أخبار ثقافية

نصوص جدارية: مخطوطات في طريقها الى النشر

نصوص جدارية عبارة عن مجموعة مقاطع نثرية، يتصدى البعض منها، لقضية تكاد ان تكون من ابرز قضايا العصر الراهن، الا وهي مسالة السلطة في الواقع العربي، حيث الحلم الإنساني الذي تسعى اجندة الموت، والسياسة، بسلاحها الفتاك، وحكوماتها الرهيبة، انتزاعه بطريقة بشعة ورخيصة.

 فتراها تذهب الى الدين لتشريع القوانين وفقا لسياقات مصالحها تارة، بينما تخطط في ذات الوقت الى اختزال هذه التشريعات، وضمها الى سلاح دستورها الحكومي، لتسييد نفوذها السلطوي تارة اخرى.

ولذلك يجد الفرد نفسه محاصرا ممزقا لا يقوى ان يبوح بسر الحقيقة، مع ادعاءات ما يسمى بالديمقراطية، بعد ان يتم تجويعه وتشريده، والنيل من كرامته، وذلك عبر وسائل وطرق متعددة، منها مصادرة حقه في الحياة، والعيش الرغيد، ومنها الالتفاف على حركة فعله، وعقله، وافكاره، بعد تغيير المنهج الحقيقي لخارطة وجوده.

والاعلام هنا يصبح وسيلة من وسائل العبث، الذي ديدنه الإطاحة، اوإنتهاك حرمة الصورة الحقيقية للمنطق الإنساني، وتجنيد المفاهيم الزائفة، لخدمة المآرب السياسية للأحزاب، والكتل، التي ديدنها الاستحواذ على ثروات البلد، وتسخير طاقاته، وموارده لخدمة المنافع الشخصية لها.

لذلك نصوص جدارية تتناول في بعض جزئياتها وبطريقة ادبية توصيفية، الحالة المعذبة للواقع العراقي، حيث

بناء على افرازات المرئي، واللامرئي، يتساوق الخوف مع اللوعة، والأنين، والألم، والهجرة، تلك الموضوعات التي بقي نزيفها يعتصر نفوسنا منذ زمن فائت.

وقد كتبت المقاطع العشرة، على لسان شاهد يبحث عن وسيلة للنجاة، وبأساليب نثرية، اوخبرية مختلفة في إيقاعاتها، وذلك إبان عصر يدعي أصحابه انهم من عشاق الحرية.

هنا وبإيجاز دقيق، مرحلة التغيير، اللثام يسقط عنها، كما ستارة مسرح تكشف خلف بواباتها حكايات تحمل في سياقاتها مساحات من البؤس، والجوع، والتشرد، مكونات تنشطر مفرداتها، تتسابق في مكنوناتها للكشف عن لغة الصراع بين الفقر والغنى، العقل والجهل، الشرف والرذيلة، الشجاعة والجبن؛ اشكاليات تضيق وتتسع مدياتها، وفقا لمفترقات الهواجس التي تنتابنا جميعا، لتقود خطواتنا المتعثرة الى تفاصيل تلك الأحداث. 

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

 

في المثقف اليوم