أخبار ثقافية

الاديب الثقافية في عددها الجديد

1866 الاديب الثقافي- وزارة الثقافة عاجزة عن تقديم أي منجز ثقافي واضح

- الجنس والنص والجسد في خطاب السايبر

- الكاتبة الهندية أورندهاتي روي في حوار مفتوح

- المرأة أم الأنثى؟


صدر العدد الجديد (236) من جريدة " الأديب الثقافية " التي يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم، وتضمّن موضوعات ثقافية مختلفة، وقد زيّن الغلاف لوحة للرسام والتشكيلي اللبناني ريمون شويتي.

في حقل(فكر) قدّمت الدكتورة هناء خليف غني ترجمة لدراسة حملت عنوان " أحبُّ أطرافك الاصطناعية كما تحبُّ نفسك: الجنس والنص والجسد في خطاب السايبر"، وفيه تطرح كاتبة النص هانو أركانين أسئلة مركزية، منها: كيف كان هؤلاء الرجال الذين أعيد بناء أجسادهم الإصطناعية يشعرون بأنفسهم، أعني من حيث العواطف والأحاسيس؟ هل كانت أجسادهم التي اصلحت وتضخمت ميكانيكيا مصدرا ً للمتعة أم الغضب، السعادة أم الحزن ؟

هل كانوا هؤلاء الرجال يحبون أطرافهم الاصطناعية ؟ وما السبب الذي يجعل الجراحات الترقيعية والأطراف الاصطناعية اليوم في عالم ما بعد الحداثة، تؤلّف موضوعا ً للرغبة أو خيالا ً حلميا ً للفنتازيات الجنسية التي تجد تعبيرا ً لها في استراتيجيات نصّية ما بعد حداثية و/ أو ما بعد بنيوية متعلقة بالجسدانية والتجسيد في الثقافة التقنية ؟ وهل تؤلف الأطراف الاصطناعية رمزاً لغويا ً– ثقافيا ً دالا ً على وصول الانسان الفائق ما بعد النيتشوي الذي يؤلف تجسيدا ً للعنصر التكنولوجي كلي (القدرة) ؟

ومن خلال هذه الاسئلة – المفاتيح تدخل الكاتبة هانو أركانين الى إشكالية الانسان الفائق أو ما بعد الانسان المتمثل بالنموذج الأصلي " للسايبورغ الذي إحتفت به نظرية السايبر/ التكنولوجية ما بعد المستقبلية المحدثة المبهرة بالتعالي التكنولوجي" .

ويمكن إختزال هذه الأسئلة – المفاتيح الى الكيفية التي يلتغي فيه الحد الفاصل بين العضوي والمكائني، أي بين الجسم والجهاز الاصطناعي الذي يغلّف الذات .

وفي حقل (رأي عام ثقافي)، يرى حسب الله يحيى بأن " وزارة الثقافة عاجزة عن تقديم أي منجز ثقافي واضح .. حيث يتعثر اصدار مجلاتها وكتبها ومهرجانتها الثقافية، وبالتالي تفقد دورها في تقديم أي خطاب ثقافي فاعل ومؤثر"، ويرى أيضا ً بأن " نشاطات وزارة الثقافة بات يقتصر على إصدار كتب لا تُغني ولا تسمن من معرفة، ومجلات منسية لا تحرّك الأجواء الثقافية ولا ترقى بوعي الناس " وبالتالي فإن " وزارة الثقافة على سعة اهتمامها وكثرة دوائرها لا تقدم ما يطمح إليه المثقفون والأكاديميون والأدباء والفنانون والمهتمون بالآثار والسياحة " .

وفي حقل (ثقافة عالمية) قدّم الكاتب والمترجم المغربي عبد الرحيم نور الدين ترجمة لحوار مفتوح أجراه ديديي جاكوب في مجلة " لويس" مع الكاتبة الهندية اورندهاتي روي، وقد تمحورت الأسئلة والأجوبة حول (الرواية) وخاصة في روايتها " وزارة السعادة القصوى" و" إله الأشياء الصغيرة " و" الوضع السياسي في الهند) و(التخييل بحصر المعنى) و(معركة النساء في كشمير) و(الاحتجاج) في حي " جنتار منتار" من أحياء نيودلهي و(رئاسة ترامب للولايات المتحدة الامريكية) .

ومن أجوبة الكاتبة الهندية روي:

" شعرت بكوني موضوع تسويق/ كانوا يبيعونني كوجه جديد للهند المعاصرة، والمتوجهة نحو المستقبل " .

وتقول أيضا ً: " في الهند الحاضرة، أن يكون المرء مَثلي الجنس أو متحولا ً جنسيا ً، هو أقل خطورة عليه من أن يكون مسلما ً" .

وفي حقل (قراءات) قدّم الناقد الفسطيني الدكتور زياد أبو لبن قراءة لكتاب " القدس والقصيدة العمودية القديمة: جدل الاسم وجماليات الدلالة " لمؤلفه الدكتور عبد الحميد المعيني، وقد عرض فيه أبو لبن لأهم جماليات دلالة القدس عند المؤرخين العرب، كما تعرّض لأصحاب الانتحال والتحريف الذين غيّروا اسم القدس ودلالاته .

وفي حقل (نقد) شارك الناقد أسامة غانم بدراسة حملت عنوان " تشظي المحكي المتعدّد في رواية " بوز الكلب " للكاتب عباس عبد جاسم، وجاء فيها " إن ما يجعل رواية " بوز الكلب " أكثر تميّزا ً عن أنماط الرواية التجريبية السائدة، هو انها تجمع بين جنس الرواية الملموم وعمل النص المفتوح، ورغم تشظي المحكي كبنية مهيمنة في الرواية، فإن ثمة خيطا ً سرديا ً رفيعا ً يتحكم في الربط بينهما " كما " إن الروائي يعمل بقصدية ما فوق نصّية، على إحالتها خارج النص تماما ً الى ما وراء السرد، والى ما وراء الرواية، لايجاد مداخل (مفاتيح) لتدوير الشيفرات والإشارات المبثوثة في الرواية، والواقعة في منطقة يتداخل فيها الوهم بالحقيقة والمتخيّل بالواقع " .

وتضمّن حقل (نصوص) قصيدة بعنوان " أحزان بدائية " للشاعر علي جعفر العلاق، وقصة بعنوان" الاجابة تقتل السؤال – الجسد يقتل الرصاص " للكاتب أمجد توفيق و" بطاقات الاقامة " للكاتب العراقي المقيم في المغرب فيصل عبد الحسن، وقصيدة بعنوان " مرايا الفجر" للشاعر العراقي المقيم في نابولي – ايطاليا مالك الواسطي، و" قصائد " للشاعر عبد الهادي عباس .

وفي حقل (تشكيل) قدّم هيثم عباس قراءة في لوحات الفنان اللبناني ريمون شويتي حملت عنوان " هندسة الفراغات الكونية "، جاء فيها:

" لم يكتف الرسام والتشكيلي اللبناني، ريمون شويتي بتأثيث الفراغات الكونية بأشكال هندسية مجرّدة، وانما إستبنى منها بنيات بصرية ذات رؤية فلسفية قائمة على زحزحة الحدود الفاصلة بين الوجود والعدم/ المرئي واللامرئي/ المعاش والمحسوس/ المتناهي واللامتناهي، وبذا فالأشكال في هذه اللوحات تمثل حيوات متحرِّكة بقوة الدوال الناتجة عن حركة الخط وتوهج اللون ودلالة الشكل، لهذا تتجه نحو الامتلاء بدلالات وجودية وصوفية، يشدّها نداء غامض واضح نحو إعلاء ما هو حسي(نسبي مطلق)، يمتزج فيها المادي بالروحي، والصوفي بالدنيوي، لذلك فهي تسعى الى تصفية حواس الانسان من الشواش، وتنقية الذوات من أدران الوجود " كما " أراد ريمون شويتي أن يقدّم الأشكال الهندسية بجماليات عابرة للفراغات الكونية، ليس لتفسير الدلالات الناتجة عنها، بل مقاربة الأشكال الهندسية بالفراغات الجوانية للذوات الانسانية " .

وكتب رئيس التحرير في حقل " أطياف " وتحت عنوان " نقطة إبتداء ": (المرأة أم الأنثى ؟)، وقد مزج في هذا المقاربة بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، لهذا قام بالتمييز والتفكيك بين المفاهيم التي اختزلت المرأة الى الذات والمفاهيم التي اختزلت الانثى الى جسد، وتوقف عند أخطاء ومزالق الجندر في الكتابة السردية التي إختزلت الرجل الى (عضو ذكورة) واختزلت المرأة الى (عضو أنوثة)، ورأى بأن للمرأة قيمة ليس لها علاقة بـ " عضوها الجنسي" كأنثى .

وفي حقل (أخبار وتقارير) كتب الدكتور عبد المطلب محمود متابعة إنطباعية عن ديوان " سلاما ً أيها الجبل " للشاعر المصري الشاب أحمد حافظ، كما تضمنت (الأخبار) تغطية خبرية لأحد الاصدارات الثقافية الجديدة .

 

بغداد - خاص بالمثقف

 

في المثقف اليوم