صحيفة المثقف

طقوس وحشية / احمد فاضل

شوارع بغداد ..

الليل كان بدايته :

شموع تتلألأ وزحام قل نظيره إلا في مدن الصفيح ..

راحت تتلفت شوارعها

ظلام دامس حل هنا

وهناك أضواء خافتة وقوية ..

مرت من بين مطاعمها ، فنادقها

وقصور كانت تشمخ فوق بيوت

نامت على الحصران ..

تلك

ترعى في مزارعها

الخرفان

وهذي

تركض بين خرائبها

الجرذان ..

حسبكِ يا أسطورة عمري

أنك شاهدت قليلا من بغداد

ولو طاف بك الحوذي

أرجاء الصوبين

لرجعت قبل الساعة الثانية عشر

بساعات !

مزعجة قالت :

هذي العربات

تمشي عكس مماشيها

لا أدري إن كانت تكمن خلفي

أمامي

أو تدهسني ولا أحد يحاكمها

أو ينفيها ..

طلقات مرت من أُذني

عجلات العسكر ترميها

يا الله ..

أيعقل هذا الليل

وفيه

زعيق يملأ أوردتي

يكاد يفتك بي..

يا ألله

صرخت

أهذي بغداد التي جلبت :

" بين الرصافة والجسر هواي " *

لا أدري ؟

هنا صاح أحد عمال التنظيف :

من منكم ضيع فردة حذاء ؟

فصاح الناس به :

أمجنون أنت .. في بغداد

آلاف الأحذية المفقودة ؟

سندريلا

دلفت الى اقرب زقاق

وقبل أن يحين موعد السفر

غادرت بغداد

علها تعود يوما إليها

دون أن تلحظ هذا الخراب عليها

وهذا الضجر ..

 

أحمد فاضل

 

....................

* اشارة الى قصيدة علي بن الجهم الذي عاش منتصف الثالث الهجري وذاعت شهرته بفضل قصيدته التي مطلعها :

عيون المها بين الرصافة والجسر / جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري .

?

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2147 الأحد  10/ 06 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم