صحيفة المثقف

نص مقول (4) / (شباك؟) / نجيب طلال

كل واحدة في دولة أوربية؛ هما المعيل والرافع لاقتصاد الأسرة؛ لا خصاصة ولا احتياج؛ سوى الحمد والأمل في الآتي(؛؛؛؛؛ ) وكل نشوتها ونشاطها الدؤوب؛ رعاية أمها والقيام بما يتعلق بالأشغال المنزلية، يوميا ؛ دونما كلل أوعياء؛ وفي المساء( أو ) ليلا تعانق الشبكة العنكبوتية للإطلاع على مستجدات فنون الطبخ والأزياء والعطور؛؛؛؛،،

وفي نهاية  كل أسبوع؛ تتواصل مع أختيها؛ ليتبادلن المودة والتحايا والأخبار؛ أخبارخاصة بالأسرة  وبالمحيط العام (....) ولماما ما تتجول في الشارع العام ( أو) تتجمع مع بنات الجيران؛ قربة إحدى بوابات إحداهن للتحدث والمسامرة ( لكن) في إحدى المساءات؛ تشعبت المذاكرة بينهن حول الزواج والجنس الآخر وكيف راودت فلانة بنت فلان شابا وسيما ورشيقا ؛ وأخرى اصطادت رجلا مكتمل القوام؛ وفلتانة بنت فلانة هربت  لبلدة عشيقها،

- أعرف ذلك؛ ولكن هل هناك شباب أو رجال ( الآن) فالكل أمسى منخور الصحة وقلة العافية؛؛؛

- وقلة المادة،،،، فأغلبهم عاطل ومعطل؛؛؛؛ إنهم يحتاجون لمن يعيلهم    

- بل هناك العديد من يعمل ويشتغل؛؛؛ فماعليك إلا رمي الشباك

- ربما يتعثر أحدهم فيها ثم يسقط سقطة المغرم  في تلابيب  عيونك (أو) يجن هياما بك

- إنكن حالمات ( أو) مصابات بوهم؛ فالزواج (قد) تجاوزه زماننا هذا؛؛؛ إنه زمن الفاقة والأزمات؛

وقلة الحيلة أمام هول المغريات  والشهيات والغلاء الفاحش

- ورغم كل هذا حاولي رمي شباكك هنا (و ) هناك

- وهل حاولتم : أنثن بذلك ؟؟؟

- قمنا؛ وستقوم بعدة محاولات ؛ ولن نييأس من ذلك     

- في الشوارع والأزقة؛ كالعاهرات    

- العهر طهر في هذا الزمان الأغبر

- أعوذ بالله من قول السوء والفاحشة؛؛؛؛؛؛ يا أختاه """"

- نسيت فلانة( لقد) سابت وتسيبت؛ وعانقك المجون والعهارة و البغاء(؛؛؛) وهاهي (الآن) متزوجة

- ببليد ومعتوه """""

- ولكن له من متاع الدنيا ما يكفي كفرا ( أو) مدشرا(....) فمؤخرا اشترى لها سيارة (4x4)

- هيا: لاتتعجبين؛؛؛ ارمي صنارتك ( بل ) شباكك؛ كما نفعل ( الآن) يوميا

- أين ترمينها ؟؟؟

- في (الشات) مادمت تتوفرين على الإنترنت؛ في منزلكم

- لم أفهم ما القصد وما تقصدينه  ؟؟؟؟

- ستوضح لك الأمر جيدا؛ ها ته العفريتة؛ النفر يته (....) لقد حان آذان المغرب    

ولجت المنزل؛ تاركة بوابته مشرعة و(هي) مطاطأة الرأس؛ تفكرما القصد والمقصود؛ من وراء

كلامهن( ؟)  وما ( الشات) وفوائده ( ؟) وكيف ستتعامل معه ( ؟) هل هناك ضرر أم خطورة (؟)

فهامت وتاهت وذهنها يشطح بين جنبات غرفتها ؛ حتى  كادت أن تنسى؛ إعداد مائدة وجبة

( المساء) كالعادة وعادة وتقاليد بعض الأسر 

    عزمت أن تعرف وتفهم؛ فعرفت من ( تلك) العفريتة) ثم انخرطت في عوالم   بحشمة

وتخوف؛ ولم تستطع أن تردعلى الرسائل الفورية والقصاصات القصيرة؛ الحاملة لإشارة/ تحية/                    

 تعارف/ تعرف/ صداقة/ زواج/...../  ويحمر خذها؛ أمام محمولة العبارات  الإباحية ؛ الماجنة؛

والمشيرة للممارسة للجنسية؛ بشكل مباشر وعلني (...........)

 ليلة ( الغد) بعدما عم السكون، أغلقت غرفتها بإحكام؛ لتعاود الانخراط بعزم  وإرادة عالية ( : ) 

 فأشعرت بوجودها لجماعات [ المدر دشين] فأمست تتلقى تباعا نفس محمول الرسائل الفورية 

[ المعرنسة] رغم اختلاف الأسماء [المستعارة] فكانت ( هي) تكتب وترسل التحية ولاتعيد الرد؛

لكن ظلت ترسل وتجيب: بعدما اخترقها أحدهم باسم ( ? ) الدين والتقوى؛ وانضاف إليه ( آخر)

بمدخل(&)  الإسلام والأخلاق     فتاهت وأمست مبحرة بينهما في عوالم [ اللاماورائيات]

     بمفاهيم مقلوبة ومغلوطة وتارة مهولة ،

استهواها الإبحارفي عوالم [ الشات] حتى قربت نسائم (الفجر) تلوح ببرودتها أرجاء الدنيا،  ولم

تدرك كيف انفلت الزمان من حولها: ورغم ذلك؛ ظلت تقاوم النعاس/ العياء؛ بعدما ودعها الثاني

على أمل اللقاء (غدا) لكن الأول: طلب منها بريدها الفوري( ) ليتواصلا بحرية أكثر؛ بعيدا عن

 موقع [ الشات]   فكان له (ذلك)  وبعد الرسالة الأولى: مباشرة أزال قناع الدعوة؛

حملقت جيدا لما في المحمول؛ فاندهشت و ارتبكت أناملها ؛ حتى أنها لم تستطع إقفال الخط؛ ثم

دبت رعشة غريبة في بدنها

- كيف انقلبت من الدعوة إلى الشهوة ؟؟؟

- أليست الشهوة حق من حقوق الإنسان ؟؟

- لقد كنت معي داعية تنهى عن الخلاعة وسوء القول؛؛؛ والآن تحولت إلى [إياهم ]

- إنه شيطان الفجر؛ الذي حولني هكذا؛ بعدما أحسست بجمالك وهمسات قلبك يهفوعشقا للآتي

- إنك لم تر وجهي؛ ولم أعبرعن أية همسة تختلج دواخلي ( ؟؟؟؟)

- ما تكتبينه من حروف وكلمات؛ كنت أتخيلها لمسات ونغمات لمفاتنك ورهافة إحساسك

- لعلملك؛ لست من الغانيات(...) فإن كنت شهوانيا؛ تبحث عن تلبيها بكلمات رقيقة تهدف

أن توقعني في شباكك (....) فإنك واهم    

- صدقيني؛ بأنني فتنت بك؛ وعنادك زادني فتنة وجرحا غائرا تتحرك فيه لمساتك الأنثوية

- عجبا من الدعوة للشهوة في ليلة واحدة(...) يبدو أنك ماكرمكار؛ فكيف لي أن أثق بك؟؟؟

- أعاهدك أن أكون لك وحدك؛ وسيزداد تواصلنا عشقا وهياما؛ فالحياة ملذات؛ أفهمت ؟؟؟

- فهمت؛ وما لم أفهمه : انقلابك من ملاك طاهرالقول؛ إلى إبليس تتفنن في غواية المقول

- لست شيطانا؛ كما يبدو لك؛ بل عشق طفا دونما أدري؛ قادني للبوح(...) واعلمي أن: كلام

الليل يمحوه النهار؛ ولقد لاح الصبح؛ و زفائر النهارتتحرك في المدى

- أواه؛ لقد سرقنا زمن الليل وسكونه؛ لنرتمي في أحضان يوم جديد(...) إلى اللقاء؛؛؛؛

استرخت ( طولا ) في  فراشها وذهنها أضحى يدور؛ ويدور ويسترجع أشرطة ماراج وما

 دار في [ الشات] حتى تحولت إلى جثة هامدة (؛؛؛؛) وعقارب الساعة تطوي دورانها؛ حتى

انزعجت والدتها؛ وتوترت؛ مما ظلت تطرق وتمطرق بوابة غرفتها وتناديها بأعلى جهد ما

في صوتها وتصرخ (....) ولاحراك وعقارب الساعة تتحرك...........

 

[email protected]

     

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم