صحيفة المثقف

إعتراف / عبد الرزاق اسطيطو

كما لوأني في بحث عن كوة للتوحد وللسفر ، حيث المطلق والزرقة الشفافة الخاطفة، حيث منبع السر والدهشة، في بحث عنك، وعن ضوء القمر المحتجب خلف الغيوم، وبداخلي فيض لا أعرف كيف أحتويه، ونبض بك ومعك جارف كالشلال.

اللحظة هاته وأنا أستحضرك ، أشعربيدك الناعمة ، وهي تربت بدفء على شعري زخات مطرية على أرض منسية، زخات بلون البنفسج وعطره، وصوتك وهو ينسل بخفة الأطفال وسحرهم إلى قلبي، نسيم في عز ظهيرة صيف حار.

تبدو اللحظة الآن ، وأنا أستمتع بجنونك  واحدة من لحظات الإشراق التي تقود إلى جنة القصيدة

وأنت هناك ، مشغول بأشعارك ، مهموم بأفكارك، سائح وراء كلكاميش في ملكوت الله، مضطرب شعوري  كبندول الساعة الآن هويتراقص، بين لهفتي لرؤيتك وعناقك، وبين خوفي عند اللقاء من الاحتراق بشموس قصائدك.

أجد نفسي وأنا أكتب لك بحرقة العاشقة ، في هذه اللحظة الوارفة على نغمات سونيتات موزارت سرب من القطا لا يتعب من السفر بعيدا في سماء عينيك . ويداي وهي تتحسس ملامحك بحنو، كما لوأنها في غفلة منك كانت تبحث عن مدخل لأسرارك.

أجد نفسي حائرة، منبهرة بعوالمك النوستالجية الحارقة. حاولت ..انشغلت ..كتبت ..سافرت مع الموسيقى والغناء..رقصت وبكيت ، وفي الأخير وجدتني من جديد أرتمي في حضنك.

أهبك  الآن ودائما ألوانية القزحية عربون وفاء، لمحبتي الدائمة أعترف.

زهرة الياسمين

أو كما تحب أن تقول أنت "شاعرة أخطأتها القصيدة"

 

سيدتي زهرة الياسمين

 

جوابا على رسالتك الدافئة والمفعمة بأحاسيس صادقة، والتي عانقتني كطفلة هذا المساء ، أقول لك مساء الشعر.

كنت أتمنى عوض أن أخط لك جوابا على رسالتك هاته في هذه اللحظة الوارفة أن اجالسك، وأسافر بك ومعك عبرمتاهات الشعر وسحريته . وها أنا ذا الآن أجالس سحر عينيك ، وأتحدث إلى فيض قلبك، كما لو أني بداخلي أترجم ذاك الحرمان من وجودك الحسي إلى وجود معنوي، وهي الحقيقة التي تسكنني حد التلف، باعتباري كائن رمزي وباعتبارك باذخة حد الترف في الحس الأنثوي ،أعترف.

 

عبد الرزاق اسطيطو

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2041 السبت 25 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم