 مناسبات المثقف

تحية للمثقف والمثقف والمثقف / موسى فرج

musa farajقبل أربعة أيام كنت قد وجهت هذه التحية تحت عنوان: (على هامش الحوار المفتوح: تحية للمثقف والمثقف والمثقف ...)

.. لكن توالي الأحداث في عاصمة الرشيد (سابقاً) لم يتح لي الفرصة لإتمامها.. فقد اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نميز بين ورقة أربيل وورقة النجف وبين ألمصالحه والإصلاح وبين مبادرة الممهدون وبين مبادرة المرابطون .. وبين عبوة مفتي الديار العراقية وبين مفخخة أمير الدولة العراقية ..حتى لقد صحونا على أنفسنا ونحن (نايمين ورجلينا بالشمس ..).. اليوم وصلتني رسالة من المثقف تُذّكر بأنه عيدها السنوي ... فباتت التحية فرض عين ولكن ليس للمثقف وحدها إنما للمثقف والمثقف والمثقف ... .

 

تحية للمثقف ماجد الغرباوي .. الذي أتاحت لي (شغلة) الحوار المفتوح فرصة التعرف عليه عن قرب رغم أن ليلنا نهارا عندهم والنهار عندهم ليل عندنا.. فالحوار يرافقه بالضرورة تواصل قد يتكرر عدة مرات باليوم..فوقفت ميدانيا على انه يعاني من مشاكل صحية وعرفت انه يمضي نصف أسبوعه في المستشفى وتحت جهاز غسل الكلى تحديداً.. الذي لن أنساه ..أبداً أبداً..هو أنني كنت أتبادل الرسائل القصيرة معه دون أن أراه كيف يكتب لكني تبينت لاحقاً انه كان يكتب وهو تحت تأثير الجهاز ..!. فتحية لماجد الغرباوي المثقف قبل أن يكون أخاً وصديقاً وفدوه يروحوله 70 من ساسة الوشاله، وكل نواب الشعب الذين ارتكبوا جريمة تزوير تواقيع زملاءهم وهم القدوة في هذا البلد ...!. .

 وتحية للمثقف المؤسسة والصحيفة والموقع ... فقد وقفت ميدانيا ولمهمة رسمية رقابية في عام 1974 ولمدة شهر على دار الثورة يوم كان طارق عزيز رئيسها فكان عدد منتسبيها ربما يفوق عدد منتسبي حكومة جزر القمر لكنها لا تصدر غير ألثوره التي لو عزلت عنها الصفحة الأخيرة ما فرقت بينها وبين الجمهورية أو التآخي .. في حين أن المثقف تنشر وتستطلع وتصدر وتعرف بالرواد وتبعث السفراء وتفتح أبوابا بلغات عده وتفتح نوافذاً على الفن التشكيلي وتمنح جوائزاً وتفتح مكتبه ..كل هذا وملاك المؤسسة العتيدة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وليس لها لا نسبه من الموازنه ولا باطونات نفط .. فتحية للمثقف المؤسسه ... .

 

 وتحية للمثقف الإنسان .. وبهذا المناسبة وفي هذه الحيثية بالذات أشير إلى أني وقبل أسابيع قرأت مقالة ممتعة للأستاذ محمد حدوي على صفحة المثقف تحت عنوان : (لماذا نكتب ..؟).. وقد وصف ـ من وجهة نظره وهي محترمه ـ الكاتب بالتعيس فكتب يقول: (وأقصد هنا بالكاتب ذلك الشخص التعيس الذي ابتلاه الله بعاهة التفكير في شؤون العالم ومآسيه الكثيرة والمتنوعة) .. والأستاذ الحدوي لم يبتعد كثيرا في هذا عن وصف المتنبي الذي وصف ذي العقل بالشقي بقوله: (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ..

واخو الجهالة في الشقاوة ينعم .. )..ولا عن الجواهري الذي جعل منه فدائي ونهايته الصلب عندما قال: لثــورة الـفكـر تأريـخ يحــدثـنا .. بأن ألـف ألـف مسيـح دونها صلبا..).. .

 والمشكلة أن هذا الحال الذي يوصف به المثقف بالتعيس والشقي والفدائي..هذا في الدنيا وهي فانية ولكن هل أن حظه في دار البقاء أفضل ..؟..كيف أفضل وأكثر الكتاب علمانيين ..؟.. أنا قبل فترة كتبت أني عندما أقارن بين حالي كمثقف وبين حال أبن عمي الذي خلفته في القرية أجد أنه مرتاح البال وقرير العين على آخرته .. وآنا توقعاتي لآخرتي بينَ بينْ ...ومع ذلك فلقد تبين لي أن الأمر أعقد .. فقد خابرته بالموبايل أمس ... وسألته قائلا: أكلك أبو ناجح أنت مقلد من ..؟ قال: غير السيد ..؟ قلت له: ياسيد ..؟ قال سيد محسن الحكيم الله يرحمه .. قلت له: أثاري أنت هم علماني مثلي ..يابه روح جيب صحة صدور قبل غلق التقديم ... قال: وأنت ..؟ قلت له: آنا مقلد ألجلبي ... فتحية للمثقف العراقي الذي حسم أمره وقلد الشعب العراقي .. ويخلي الباقي على الله .... . 

6 - 6- 20 2012