجاناتنا السينمائية، وأكد مهنا سنقوم على هامش المهرجان بعقد ورشة عمل عن حياة وأعمال الراحل هاني جوهرية.

وأكد الدكتور خالد أبو قوطه رئيس اللجنة التحضيرية ورئيس قسم الإعلام أن كلية فلسطين التقنية ستقوم على هامش المهرجان بعقد ورشات عمل عن مسيرة الراحل هاني جوهرية الذي يعتبر أحد مؤسسي السينما الفلسطينية مع مجموعة من السينمائيين الفلسطينيين، حيث كان له دورا بارزا في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأردن والجنوب اللبناني، مخلفاً وراءه العديد من الأفلام السينمائية ومنها فيلم الخروج والأرض المحروقة وزهرة المدائن وجسر العودة والحق الفلسطيني وفيلم بالروح والدم.

وأوضح أبو قوطة بأن معظم مساقات تخصصات الإعلام والسينما في الجامعات الفلسطينية يجب أن تحتوي على أجزاء عن حياة الراحل كمؤسس للسينما الفلسطينية وتحديداً مساقات صناعة السينما الفلسطينية.

بدوره ثمن الدكتور تيسير مشارقة منسق المهرجان في الأردن تكريم الراحل هاني جوهرية وقال إن تكريم المخرجين السينمائيين والمصورين الفلسطينيين من الرواد والأوائل واجب علينا نحن المنشغلين بالهم السينمائي والصورة الفلسطينية النقية والصافية، فهؤلاء الرواد مثل المصوّر السينمائي هاني جوهرية والمخرج مصطفى أبو علي من الرواد الذين صاغوا الهوية البصرية الفلسطينية، وعملنا في مهرجان القدس السينمائي الدولي على إهدائه الدورة الثانية لروحه الطاهرة وهذا يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بأن الذاكرة البصرية للكيانية الفلسطينية ناضجة ويقظة. ولا بد هنا من التركيز بهذه المناسبة الطيبة على تراث وأعمال هذا المصور العظيم الذي كانت كاميرته هي بندقيته الحقيقية في كفاحه ونضاله من أجل الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة ـ

 

 

في المثقف اليوم