 مناسبات المثقف

زعيمةُ الكُفَّار

hala_moradالى صحيفة المثقف*

ألا يا سهرتي الحلوة

دعيني من حديث العُرْبْ

حديثٍ فاقدِ الإِبْصارْ

 

ألا هيّا إلى حلبِكْ

لسيفِ الدولةِ المغوارْ

تعالي إنني أشتاق للتجوال كالزوار والخطّار

ألا هيَّا إلى بغدادَ والأنبارْ

 

سلامي يا بلادَ النفطْ

بلادا قُسِّمتْ أقطارْ

 

أبا الطيِّبْ.. أرى كافور

بلا وجْهٍ ولا مَلْمَحْ

فمصرُ قُسِّمتْ أمصارْ

ولو كُنْتَ تَعيشُ اليومْ

 

كتَبْتَ الشعر في الأعيادْ

لتهجو حاكمَ التُجَّارْ

 

قتيلَ الحرفِ يا طيِّبْ

إلى الجنّاتِ تُحْييها وتشدو في بلاطِ النظمِ أشعارا

وَدعْ كافورَ جارَ النارْ

 

أحقاً سهرتي قُولِي

بأنَّ العُرْبَ بالإعلامِ أحرارٌ وبالأفكارْ؟

وأرضُ الخيرِ باعوها ببخسِ الفلسِ والأسعارْ

وكانت أرضُنا بالعزّ

كَسَيْلٍ وَابلِ الأمطارْ

سَقَوْا فيه حُقولَ النفطِ باعوه

وأهدوه عَدُوا غاصبا سمسارْ

أجيبيني بلا خوفٍ

أرى الفتنهْ كما الإعصارْ

أرى في الأفقِ مُختاراً يُنادي إنني آتٍ

بِسَيْفٍ لم يعدْ مسنونْ

وترسٍ قعَّرَ الأسفارْ

سلاحٌ ليس يحمينا.. سلاحُ عدوِّنا الأقمارْ

تُرانا نكْسِبُ الجولَةْ بِجارٍ خائنٍ غدّارْ؟

 

أبا الطيبْ لماذا إليه أحِنُّ الآنْ؟ إلى عيدك...

حنينَ الماءِ للتيارْ

أَتعْرفْ!؟ يا عزيزَ الحُكْمِ هل تعرفْ؟

هنا كافورُ في أرضي يُقاضِيني

بِكُفْرِ الجهلِ والإنكارْ

وسيفُ الدولةِ صارَ غُبارْ

قتيلَ الحرفِ يا طيِّب

سَئِمْنا الشعرَ والأشعارْ

فَبَعْدَ النصرِ في عهدِكْ

نُكِسْنا في حروبِ الغارْ

بلا قُدْسٍ نبيتُ الليلْ

فقدسُ الأمس باعوها

بِكَمبْدايْفِد.. سلامٍ مخجلٍ منهار

 

حبيبي أنت يا طيِّبْ

أَتعْرفْ مَنْ أتى بعدك؟

نزارُ الشعر والثوار

هجا كافورَنا الثاني

هجا أُهْزوجةً من عارْ

 

ألا يا سهرتي الحُلْوة

أإعلامٌ لقومِ العُرْبْ

نزيهِ الطَرْحِ والأفكارْ؟

كَفَرْنا بكلِ حوارٍ صارْ

يُصفّي الشَعْبَ باسمِ الدِّينْ

مسيحيّا يُعادِيهِ

شقيقاً مسلماً أو جارْ

ويُدميهِ بطلْقِ النارْ

أمعقولٌ؟

أجيبيني؟

أحقاً إنهم أحرارْ؟

 

دعينا من حديث العُرْبْ

حديثٍ يمتطي التَكرارْ

وإن قالوا هلا تكفرْ

بِحُكْمِ العبدِ والسِّمْسَارْ

أجيبُ القومَ لا أخشى

قُيودَ البوحِ والأَخْطارْ

كَفَرْتُ اليومَ بالحُكّامِ والإِعْلامِ والأخْبارْ

بكل زعيمٍ كانَ بين الشعبْ

وصارَ رئيسا ظالماً جبارْ

 

......................

تعريفات:

سهر هي صديقة لي من حلب وخاطبتها هنا بـ  (سهرتي الحلوة)

*إنها لمناسبة جيدة أن أبارك للمثقف العربي سنويتها الاحتفالية الخامسة والتي أرجو أن تتجاوز المئة بهمّتكم وطموحاتكم التي ترفع مستوى الأدب وتُخَصصه بما حُرم منه في الإعلام العربي المرئي والمسموع، أشارك كالعادة برأي صارخ وجريء وأنتم الأرحب على الإطلاق وتتحملون جرأتنا، والحقيقة أن ما تشهده بلداننا من طعنات الحُكام وسيطرتهم على الإعلام العربي المحلي دفعني لكتابة قصيدة " زعيمة الكفار " تحت تأثير سؤال عم الإعلام العربي طرحته علي صديقة لي من حلب اسمها سهر، أرجو أن تليق القصيدة بما يطمح إليه المثقف العربي من صراحة وجرأة وصدق، إليكم زعامتي للكقر بهم وهي من نسج الغضب والغيرة على الاوطان والإنسان.

هلا مراد

 

خاص بالمثقف

..................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)