مناسبات المثقف
وقفة مع صحيفة المثقف واحتفاليتها بالمسيرة المظفرة / طلال معروف نجم
بادئ ذي بدء اوجه كل التبريكات الى مؤسسة المثقف، لمناسبة احتفاليتها بمرور خمس سنوات على انطلاقتها الناجحة والناجعة . وأود أن استعرض مسيرة الصحف الالكترونية العراقية المهاجرة.
أعترف بأني كتبت كثيرا في مواقع عراقية مختلفة . ولم يكن العائق الذي يجعلني ارفض ان اكتب في أي موقع منها، الا شعوري بأنها صحيفة تمارس الطائفية . اوتروج الغيبيات المستمدة من خزعبلات الفرس او السلفيين . وعلى هذا الاساس هربت من مواقع الكترونية كثيرة . لا بل قاطعتها بعد ان ارسلت رسالة اعلن احتجاجي عن توجهاتها . فمثلا موقع يقوده النخبة من المثقفين، شعرت بأنه تحول الى ترويج الغيبيات بشكل سحب البساط من تحت الاعمال الفكرية والتثقيفية المفترضة. فما كان مني الا وكتبت لهم وانا اعلن مقاطعتي قائلا " أجد ان موقعكم قد تحول الى حسينية " . والحال وجدته في فضائية عراقية مهاجرة تقود الفكر السلفي المشحون، فكتبت عنهم مقالة تحت عنوان " فضائية عراقية في المنفى تمارس الطائفية " ردا على رفضهم تعيين شاب عراقي يحمل بكالوريوس اعلام بحجة انه " شيعي " . فأتضح بأنه " سني " . وتراجعوا وطلبوا مني ان يتقدم ثانية لهم . فما كان من هذا الشاب الا ورفض العرض وهو المحتاج قائلا ليّ " أنهم طائفيون ولا يمكن العمل معهم " .
هل يعقل ان نمارس مثل هذه التوجهات المخيفة والبشعة؟ . ونحن في الغربة نتشارك بالهوية العراقية الوطنية . لماذا لا نركز على عراقيتنا اولا .. ونضع الدين ثانيا .. ونضع المذهب ثالثا .. فيكفينا ماحل بمسيرة الاسلام والعروبة بسبب بشاعة المذهبين الصفوي الشوفيني، والتكفيري المخيف الذي يجيزالموت بكل من يخالفه .
كما ان مجاملة اي نظام يمارس ارهاب الدولة علينا فضحه. فلا يعقل للمثقف العراقي ان يجامل الحاكم اللص والمفسد . وهذا ما اريده صراحة من صحيفة المثقف ان تنهجه بشراسة . فلا مهادنة مع المفسدين واللصوص من المسؤولين . ولامكان للفكر الغيبي والشعوذي الذي يرهق ويلبد عقل المواطن العراقي البسيط . فنحن اول من علم الدنيا الكتابة . واول من سن قانونا دنيويا على يد حمورابي . واول من شرع الموسيقى وصنع آلة العود . فيكفي ان مقولة اللورد كرومر القائلة " كل شيئ بدأ في سومر" . تجعلنا نرفض كل غيبيات الصفويين والتكفيريين القتلة .
تحية للمثقف .. ورعاة هذا الموقع الفكري المتنور .. آملا أن لاينجرف بعيدا عن أهداف هذه الكوكبة الواعية من قادته.
لا للمجاملات ..
لا لمحابات الاخرين ..
لا للخنوع لأصحاب العمائم السوداء والخضراء والبيضاء والكلكلي ..
القاهرة
خاص بالمثقف
..................................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)