 مناسبات المثقف

المثقف نابضة بروح المحبة والتسامح .. رؤية نقدية / هاشم عبود الموسوي

hashem_mosawiالى الأخ الفاضل الأستاذ ماجد الغرباوي و رفاقه في مؤسسة المثقف العربي .. عندما وصلنا الى العدد 2000 من صحيفتنا الغراء فلا بد لنا أن نعايد ونعود ونقيم المسيرة ونسجل أهم سماتها ..

 

شعورا من القائمين على هذه المؤسسة بالمسؤولية تجاه وطنهم وأمتهم، اصدروا الأعداد الأولى من الصحيفة وكنت بصراحة متريثا آنذاك، لأرى ماهو اتجاهها ومن يكتب فيها، علما بأني قد وجهت الي دعوات متعددة من من مواقع متعددة للكتابة فيها، ولم أكن مستجيبا لكل تلك الدعوات، ففي حين امتلأت صفحات مواقع أخرى بأشباه المثقفين وعديمي الكفاءة،، سرعان ما لمست بهذه المؤسسة أصالة مؤسسيها وحجم ووزن هذا اللفيف من المثقفات والمثقفين العرب وهم يؤسسون لمشروع ثقافي شامل.

 

لا ريب وأن ثقافة كل بلد هي انعكاس لواقع سياسي واقتصادي وأخلاقي واجتماعي- نفسي، وأنها تتغير بتغير هذا الواقع، وأن المثقف عقل مبدع، وله دور فاعل في تقدم المجتمع وازدهار الوطن، ولكنه لا يستطيع ممارسة هذا الدور إلا بضمان ما أقره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في حرية التعبير والرأي، ومنحه مكانة محترمة بالاستماع إلى رأيه وتأمين متطلباته المشروعة .. ونرى أن هذه المؤسسة سعت و كان لها لها دورا فاعلا في تحقيق ما هو أبعد من ذلك.. باتجاه استعادة أصالة ثقافة الأمة العربية وأبعادها الإنسانية.

 

ووضع إستراتيجية واضحة للثقافة يشارك فيها مختصّون من ذوي الخبرات في هذا المضمار من شأنه أن يُجنّبَ القائمين عليها الوقوع في دائرة الحيرة والتردّد التي تتّسم بها بعض دوائر المؤسسات الرسمية، وقد شخصت هذه المؤسسة المجتمعية :

 

(أن المشكلة في العالم العربي هي مشكلة ثقافية بقدر ما هي سياسية، وأن أساس التخلف هو عدم وجود سياسة ثقافية.. قادرة على انتشال الفرد والمجتمع من الواقع الذي يعيشه ولا يمكن لبلداننا النهوض ما لم نتوفر على مشروع ثقافي شامل وبنّاء قادر على إحداث نهضة ثقافية حقيقية، في ظل ظروف تاريخية مصيرية تعيشها أمتنا) .

 

لفد سعى المشرفون على هذه المؤسسة الرائدة وكاتباتها و كتابها الى بث روح المحبة و التسامح بين كل الأديان و الطوائف والقوميات ومن أجل تجفيف منابع الشعور الطائفي والعنصري، ولم تشجع المؤسسة،أي كاتب يحاول أو يتعمد بث أو إشاعة الشعارات والعبارات والنصوص التي من شأنها إثارة الحساسيات الدينية والطائفية والقومية.ولم تمنح الفرصة لنشر النتاجات و المقالات ذات الشحنات الطائفية، والتي تشيع ثقافة التجهيل وإثارة النعرات الطائفية والدينية والقومية في البلدان العربية والأسلامية باسم الدين. في حين أن أكثر كتابها أكدوا في كل توجهاتهم على حرية المعتقد، وحرية ممارسة الطقوس الدينية كما هو مثبت في لوائح حقوق الأنسان بعيدا عن الإقصاء والتنابذ الديني والمذهبي والعشائري.

 

فهنيئا لنا جميعا بعيد ميلاد صحيفتنا، والفخر كل الفخر لشجاعة مؤسسيها و وافر الشكر لهم على جهودهم الدؤوبة والطيبة، والتي جمعت شملنا من بلداننا الناظرة الينا بعيون متأملة ... والله الموفق حتي نصل بصحيفتنا الى العدد المليون .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2000 الجمعة 13 / 01 / 2012)