صحيفة المثقف

من بقايا مكتبتي ... / سلام كاظم فرج

كانت تبدو على أوراقه إمارات الاصفرار والميل إلى التلاشي  فقد مرت عليه أنامل وعيون العشرات قبل ان يصل الى السيد سلام ... ومع ذلك فقد احتفظت به الأقدار ليومي هذا..

 وأنا اقلب صفحاته أشفقت عليه من التلف والفناء.. وفكرت  بتوديعه بمقالة قد تنفع القراء..

 الكتاب صادر عن دار الثقافة في بيروت عام 1961 عنوانه الأدب الأميركي في نصف قرن.. مؤلفته لويز بوجان وهي اديبة وشاعرة اميركية معروفة ولدت عام 1897  نشرت  قصائدها في مجلة نيو ريببلك. وهي كاتبة قصة ولها مشاركات نقدية متعددة..

 اما مترجمة الكتاب فهي الشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي.. صاحبة ديوان العودة من النبع الحالم والصادر بداية الستينات ولها العديد من المقالات النقدية ولها مؤلفات مترجمة عدة..

  من الطبيعي ان تلخيص الكتاب أمر متعذر ولا ينفعنا بشيء. لكني ارتأيت

 تثبيت أجمل الفقرات التي ضمها الكتاب وأكثرها فائدة ومتعة لي.. وكل ما ستجدونه بين قوسين  هو للمؤلفة بوجان..

(من الجلي ان الشعر الانكليزي والشعر الاميركي اتفقا مطلع القرن العشرين في حاجتهما المشتركة وهي ان يكتشفا الطريق الى الحقيقة العاطفية والفكرية والواقعية.. الى حقيقة لايعكرها تفكير عقائدي او تحيز مشوه او انماط متقولبة.. وكان لابد من تفجر ينابيع جديدة من الجرأة الأدبية والجمالية لكي يصبح بالإمكان محاربة المادية الموقظة للطباع الحيوانية الوحشية ومحاربة القصور والضيق في افق التفكير الاقليمي.. كما كان على قوى الخيال ان تتجدد وان يعاد تأكيد القيم الإنسانية من خلال المصطلح الشعري)

 في الفصل الثاني تتناول الكاتبة رجال الطليعة في الأدب  وركزت على الحلقات البوهيمية التي تقول عنها (كانت الحلقات البوهيمية على مستويات متعددة غير انها جميعا كانت اكثر تفتحا ومرحا من الحياة المحيطة بها. كانت تعقد اجتماعات شبيهة بحلقات الدراسة غير المتكلفة في المدينة. من تبادل الآراء والحماسة وكانت هذه  الآراء تدور بين الشباب والشيوخ..)

 وتتحدث الكاتبة عن الشعر النسوي مطلع القرن الماضي في اميركا فتقول (ان ايلا ويلر التي اصبحت تسمى فيما بعد ايلا ويلر ويل كوكس أدخلت عنصر الخطيئة على شعر الحب..  في ديوانها (قصائد حادة.). وما ان جاء عام 1900 حتى اصبحت هناك مدرسة انثوية كاملة تتبع خطى ويلكوكس وتنظم الشعر الجريء عن عواطف الرجل والمرأة..)

 وتنتقل الكاتبة للحديث عن مجلة ذي سمارت ست.. او الحذاقة..التي كانت تطبع على ورق اسمر رخيص.. وكانت المجلة تحاول ان ترضي ذوق اغلبية شعبية منخفضة المستوى...... لكنها وبمرور الوقت استطاعت ان تجتذب ازرا باوند ولورنس واعتاد كتابها الحديث عن وامتداح كتاب ومسرحيين أوروبيين لم يسمع بهم احد!!

 

 في الفصل الخامس تتحدث المؤلفة عن اهم شخصية ادبية صحفية هي المسز مونرو التي اسست مجلة شعر عام 1913

هذه النتف هي ما بقي من كتاب نجا من محرقة الكتب التي اشعلتها بيدي نهاية عام 1978.. لكن يد البلى نالت منه ووجدت ان افضل وسيلة لتكريمه وفاء له ولمؤلفته ولمترجمته ..التنويه بأهميته وغناه.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2104 السبت  28 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم