صحيفة المثقف

هل انتهى أمر السينما في اليمن؟

انتهى بعد أقل من عام وسبق وأن نشرنا عشرات المواضيع لتوضيح مشروعنا والذي لم نكن نقصد فقط إقامة مهرجان سينمائي يمني أو احتفالية وإنما تضمن المشروع دراسة لعدد من النقاط التي لو كنا استطعنا تحقيق عشرة بالمئة منها فقط لكنا الان نحتفل بميلاد السينما اليمنية..

ولكن للأسف ضاع كل ذلك الجهد ونحن قلنا عن الوزير ما لم يقله مالك في الخمر وهو رد الصاع بصاعين ، فلا داع لتكرار تلك الحكاية و يمكن لاي شخص الرجوع الى الارشيف لتذكر تلك الحكاية.

منذ تلك الفترة وإلى الان لم يتقدم أي شخص بمشروع بديل وتم تولية صفوت الغشم رئيساً للمؤسسة العامة للسينما والمسرح ولكن الظاهر ان الرجل مشغول بشركة الانتاج الخاصة التي يديرها أو ربما هناك أسباب أخرى المهم ان الغشم اختفى ولا أثر له وظلت المؤسسة عاطلة ومشلولة ولم تنفذ اي مشروع تدريبي أو انتاجي أو تقديم تسهيلات انتاجية أو أي نشاط آخر ولا أمل في مناشدة الوزير أو الغفير بضرورة دعم المواهب السينمائية أو فعل خطوة جادة لمشروع سينمائي يمني وطني بأي امكانيات بل حتى لا يوجد دعم معنوي لطلبة الفن الذين يدرسون فنون الاخراج بكلية الفنون بجامعة الحديدة وغيرها من كليات واقسام الاعلام بالجامعات اليمنية.

في فترة ميلاد مشروعنا لمهرجان صنعاء السينمائي الأول كتب الكثير من الزملاء و الاصدقاء مقالات بعضها حوى الكثير من السخرية والتهكم ولكن رغم ذلك كنا ننظر اليها بانها إيجابية و كان الحديث عن سينما يمنية موضوعاً يتكرر في الكثير من الملاحق الثقافية اليمنية وبعدد كبير من الصحف ومواقع عربية قد نكون ارتكبنا بعض الاخطاء وكنا نرحب بالنقاش وفعلا دارت نقاشات مفتوحة في المركز الثقافي بصنعاء وفي عدد من المنتديات الادبية والفكرية وتم تاسيس عدد من المنتديات السينمائية ولكن بعد بيان وزارة الثقافة ماتت تلك المحاولات ورجعنا الى نقطة ما قبل الصفر.

لم تقدم اي مؤسسة ثقافية خاصة أو أهلية اي مبادرة لانقاذ ميلاد سينما يمنية ولم نجد اي صوت بعدها وكان نشر موضوع عن سينما يمنية اصبح من المحرمات بل ان اصدقاء كانوا يكتبون حلقات عن مشروعنا مثل عبد ربه الهيثمي و غيرها اصيبوا بالخرص و كنا نامل ان يستمر النقاش حتى و ان فشلنا في الخطوة الاولى فالفشل يعلم النجاح و كنا متفقين على ضرورة وجود و ميلاد سينما يمنية و ان اختلفنا في بعض التفاصيل حول الطرق و الوسائل فالاختلاف في النواحي الشكلية لا ينسف الموضوع ولم نتحسس من أي نقد موضوعي أو غير موضوعي.

فشل مشروعنا لعقد ملتقى سينمائي يمني يضم الكوادر السينمائية التي تعيش في حالة احباط و لا تجد اي دعم أو وسيلة لانتاج أي مشروع متواضع باي امكانيات ومن حين لاخر نقرأ حواراً مع مخرج سينمائي ومسرحي ولكن اغلب الاحاديث اشبه ببكاء على الاطلال وكاننا سلمنا الراية بموت السينما اليمنية قبل ميلادها.

نحن بحاجة للحديث الجاد و النقاش الفعال والمثمر حول موضوع ميلاد سينما يمنية بغض النظر عن دعم الجهات الرسمية والتي لم تدعم أي عمل سينمائي أو مسرحي خلال السنوات الثلاث السابقة سيقول البعض اننا نوجه نقدا للوزارة بسبب خلافنا معها ولكن ليعطيني احدكم مثلا واحداً لدعم الوزارة لاي مشروع فني ناضج فهي لم تكتفي بالتخلي عن مشروع تفعيل السينما بل يظهر انها ايضا قامت بمحاربة أي حوار حول السينما اليمنية وان استمر الحديث عن السينما وميلادها بأنه محرم و ممنوع فسوف يتأخر هذا الميلاد لعدة سنوات قادمة.

نحن ندعو هنا وعبر هذا المنبر الابداعي بضرورة البدء بالحوار و النقاش ويمكن لاي شخص ان يوجه اي نقد لنا فنحن بشر ولسنا ملائكة و المهم ان نترك لغة التمجيد والتذلل للمسئولين فيما يسمى بوزارة الثقافة أو غيرها ولنفكر معا في مشروع يعتمد على امكانيات ذاتية مهما كانت محدودة و ضعيفة ان اقول ان الجهات غير الحكومية والمؤسسات الثقافية يمكنها ان تدعم أي عمل فهذا أيضا مستبعد حالياً كون اغلب هذه المؤسسات لا تفكر سوى بانشطة شكلية يكون لها مردود اعلامي كبير حتى تقدمه للجهات التي تدعمها لكن هذه الجهات لم تفكر يوماً بادخال السينما ضمن برامجها السؤال المهم الان كيف تكون البداية.. البداية ربما تكون في التفكير والايمان بضرورة ميلاد سينما يمنية وعلينا عدم التسليم بانتهاء هذا الحلم الجميل.

 

حميد عقبي - باريس

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1304 الاثنين 01/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم