 مناسبات المثقف

المثقف في ذكرى صدورها .. افاق جديدة وآمال

majed_garbawia

مثل هذا اليوم من عام 2006 صدر العدد الاول من صحيفة المثقف، وهي صحيفة الكترونية يومية مستقلة تبنت شعار الانسان اولا، فتعالت في خطابها على جميع الخصوصيات، دون المساس بها،  

وراحت عبر مسيرة ثلاث سنوات تساهم في نشر قيم المحبة والسلام، وتعزز قيم التعددية والتسامح، بعيدا عن الاقصاء والتنابذ.

 

ولا شك ان للواقع دورا كبيرا في قرار اصدار الصحيفة، بعد ان استشرت قيم الكراهية وساد خطاب تكفيري لا يرحم احدا، وفق تفسيرات اقصائية لنصوص الكتب المقدسة، تجاهلت الانسان ومكانته في الشرايع السماوية، وراحت تفتش في معتقداته لتبرر استباحة مقدراته.

 

من هنا شددت الصحيفة في ضوابطها على احترام الاخر، ايا كان توجهه، وبادرت في استقبال مواد الكتــّاب وفق مبدأ التعدد في الرؤى واحترام وجهات النظر المختلفة. وايضا الحيلولة دون تسرب اي نص او مقال يكرس مفاهيم الكراهية والحقد، او يساهم في تعميق الفجوات المصطنعة، او يدعو للارهاب او مناصرة الجماعات التكفيرية او تمجيد الطغاة. وقد نجحت الصحيفة بحمد الله في تخطي صعاب المراحل الاولى وكان حصيلة ما تراكم من مقالات ونصوص في ارشيفها اكثر من 24 الف مادة، ما عدا الاخبار السياسية والثقافية والمنوعات. وتحولت الصحيفة الى مكتبة عامرة في تنوعها الثقافي والفكري والادبي، بعد ان ساهم في اغناء موادها نخبة من الاكاديميين والمثقفين والادباء المشهود لهم في الساحات العلمية والثقافية والادبية.

 

وقدر ركزت الصحيفة ايضا على المقالات النقدية، لما للنقد من قدرة على اثارة مكامن الوعي وتوجيه مساره، من اجل زعزعة ما ترسخ في لا وعي الانسان العربي من قيم تحول دون تقدمه ونهوضه. لهذا فرغم هامش الحرية الذي لا تحده حدود سوى الحرية نفسها لكن تبقى الصحيفة هادفه تطمح للمساهمة في تحقيق مستوى متقدم من الحداثة الحقيقية.

 

ورغم كل الاجراءات الاحترازية على المستوى التقني لكن للاسف الشديد باغتتنا مشكلة فنية في 2-5 حسبناها عابره، لكن يبدو رافقها عمل تخريبي ادى الى اغلاق لوحة التحكم الداخلية، فتوقف التحديث ثم الفاجعة الكبرى حينما تشفر الارشيف الذي هو حصيلة تراكم جهود ثلاث سنوات متتالية، فاصبحت لغة المقالات جميعا غير مقروئة، ومنذ ذلك الحين وما زالت مساعي المهندس المخنتص والشركة المضيفة تسعى لاستعادة الارشيف، ونحن اذ ننتظر عودته في اقرب وقت نعتذر لجميع السيدات والسادة من كتّاب وادباء بل وقراء ايضا لما حصل، وهذا هو واقع تكنلوجيا المعلومات مهما كانت ثقتنا بها، وقد سجلت البنوك العالمية خسائر فادحه بسبب الاختراقات والتلاعب المقصود بالبيانات.

 

لقد بدأنا بعمل جديد، وبرنامج جديد اكثر تطورا، ونأمل الاستمرار في صدور المثقف بلا توقف، بل اكثر اندفاعا وتاؤلا، في ضوء اهدافنا المعلنة.

 

في الختام اوجه شكري الكبير لكل الاقلام التي ساهمت في صدور المثقف خلال مسيرتها، سيما الكتاب والادباء جميعا. واتمنى لهم مزيدا من العطاء والتالق في عالم الابداع.

 

كما اتوجه بالشكر لجميع من ساند ووقف الى جانب الصحيفة، واشكر الذين قلقوا وتعاطفوا معنا في الازمة الاخيرة..

 

ومن الله نستمد العون والسداد

 6/6/2009

 

.............................