صحيفة المثقف

أخطأت حين أعلنت اعتزالي..

أخطأت حين أعلنت اعتزالي، حتى مبرراتي التي أوردتها في "بيان الاعتزال" المنشور على الانترنت، أراها لا تكاد تصمد أمام قناعة بأني أخطأت. فاستقلالية المفكر مكانها العقل والقلب، ولا سبيل لكسرها إلا باستسلام المفكر وخيانته لنفسه وفكره. المفكر ومهما تعرض لمضايقات و"مرض" يظل ملتزما بصون استقلاليته.

لست ممن يغلبهم الانفعال عند الكتابة، غير أن "بيان الاعتزال" و بينما كنت أسطره غلبني الانفعال واليأس – على الأرجح -، وهو ما يوجب تصويب الخطأ، والاعتذار عن كبوة بعد عقد من المقاومة، حافظت خلاله باستماتة على مصداقيتي.

"أخطأت حين أعلنت اعتزالي"، مع عبارة كهذه ربما يسأل القارئ: لماذا تكررها مع ندرة الاهتمام بكتاباتك؟! أجيب: أكرر العبارة لشعوري بالندم والإحراج أمام نفسي أولا، ثم أمام هذا العدد الضئيل من القراء، وأيضا أمام قارئ المستقبل.

محنة أن نترك أجيال المستقبل بدون تراث فكرى وأخلاقي، محنة أن نترك قارئ الغد يظن بنا الظنون، خاصة وأدبياتنا الحضارية والثقافية تكاد تخلو من تحذيرات أننا نسير في الطريق الخطأ. مفكرونا – أقصد أغلبهم - يلوذون بالصمت إما جهلا أو إيثارا للسلامة أو طمعا في مغنم. خيانتهم تساعد على تعميق التخلف.

"لا تمت قبل أن تكون ندا" .. مقولة رائعة ومُلهمة لغسان كنفاني!

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم