أخبار ثقافية

صدور كتاب: الاجتماع الشيعي وإشكاليات الهوية في فكر د. علي المؤمن

صدر في بيروت عن دار روافد كتاب «الاجتماع الشيعي وإشكاليات الهوية في فكر الدكتور علي المؤمن»، في (414) صفحة، إعداد: الباحثة والأكاديمية العراقية الدكتورة أمل محمد الأسدي. وساهم في الكتاب (19) أكاديمياً وباحثاً من ثمانية بلدان عربية وإسلامية، دارت بحوثهم حول أُطروحة الدكتور علي المؤمن في الاجتماع الديني الشيعي والعلم الذي يدرس هذا الاجتماع، كما عرضها في كتابه «الاجتماع الديني الشيعي» وغيره من مؤلفاته ودراساته.

والباحثون هم: المفكر الجزائري الدكتور نور الدين أبو لحية، الأكاديمي العراقي الدكتور حسين المجاب، الباحث المصري أحمد رجب شلتوت، الباحث الإيراني الدكتور الشيخ محمد مهدي التسخيري، الأكاديمية العراقية الدكتورة أمل الأسدي، الأكاديمي العراقي الدكتور محمد علي السعدي، الأكاديمي اللبناني الدكتور طلال عتريسي، الأكاديمية العراقية الدكتورة عامرة البلداوي، الباحث العراقي الدكتور محمد الكاظم، الباحث العراقي الدكتور الشيخ محمد علي الدليمي، الباحث البحراني خليل الزنجي، الباحث الكويتي عمار كاظم عبد الحسين، الأكاديمي البحراني الدكتور جلال فيروز، الأكاديمي العراقي الدكتور أحمد جمعة البهادلي، الباحثة اللبنانية رجاء محمد بيطار، الباحث السوري نبيل علي صالح، الأكاديمي العراقي الدكتور سعد طاهر الهاشمي، الأكاديمي العراقي الدكتور أمجد الفاضل، والأكاديمي البحراني الدكتور راشد الراشد. إضافة الى نص مقابلتين أجراهما الإعلاميان العراقيان: الدكتور سعدون محسن ضمد والأستاذ يوسف المحسن.

وجاء في مقدمة الكتاب بقلم الدكتورة أمل الأسدي: ((ارتأيت أن أسلّط  الضوء علی أحدث الأطروحات الفكرية التي تقدم للباحث عن الذات الجمعية الفاعلة ما يريده، أو ما يكنّه في نفسه، وتجيب عن تساؤلاته واستفهاماته الكثيرة عن ضمور الذات، وتراجعها، وغياب ملامح الأمة، وجُل هذه الأطروحات نجدها في كتاب «الاجتماع الديني الشيعي: ثوابت التأسيس ومتغيّرات الواقع» للمفكر الإسلامي الدكتور علي المؤمن، وهو جزء من مشروعه الفكري؛ فهذا العنوان لصيق بقضية الذات الفاعلة أو الأمة المؤثرة، وهو انطلاقة لتأسيس مدرسة اجتماعية عربية وإسلامية، قائمة علی ذات الأمة، تنظر الی مقدرات الأمة، وتعمل علی تفعيلها، ليرتفع منحنی الحضارة الإسلامية من جديد، ويخلع عباءة الاستهلاك والاستيراد الفكري والثقافي والعلمي والاجتماعي ثم الاقتصادي، ليدخل ذات الأمة الی ماكنة الإنتاج من جديد.

هذا الكتاب يشكِّل خط المدرسة الاجتماعية الإسلامية الشيعية الواقعية؛ فهو ينظّر ويقعِّد ويستند إلی واقعٍ فعلي، وحقائقٍ ميدانية، وهو بذلك يقابل الخط الآخر الذي يتبنی الطروحات الغربية، تلك الطروحات الغريبة، غير الواقعية، التي يستوردها ويهضمها، ثم يجترّها محاولاً تطبيقها علی واقعنا الذي لايشبه واقعها الذي نشأت فيه، وتأثرت به وأثرت فيه.

ومن هنا؛ أدعو المتلقي إلی دخول عالَمنا، عالم الذات الفاعلة، والأمة الصمدية التي تريد لأعمدتها أن تنتصب انتصاب النخيل الذي لا ينحني، ولا يشغله القاع وما يدور فيه، ولا يخاف من اللهيب الذي يعلوه، فهو يستثمر كلّ ما وهبه الله له؛ ليخلق حياةً خاصةً به، ولتكون حياته، حياة الرفعة والعطاء؛ مُسلَّمة، لا تخضع لأي عوامل مثبطة، ولا يمكن للأذهان إلّا أن تتصور النخلة وهي عالية معطاءة ذكية مستثمِرة.

هذا العالَم، وهذه الفاعلية، سيجدها القارئ في كتابنا الذي نضعه بين يديه، الموسوم بــ «الاجتماع الشيعي وإشكاليات الهوية في فكر الدكتور علي المؤمن»، الذي يدرس المشروع الفكري الاجتماعي للدكتور المؤمن بشكل عام، وكتابه «الاجتماع الديني الشيعي» بشكل خاص،  وسيطلع  القارئ علی رؤی متنوعة لأقلام عربية وإسلامية، تناولت جوانب من الكتاب، وقاربت موضوعاته، وهي تتطلع الی كل ما يبني الأمة، ويحقق ذاتها، ويكسر صمتها، ويقضم ضمورها، ويعيد وجهتها الضالة الی مدرج الحضارة من جديد، لتنطلق قويةً عالِمةً مُستثمِرةً، صمديةً كما قلنا؛ فتعالوا معنا نتجول بحركتنا البحثية الشعاعية، التي لها نقطة بداية وليس لها نهاية.

ولعلنا من خلال هذا الكتاب؛ استطعنا إشراك عشرين شخصية فكرية وأكاديمية وثقافية، للحديث عن هذا الهم الكبير الذي يحملونه أساساً، وكان دافعنا الى ذلك فتح أبواب الحوار والتداول بين النخب المعنية بالموضوع، لاستكمال جوانب المشروع الأُخر وتوسيعه، وخاصة ما يرتبط بتدعيم «النظام الاجتماعي الديني الشيعي» وتحديث بناه وترصين عناصر القوة فيه، وكذلك توفير فرصة تحويل «علم الاجتماع الديني الشيعي» الذي وضع الدكتور علي المؤمن أسسه ومعالمه، من منهجية بحثية نظرية الى خارطة طريق لتعزيز الهوية واكتشاف الذات واستعادتها ودفع كل أنواع المهددات عنها.

لقد بذل المفكر علي المؤمن جهداً علمياً وفكرياً واضحاً في هذا المجال، وحظي كتابه باهتمام بالغ من أصحاب الاختصاص والمعنيين، على مختلف مشاريهم واهتماماتهم، لأن هذا كتابه «الاجتماع الديني الشيعي» ليس كتاباً نظرياً وفكرياً يخص فئة أو شريحة، بل هو مشروع يتعامل مع الواقع، ويلامس اهتمامات عالم الدين والأكاديمي والمثقف والسياسي ورجل الأعمال والناشط الاجتماعي والإعلامي، وصولاً الى عموم القاعدة البشرية للنظام الاجتماعي الديني الشيعي.

ومن خلال الاطلاع على مؤلفات الدكتور المؤمن، ودراساته ومقالاته، وممارسته للعمل السياسي والحركي والثقافي في وقت مبكر من حياته، وكذلك المؤسسات التي شغل فيها مسؤوليات رأسية، ودراستيه الدينية والأكاديمية؛ نجده يسير في خطوات تكمل بعضها، ويعيش الهواجس نفسها، وهي هواجس استعادة الهوية، ومواجهة الاستلاب الطائفي والعنصري، وتعزيز عناصر قوة «النظام الاجتماعي الديني الشيعي»، ليس من منطلق طائفي أو عبر منظار ضيق، بل من منطلق إنساني وحقوقي وشرعي؛ إذ يؤكد أن أساسيات تفكيره لم تتغير منذ كان في الخامسة عشر من عمره، وحتى الآن، وقد شارف على الستين من عمره.

وهذا الكتاب ــ في الأصل ــ هو ثمرة عدد من الندوات البحثية التي أقمناها لدراسة كتاب «الاجتماع الديني الشيعي»، إضافة الى تجميع الدراسات والمقالات التي نشرها كتّابها في المجلات والصحف، وكذلك الدراسات والمقالات التي وصلتنا بناء على طلبنا. والحقيقة أنني فوجئت بتجاوب أغلب من فاتحناهم بالكتابة واندفاعهم؛ حتى أن الدراسات لا تزال تصلنا باطراد لغاية كتابة هذه السطور، ولذلك ارتأينا إرجاءها الى جزء ثان؛ لأن كتاباً واحداً لا يستوعب هذا الحجم من الدراسات)).

 

في المثقف اليوم