أخبار ثقافية

كتاب جديد عن الأندلس ذات الحكم الذاتي اليوم لعلاء اللامي

صدر قبل أيام عن دار "فضاءات" الأردنية كتاب جديد يضم عددا من الدراسات من بينها ثلاث دراسات عن إقليم الأندلس الحي ذي الحكم الذاتي والهوية المتمايزة اليوم والذي لا نعرف عنه شيئا تقريبا على وفرة ما نعرفه عن الاندلس الميت.

* صورة غلاف الكتاب وهي علم إقليم الاندلس اليوم والتي تسمى بالاسبانية "بانديرا بلانكي فيردي" أي الراية البيضاء الخضراء الذي يرمز إلى المنطقة الاندلس كما حددها البرلمان الاندلسي يوم الثامن من تشرين الثاني سنة 1983. 

* تسلط هذه الدراسات ضوءا غامرا على قصة هذا الإقليم ذي الماضي العريق والغني وكيف تحرك شعبه في القرن الماضي ليدافع عن هويته العريقة المتمايزة عن هوية إسبانيا الكاثوليكية وخاض نضالا عنيدا وشجاعا وقدم تضحيات كبيرة تكللت بالانتصار وحيازة الاستقلال الذاتي. إن هذا الفصل من تاريخ هذا الإقليم الذي تجمعه مشتركات كثيرة من حضارتنا العربية الإسلامية الغابرة في عهد صعودها شبه مجهول لدى القارئ العربي وهذا الكتاب يعد محاولة أولى للتعريف بأدق وأهم تفاصيله وخفاياه. أدناه فقرات من مقدمة الكتاب يليه مسرد بفهرست الكتاب:

تتوزع النصوص التي يحتويها هذا الكتاب على عناوين عديدة كما أسلفتُ؛ فثمة ثلاث دراسات عن موضوع صعود الهوية الحضارية الأندلسية في عصرنا، وتحديدا منذ بدايات القرن الماضي. وهو موضوع لم ينل ما يستحقه من اهتمام في حركة التأليف والترجمة بلغة الضاد وظل يدور غالباً بين حدَّين تقليديين؛ الأول هو الكتابات التراثية التقليدية التي تجتر وتكرر ما كتب مئات المرات عن مفردات وتفاصيل فتح الأندلس ونمط الحياة المتحضر فيها خلال العهد العربي الإسلامي، والثاني هو ذاك الغارق في المزايدات السياسية والإعلامية للحركات والشخصيات الإسلامية السلفية المتطرفة الداعية إلى استعادة الأندلس لتكون إمارة إسلامية.

لقد طُمِسَت الحضارة الأندلسية كما هو معروف بعد ما سمي حروب الاسترداد التي أنهت الوجود العربي الإسلامي سنة 1492م، وظلت مطموسة وممنوعة من الحضور والتجلي بأي شكل كان طوال خمسة قرون تلت حتى عادت لتزدهر وتنتفض بعد موت الدكتاتور الاسباني فرانكو سنة 1975.

لقد بدأت الهوية الأندلسية العريقة والمتمايزة عن محيطها الإسباني والأوروبي تنبعث كالعنقاء من رماد التاريخ حتى تكرست كحالة من اليقظة وعودة الوعي الحضاري لسكان الإقليم في القرن الماضي، ثم تصاعدت وتكرست دستوريا وقانونيا وأصبحت الأندلس إقليماً يتمتع بالحكم الذاتي سنة 1977، ويتباهى بماضيه الحضاري القائم على التعايش والامتزاج بين ثقافاته الثلاث؛ العربية الإسلامية والمسيحية الكاثوليكية القوطية وقد أضافوا إليها مساهمة يهود الأندلس وهي مساهمة اعتبرتها في دراستي هذه امتدادا للسردية الحضارية العربية الأندلسية وجزءاً أصيلاً وعضوياً منها وهي ليست أقنوماً ثقافياً مستقلاً ومنفصلاً لأسباب شرحتها ووثَّقتها تفصيلا.

إلى جانب الدراسات الثلاث الخاصة بالموضوع الأندلسي، ثمة مقالات ودراسات حول العراق القديم "بلاد الرافدين/ آراقيا" وحضاراته القديمة وعلاقاته ببلاد فارس المجاورة ودولها المتوالية في قراءة مكثفة لسردية الصراع الحضاري التنافسي بين هذين الإقليمين. إلى جنب مقالة حول اسم العراق القديم وتحولات هذا الاسم وترجماته في اللغات الأجنبية وأشهرها الترجمة الإغريقية "ميزوبوتاميا". وسنقدم أيضا قراءة تحليلية نقدية في وجهة نظر مهمة وجريئة عبر عنها باحث ومنقب عراقي متخصص في الآثار واللغات القديمة والإناسة هو د. نائل حنون، ينفي فيها وجود شعب سومري في العراق القديم.

وسنتوقف في دراسة أخرى عند اسم الخليج العربي عبر التاريخ وجذور الخلاف بين العرب والإيرانيين "الفرس" على هذا الاسم.  كما سنتطرق في دراسة أخرى إلى ما يتكرر في المقولات والحكايات الشعبية ذات الأصول التوراتية عن أصول النبي إبراهيم الرافدانية وأطلال بيته المزعوم في مدينة أور السومرية، وكيف دحض متخصصون من علماء آثار وإناسة عراقيون وأجانب هذه الأقوال والنظريات دحضاً تاما مؤيداً بالأدلة الملموسة.

وهناك دراسة عند حدث مهم في التاريخ السياسي العراقي المعاصر عرف باسم "الفرهود/ النهب" الذي كان اليهود العراقيون ضحيته في حزيران (يونيو) 1941، وكيف جاء هذا الحدث ضمن تنفيذ خطة صهيونية لتهجير اليهود العراقيين بالتعاون مع السلطات العراقية الملكية. 

وهناك أيضاً مقاربة إناسية تأريخية لماهية العلاقات بين العرب والنبط والآراميين "السريان" وتجليات تلك العلاقات وتعبيراتها الثقافية.

ونختم الكتاب بملحق عن طرائف الأجداد وكيف كانت تتحرش بالثالوث المقدس؛ الدين والجنس والسلطان وخصوصا في العصرين الأموي والعباسي.!

يقع الكتاب في 273 صفحة

***

في المثقف اليوم