 نشاطات المثقف

الطيب النقر: مشاعر صادقة تجاه صحيفة "المثقف"

في الحق أني سعيد ومغتبط، لأن مقالي المتداعي"معاناة شعب" يحمل الرقم "مائة" من سلسلة المقالات التي تفضلت عليّ صحيفة" المثقف" بنشرها، وصحيفة "المثقف" لمن لا يعرفها، ولدت خريدة متميزة، منذ أن كانت اصدارة، ينهض بها أفذاذ يمكن احصاؤهم، استطاعت هذه العقول، أن تذهب بهذه الصحيفة الشامخة إلى الأمام في غير أناة، وهي صحيفة أدبية شاملة، عراقية الأصل، وتصدر في سيدني، هذه الصحيفة الفينانة، لعمري قد استقامت لها طريقة، حققت به هذا التوازن البديع، بين شتى ضروب الأدب، التي احتفظت فيه بأصوله التقليدية، كما أنها لم تتقوقع على الأدب العربي القديم، بل أفسحت المجال لكل ما هو جديد ونافع،  ولم تكتفي "المثقف" بكل هذا، بل دأبت تمدنا بكل الثقافات الأجنبية، الطارف منها والتليد، إذن صحيفة"المثقف" التي لا يستعصى عليها التطور، لا تسرف في الجمود، بل يرد طاقمها الرائع كل شيء إلى القصد والاعتدال، أنا ممنون لهذه الصحيفة، وأشعر بفخر لا يضاهيه فخر، أنها قد أفردت ليراعي الوهنان، مساحة في عوالمها الرحبة، إن هذه الصحيفة المجيدة، التي زادت عقلي الناضب قوة وأيدا، علمتني العكوف على مقالات الأدباء فيها، تلك المقالات التي تقنع العقل، وتشخذ الخاطر، ويرضى عنها الذوق، مقالات هي أعظم استعدادا للبقاء، ما بقي أدبنا العربي، مقالات نكبرها ونكرمها، لأن أصحابها، شقوا على أنفسهم في ابتداعها، وفي انتاجها، لقد ضمنت "المثقف" عوامل الثبات والاستقرار، وسنظل ندعوها ونلح عليها مسرفين ومستعطفين، ألا تحيد عن نهجها الميمون هذا، وأن تظل على طبيعتها الحانية، التي تستوعب الأديب الناشئ في كل بلد، فهي تحتوي كل أديب يتحسس خطاه، ثم تمده بهذه التفاصيل المتفرقة، حتى تصقله ويشتد عوده.

حفظ الله"المثقف" واحتنا التي ننكب عليها غداة كل يوم، ولا ننصرف عنها، إلا بعد جهد عنيف، وبارك الله في جهود من يتفانون لأن يبقى هيكلها قوي متين.

***

د. الطيب النقر