صحيفة المثقف

مكتوب بالكرنال

ولا ننسى في زمن النظام السابق كانت الصحف تعد على أصابع اليد الواحدة، وكلها تظهر بعناوين واحدة وسياسة واحدة  واتجاه واحد، وهو تمجيد رأس النظام  وإظهار بطولته الزائفة وأمجاده الكاذبة.

 وبعد سقوط النظام انفجرت موجة الصحف، وانفتحت أبواب الإعلام على مصراعيها، لكن للأسف من دون قيود ولا ضوابط، ولا رقيب ولا حسيب،  مستغلة الفراغ الأمني والسياسي معاً، فراح كل من هب ودب يفتح صحفاً ويكتب ما يشاء وما يروم، من اخبار وتقارير ومقالات وتحقيقات، ليس لها صلة بالصحافة الحقيقية وعالمها الرحب، حتى صرنا نقرأ بعض المقالات فنجدها تضحك الثكلى، حيث يعتقد كتاب تلك المقالات بانها تعالج الواقع، وهي بالحقيقة (خرابيط وشخابيط)، ولا أريد أن اذكر شواهد من ذلك، وهي كثيرة لا تخفى على المتتبع، حتى صار المواطن لايثق بهذه الصحف ولايعتمد على ما جاء فيها، وإذا ما قرأ بعض من هذه الصحف، فإنما يقرأها لقتل الوقت او للتسلية، وصار يقال بحق هذه الصحف وما يأتي فيها من كلام (حجي جرايد) كون كل ما يكتب فيها ليس من الواقع في شيء ولم يغير او يبدل ذلك الواقع.

بينما الصحف في بقية الدول العربية والأجنبية لها مكانة مرموقة ومنزلة خاصة والخبر الذي ينشر او المقال الذي يكتب والتقرير الذي يعد، يكون بمثابة شهادة تقال وحقيقة تكتشف للملأ، ففي مصر على سبيل المثال عندما يقرأ المواطن المصري خبراً في احدى الصحف المصرية فانه يحتج به على خصمه ويقول له  انه (مكتوب بالكرنال) اي بالجريدة .

والسؤال المطروح هنا: متى نتخلص من (حجي الجرايد)؟ وتصير كل أخبارنا وتقاريرنا مكتوبة (بالكرنال)، حتى نكسب ثقة المواطن ونلبي طموحنا  بصفتنا صحفيين عراقيين، ونرغب بان نبلغ ما وصلت اليه الصحافة، ونخرج من اطار الكذب والتلفيق . انه حلم ولعل الحلم يصبح حقيقة في يوم من الايام .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1415 الاربعاء 26/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم