أخبار ثقافية

سلوان العنب.. المجموعة الاولى للشاعرة إلهام بورابة

سلوان العنب مجموعة شعرية صادرة عن دار إيكوزيوم أكتوبر 2019 تزامنا مع المعرض الدولي للكتاب. وهي المجموعة الاولى للشاعرة إلهام بورابة

الديوان طقس احتفالي ينبني على اللغة، فيه خطاب بلا كلفة للناس ولظواهر مختلفة في الحياة عبر ثلاث وخمسين قصيدة نثرية تحكمها علاقة شعرية كامنة وحركة بتّجاه مسائل الشعر ومواضيعه الوجدانية. ويمكن تصنيفها في مجموعات لتبني لها صيغة تعطي صورة خاصة تميّز مجموعة عن أخرى. ففيها مجموعة فرح من نصوص مثل (نشوة، رغوة سعيدة، أمل، نجاة، الغناء بالجسد). مجموعة الشهور والفصول إشارة إلى زمنية عبور تجربة شعورية إلى تجربة شعرية وهي نصوص (أفريل، سبتمبر، خريف، شتاء،...). ومجموعة الأحداث الصغيرة وهي مقطوعات قصيرة جدا تعبّر عن موقف وامض تضم نصوصا عن مختلف ما نألفه في حياتنا اليومية مثل نصوص: (رقعة زبدة، أكواريوم، خزانة، صنوبرة، صديقي الكلب، القلم)

1217 سلوان العنب

من موقع الشعر في علاقته بخلفية الشاعر الثقافية، فقد كان لتخصصي النفسي نصوص مثل (ذهان، فراشات / قدرات خاصة، حياة سابقة)

ولأنّه ديوان للشعر والشعر في خلاصته الشيء الحميم الرومانسي فقد كانت نصوص (مشهد حميم، كالدانوب،I purple you،عاد الليل يا ليلى، ...).

جاء كل هذا في نسق أستمد منه ما يؤهّلني أن أكون بصوتي لا بخطاب نموذجي يناقض حقيقة المعاني التي أتنهّدها. ولخصّت هذا في نصّ " أدعوك بالحقيقة".

سيقال أن أجمل الشعرأكذبه، وليس على الشعر أن يكون حقيقة، لكن هذا كلام النقاد. أما الشاعر فيفضح سرّه كنباتات الأرض.

هكذا فسلوان العنب يقول بإيجاز أنّ هناك أسماء عنب وأخرى أمل. حتى أن العنب في العنوان" سلوان العنب" فاسم يدل على قسنطينة من حيث العنب بعدد حباته هو أسماء سعيدة من مدينتي مثل نص صقل النحاس، وهذه حرفة لا توجد إلا بسيرتا، أقول فيه: ماكنت ندمت، لو فقط أفتخر بعدّ حبات العنب، جففتها للشتاء وأنا خجلى، أستقدم ألوان الطباع لأحسّن سيرة". من حيث سيرة فيها نوع من النحت أو الترخيم لسيرتا.

سيرتا هي سلواني، مدينتي التي غادرتها عام 1988 بعد حادثة هزتني، هو العام الذي تزامن فيه انتحار أخي من على جسر سيدي مسيد وانتحار الشاعرالذي كان صديقا قريبا هوعبد الله بوخالفة. بين أخي وبوخالفة صدفة قدر عجيبة، حكاية غريبة تعلّقت بالإبداع. ثمّ تعلّقت بموت فجيع. ثمّ بسيرتا والكتابة . فوّدعت فيهما كل شيء. انسحبت من سيرتا ومن الكتابة وبكل ما يذكّرني بالحادث الأليم، وكان أن هوت هذه التجربة المرة في نصوص فكان مثلا نص غرباء ويأتي مباشرة بعد نص سيرتا أجمل الأوقات، ونص وعبرت الصحراء وقلت خصوصا عن الشاعر عبد الله بوخافة أربط اسمه أيضا بالعنب: رحلوا، ومازالوا في الحياة بين زهر وزبيب، فهم شعراء يتبعهم الباكون والأقمار". العنب الذي نجففه زبيبا أراه مثل التحنيط. لأقول :"على الشاعر عبد الله بوخالفة أن يواصل حقه في الحياة في حرارتي ودفقي."

في الإجمال، سلوان العنب هو كما أقول في قصيدة وعبرت الصحراء: (بين زهر وزبيب) وهكذا كان هذا المولود الإبداعي . أتمنى أن يتداوله القرّاء ويقنعهم بفكرته التي هي : "إن هذا العالم جميل جدا".

 

في المثقف اليوم