 مناسبات المثقف

زهرة ميلاد تبكي ضُحىً..

doha_raoffرسائل من قلبي إليك..

يا نجم الليل أين زهرة ميلادي؟.. أين تغريدك يشدو ليفرحَ بك سمعي وفؤادي؟.. أين الرجاء والصبا قد لامس حواسي؟.. أين دمع النّدى ليشفي كل جرح مُصاب بعطر التمنّي؟.. أين هديل الأجفان التي تتلو صلواتها بحضرة الورد؟..

 

حبيبي... لماذا تُخفي أوجاعك عني؟.. لماذا تُغمد أحزانك في قلب أشجان ذوّبتها ارتعاشة صدر تأوّه كما البلابل تُغني؟.. لماذا لا تبوح بقصائدك كمطر يكتبنا بكلمات منّا، كنسمة تُعلّمنا الحُبّ، كزهرة دوار شمس تبحث عنك وعنّي..

 

حبيبي... في المهد أنا أنثاك التي تبثّك الشوق بحرفها، وتنفخ الأمل في كل وداد، فمتى نلتقي؟.. في ذكرى مولد لك ثانٍ؟؟ ام في عالم لا زمان فيه ولا مكان تملؤه حسرة ولوعة تأكل الأكباد...

 

حبيبي... بك النفس تحيا وبك يلذّ الوصل والإنشاد، بك الياسمين يُرخي فوق جفنيك عطره، فيزداد وجهك تألقاً ودمع الصبايا يلوّن بالأرجوان زهور الميلاد...

إني أخالك حبيباً مَزهواً بيقظة حُبّ جمعنا، وفي يدك باقات زهر، بل زهرة بيضاء هي ملكة كل الزهرات.. هلاّ حنَوْتَ عليّ بودّ يشتهيه كل غلام صبّ يتمنى الحلال لعيش أمين وصلابة عمر نكتبه لنسترجع كل قلب شهيد دقّ طبول الوداع...

 

هلاّ مسحتَ البحر بكفيكَ ليبكي الموج ويضحك المرجان... هلاّ أشعلتَ شموع عمري التي تتّكئ على أنامل تعزف لك حُروفاً إيقاعها سحر يمحو الكآبة ويزيد الأفراح؟؟.. هلاّ كحّلت عيون الدّجى بالظلام كي يغفو بين كفيك وتبكي زهرة ميلادك ضحىً وقد داعبتها أنفاس صباح خجول قد سامر الأطيار بين السحاب؟..

 

حبيبي... أطفئ شمعة بنفحة من عطرك تجلّت بثوب العفاف بسرّ في عينيك

تُخفيه كي تحلو الرسائل وتزهو مثل أزهار أهديها لك كي ترى كيف أصبو للقاء!.. في كل حرف مضيء لامس شفاهي وتغنّى في دنيا الهوى ومحا كآبة البعد وطوى المسافات... إني تأمّلتك في وجه كل سنونو راحل وفي كل نورس محلِّق يزف القصائد حُسناً وبياناً ونهجاً لكل أنثى تبحث عن حبيب...

 

حبيبي... لا تتأوّه فتأوهاتك تُبكيني، لا تندم!.. فندمك بالخطيئة يرميني، لا تنطوِ على جراحك وتتألم متأوهاً بندم قد لا يجعلنا نلتقي، ولنبق حتى تُغمض الحياة رمقها الأخير حبيبين...

لا تقل ظالمة حبيبتي، فظلمي لك رضا لربّ رحمان والله عادل والعدل فيه أن جعلنا نبتهل بالحبّ ونلتزم بانصهار الأرواح، فلا ترْنُ إليّ بقبلة قد تكون ناراً في شموع عمر يشتهي الجنات...

 

أنظر إليَّ وانشدني أعذب الألحان، واكتب حرفاً يمحو قساوة الأقدار، يا من ضمّت طيفه النجمات في السموات!.. يا من اكتوى قلبه بنار غرامي!.. يا من شفاهي تهتف باسمه، فترتجف ولا تعي حياء من فؤاد يثور نبضاً ويصفِّق الكف وينادي... يا حبيبي متى نلتقي؟؟؟..

 

عبثاً وددتُ الرحيل إليك مُحملة بعطور زهر البيلسان، فإن سألتك حبيبة حلالاً لا تقل لها الحبّ مُتعة تبدأ مع ربيع وتنتهي بخريف وشتاء بهي، ولا تقطِّع العمر إرباً، فوصال الحياة أنها حيوات تتأجّج من دنيا لبرزخ لجنّة عرضها الأرض والسموات...

 

أحبّك بكل صبيحة جعلتك حبيبي، فلا تجهل سبب بُعدي عنك ومناجاتك برسائل ستبقى زهراً أحمر ملوناً كأرجوان يلتهب شوقاً، كناسك تمادى وتناهى بكل آية رآها في وجه غادة تزهو بالتصابي...

فمن عشق أنثى زاده الحُبّ وحياً وصباً مُعتزاً بجوهر حرف يُبلغني الحب ويملأ حنايا الأرض أُنساً تجلّى في مبسم زهرة ميلاد تبثُّك آه.. وتحيا معك وبك ليطيب بقاؤها،

وتقول لك كل عام وأنت حبيبي..

 

خاص بالمثقف

..................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)