صحيفة المثقف

اللذة الخامسة في رثاء الحطاب امه بدرية

rafed alkozaiان مفهوم اللذة الانساني مفهوم يختلط مابين الفرح والحزن والالم وهو في تطور روحي يساير التطور الجسدي والوجداني للانسان ان كان ذكرا او انثى وهكذا عكف علماء الاجتماع والدين والنفس في ابراز مقومات اللذه عبر مراحل حياة الانسان فلم يقتصر مفهوم الحصول على اللذة على المفهوم الجنسي البحت او المقتصر فلذلك اكتشف القرأن الكريم مفاهيم اخرى للذة "وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ..." وهي اللذة عبر مايتيح الخمر من تصورات خياليه تمازج التفكير العقلي والاحتياجات النفسية للهدؤ والسكينة والراحه فلو تصورنا مفهوم اللذة لدى الانسان يختلف مع الابعاد النفسية والوظيفية والخلفيات التفكيرية ورواسخ التربية لدى الانسان عبر بيئته العائلية والقبلية والحاكمة لتطلعاته وهذا مانراه من خلال هذه القصة المقتبسة من شذرات التاريخ في محاورة بين معاوية بن ابي سفيان الطامح للسلطة والثار النفسي المترسخ في ذهنيته عبر مسايرة الخالة العامة من اجل تحقيق اهدافه وعمر بن العاص داهية العرب والخجل من ماضيه العائلي وتقلب اهوائه في الدنيا من اجل السلطة والخلود ووردان الخادم البسيط النصراني الذي دخل الاسلام عنوة ولكنه اقتنع بافكاره وطامحا بالاخرة قبل الدنيا واليكم هذه المحاورة اللطيفة ذكر أن معاوية وعمرو بن العاص اجتمعا في أواخر حياتهما، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: يا أمير المؤمنين ماذا بقي لك من حظ الدنيا ؟ وكان معاوية قد صار أميرا للمؤمنين ورئيس دولة قوية غنية ..

فقال معاوية: أما الطعام فقد مللت أطيبه، وأما اللباس فقد سئمت ألينه ، وحظي الآن في شربة ماء بارد في ظل شجرة في يوم صائم .....

وصمت معاوية قليلا وسأل عمرا : وأنت يا عمرو ماذا بقي لك من متع الدنيا؟. وكان سيدنا عمرو بن العاص صاحب عبقرية تجارية فقال : أنا ؟؟ بقى لى من حظ الدنيا عين خرارة في أرض خوارة تدر عليّ طيلة حياتي ولولدي بعد مماتى ( إنه يطلب عين ماء مستمر في أرض فيها أنعام وزروع تعطي الخير (

وكان هناك خادم يخدمهما، يقدم لهما المشروبات ، فنظر معاوية إلى الخادم وأحب أن يداعبه ليشركه معهما في الحديث.

فقال للخادم: وأنت يا "وردان " ماذا بقي لك من متاع الدنيا؟

أجاب الخادم: بقي لي من متع الدنيا يا أمير المؤمنين صنيعة معروف أضعها في أعناق قوم كرام لا يؤدونها إليّ طوال حياتي فتكون لعقبي في عقبهم بعد وفاتى .. لقد فهم الخادم عن الله قوله : { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } فالذين يتقون الله في الذرية الضعيفة يضمنون أن الله سيرزقهم بمن يتقي الله في ذريتهم الضعيفة ..

 وهكذا كان الماء البارد متعه  معاوية والاملاك والاطيان متعة عمروا والعمل الصالح متعه النصرواسلامي وردان لانه جمع بين متطلبات دينان سماويين يبحثان في كهنوت الاخرة من خلال هذا التشريح النفسي للحديث الثلاثي وابيات الشاعر المخضرم جواد الحطاب في رثائه لامه بدرية يقلب الصورة انه بمامن من العقاب ويتلمس الجنه من خلال تسابيح ودعاء امه

حين ارتكب الحماقات

واباشر اهوائي باجتياز خطوط الرب الحمراء....

اخرج للوعيد لساني

ههه....معي.....بدريه نعمه

......اعرف ان الله

صديق شيلتها السوداء كافراح القديسين

انها متعه تلمس دعاء امهاتنا لنستحصل على لذه غفران الذنوب  بادعاء امهاتنا ونذورهن وتوسلاتهن بالرب الخالق انتعاشا نكتشف هنالك لذه لم يتطرق لها افرويد في نظرياته مابعد اللذة او مانسميها باللغة العربية الانتعاش اِنْتَعَشَ :

( ن ع ش ). ( فعل : خماسي لازم ، متعد بحرف ). اِنْتَعَشَ ، يَنْتَعِشُ ، مصدر اِنْتِعاشٌ .

اِنْتَعَشَ الْمَريضُ :-: عادَتْ إِلَيْهِ قُوَّتُهُ وَصِحَّتُهُ وَحَيَوِيَّتُهُ .

 اِنْتَعَشَتِ الطُّيورُ :- : نَشَطَتْ بَعْدَ فُتورٍ .

اِنْتَعَشَ مِنْ عَثْرَتِه :- : اِنْتَهَضَ ، نَهَضَ مِنْها .

 . :-اِعْتَدَلَ الجَوُّ فَانْتَعَشَ النَّاسُ :- : اِسْتَعادُوا حَيَوِيَّتَهُمْ ، نَهَضُوا (  مُنعَّش: ( اسم ) مُنعَّش : اسم المفعول من نَعَّشَ

  أَنعَشَ: ( فعل ) أنعشَ يُنعش ، إنعاشًا ، فهو مُنعِش ، والمفعول مُنعَش

أَنْعَشَهُ اللَّهُ : شَدَّ مِنْ عَزْمِهِ وَقُوَّتِهِ وَساعَدَهُ على الخُروجِ مِنَ الصِّعابِ

أَنْعَشَ الطَّبيبُ الْمَريضَ بِمادَّةِ كَذا : بَعَثَ فيهِ الحَياةَ بَعْدَ إِغْماءٍ وَخُمودٍ ، أَيْ جَعَلَهُ يَنْتَعِشُ ، يَتَقَوَّى

أَنْعَشَهُ مِنْ كَبْوَتِهِ : أَنْهَضَهُ وَقَوَّى جَأْشَهُ

يُنْعِشُ العَصيرُ الجِسْمَ : يُقَوِّي ، يَبْعَثُ قُوَّةً في الجِسْمِ

اذا اللذة والانتعاش مصدران مهمان للابداع الحضاري والفكري الخلاق ولكنهما ليس دائما مع الفرح فهما في العراق وسومر واشور وبابل واكد منذ الخليقة حول الانسان الحزن الى فرح وتعلم من الطوفان والموت  الخلود والحكمة

ابدعات جواد الحطاب الشاعر المخضرم حطاب الاحزان ليحول الحزن حكمة واسطورة فرح عبر كلماته البسيطه النثريه لكن تحمل في جنباتها صدى الحكمة صدى حضارة السومريين في اهوار ولايته ميسان وبالاخص الكحلاء ونهرها الجميل الذي يصب في دجلة حاملا معه غرين الاهوار والاحواز تبصر جواد الحطاب في وجه امه بدرية الجميل الناصع حمرة مثل لون السماء الملبدة بالغيوم الحبلى بالخير الوفير وجهها المرسوم عليه وشم جنوبي سومري في طفل يحاول فك رموز الخط السومري انها تخيلات الطفولة في النظر في وجه امهاتنا ونبقى نراقبها في كهولتنا وهي تتحول الى تجاعيد واخاديد ترسل لنا احلاما واشارات مستقبلية كانها اسطوانه سومرية نحاول فك طلاسمها السحرية

فيا ختما اسطوانيا

يا ابنة الالهة والكواكب التسعة

يا ابنة اثنى عشر وليا

في الفالة والنحري

نقش الاجداد على جبينك مواقع النجوم

وبالاثمدوالنيل

بشحم الرماد

رسموا خرائط عودتهم للارض على يديك

نعم تبقى احضن امهاتنا سماء الرب الثانية لدعواتنا واحلامنا ابدعت ايها الحطاب الجميل الان عرفت سر حكمة ابناء الاهوار  والسومريين انه الحزن الذي يعلمنا الحكمة ياصديقي.

ان افرويد في نظرية تطور اللذة أن ما يتعلق بالجوانب الجنسية  غير مرتبط فقط بسن البلوغ وما يعقبه من مرحلة مراهقة ، ولكن غريزة المتعه والانتعاش تبداء في مرحلة الرحميه في حياة الجنين منذ الشهر الخامس من العمر الجنيني وتتطور مع ذاكرته السمعية المتواصلة في تطوره منذ عشقه الاول لدقات قلب امه الصوت الاول  الذي يخترق مسامعنا ولكن تلك الغريزة مثلها مثل باقي الغرائز الإنسانية  ، تتواجد بداخل النفس البشرية  منذ بداية وجودها على ساحة الحياة .ويمكننا أن نجمل النمو الجنسي في حياة أبنائنا في عدة مراحل وهم :

 

ان اللذة الاولى هي اللذة الجنينة لسماع دقات القلب للام وصوتها وهكذا اكتشف العلماء هنالك اضطراب في حركة الجنين مع ازدياد دقات قلب امه او عند نومها على جنبها الايسر وهذه اللذة لم تكتمل ابحاثها العلمية لتحديدها كلذة اولية ام ازلية وهكذا كان تفكير افرويد منصب على اللذة الاولة وهي اللذة الفموية هي لذة الرضاعه من اثداء امهاتنا حليبا مغذيا وعواطف مكنونة عبر هرمونات وانزيمات ومواد مضادة للالتهابات وهذه اللذة ترى تلازم بعض الاطفال الذين يفتقدونها من خلال الرضاعة البديلة بترسيخ عادة مص الاصابع عند الكبار وقد وجودت البحوث الاحصائية النفسية تزامن بين ظاهرة قضم الاظافر ومص الاصابع والرضاعة البديلة والفطام المبكر.

اللذة الثانية وهي من عمر سته اشهر الى سنة ونصف وهي اللذة الشرجية عبر البراز الطفولي والاحساس بالدفء وهذه ايضا لها تداعيات اخرى لامجال لذكرها الان واللذة الثالثة هي اللذة اللعب بالمناطق الجنسية للاطفال وهي لذه غناء امهاتنا (بلي يلي بلبول,اوكيكة الحلوة كيكة) وهي ايضا لذة ثبت للعلماء الان الوصول للذة والارتعاش الجنسي لدى بعض الاطفال من خلال المراقبة اللصيقة لهم وقد وجد أن الأطفال قادرون على الوصول إليها إبتداء من العام الثالث ومن المعروف أن العملية الجنسية تبدأ بتوترات عضلية ناتجة من تأثير عصبى وهرمونى ، وتصل هذه التوترات العضلية إلى قمتها عند بلوغ قمة اللذة ، ثم يحدث تفريغ لكل هذه التوترات ويعود الفرد إلى حالته الطبيعية ، ولكى يستطيع الإنسان الوصول إلى كل هذه المراحل يجب أن يكون عقله سليماً ، وكذلك نخاعه الشوكى والأعصاب والعضلات - يجب أن تكون سليمة ، كما ينبغى أن تكون نهايات الأعصاب كذلك فى حالة جيدة ، ولقد قام العالم كينزى بإجراء دراسة عن الجنس فى الذكر والأنثى على مجموعة من 317 ولداً ، وجد أن الأطفال فوق سن الثالثة قادرون على أن يصلوا  إلى قمة اللذة ولكن هذه القدرة مرتبطة بعمر الطفل ، وقد وجدت هذه القدرة فى 9 أطفال فقط عمرهم أقل من سنة ، وفى 37 طفلاً فى سن الخامسة وفى 108 أطفال فى سن العاشرة ، ومن الطريف أن الإنتصاب يمكن حدوثه والطفل ما زال داخل الرحم كما أنه قد يحدث فى الأطفال حديثى الولادة وفى فترة الطفولة ،و لكن الوصول إلى قمة اللذة مع نزول المنى لا يحدث إلا بعد سن البلوغ .

أما فى البنات فقد وجد العالم كينزى أن 4 % من الإناث البالغات الذى قام بدراستهن صرحوا له أنهن قد أثرن جنسياً ووصلن إلى قمة اللذة فى حوالى سن الخامسة ، وفى بعض الأحيان فإن بعض الأمهات يصفن ما يحدث لأطفالهن البنات وهن ما زلن فى سن الثالثة ، من أنهن - أى الأطفال - ينمن وجوهن إلى أسفل ثم يقمن بحركات عنيفة تشمل منطقة الحوض ويكون التنفس عميقاً ثم يعقب ذلك سكون وراحة ونوم عميق وهذا وصف دقيق لما يحدث أثناء مممارسة العادة السرية .

واللذة الرابعة هي لذة الحب المغاير للجنس اي الفتاة تتجه لابيها والولد يتجه نحو امه وهذه الفترة حرجة جدا في تحديد الهوية الجنسية ومن خلالها تبرز اهم اسباب الشذوذ والبرود الجنسي وامراض الشبق الجنسي ضمن قصص اخرى ساذكرها في مقالات اخرى ولكن الذي غفله افرويد ومن بعده كارينغ وغيره من علماء النفس هو اللذة الخامسة هو الحب الطوطمي الازلي لدقات قلب وصوت الام انه حب خالد في عقل الانسان ولو راجعنا اشعار الرثاء ومقالته والاغاني والمسرحيات ومفاتن الادب نرى لذة واضحة في حب الام ويفجرها اليتم المبكر او الفقدان للام وترى اغلب من يعيشون هذه اللذة هم من الادباء والعباقرة والعلماء الباحثين عن اللذة والانتعاش وهم لم يستريحوا في حضن انثى واحدة قابلة للاحتواء فحضن امهم اللازلي  هو من يحتويهم ويبرز هذه اللذة او مابعد اللذة ابدعات جواد الحطاب الشاعر المخضرم حطاب الحروف ليشعلها نار وتالقا وتبث بخورا عبر كلمات رائعة انا اعرف مدى تعلقه بامه وحبه لها فكم مرة زارني بالعيادة برفقتها وهو يحنو لها روحا وجسدا ولكن كلما كبر الرجل منا يظل يعتبر نفسه طفلا مدللا في حضرة امه انها اللذة الخامسة او انا اسميها المتناهية في عمر الرجال لذه عشق الام الطفولي في الكهولة والتي لم ينتبه لها افرويد في نظريته في تطور اللذه عند الانسان ان لذه عشق الام اللا متناهي تجعل من بعضهم يعيش فراغا عاطفيا لاتسده احضان كل نساء العالم وجميلاته وبكل الوانهن هكذا كان الحطاب عاشقا لامه بدرية فحين فقدها جعل يردد مثل طفلا تائها مدلللا بدريه شسويتي بيه غيابك اللارادي جعل مني فليسوفا فكتب اجمل عبارة شعرية.......

يحدث للمرة الاولى

ايوجد قبر للايجار جوارك

فما اعتدت النوم بعيدا عن شيلتك البيضاء

كاحزان القديسين

انه البحث المتناهي عن اللذه الخامسة عشق الام الى ما لا نهاية

ابداعات جواد الحطاب الشاعر المخضرم في رثائه النثري لمعشوقته الابدية امه بدرية لقد استلهمت منه سر حكمة اهل الهور وصفاء اذهانهم ان جلبتهم على الحزن هي من علمتهم الحكمة نعم الحزن يعلمنا تدبير امورنا التكيف ان نعيش وحيدين عمن رحلوا منا بدون سابق انذار

الفرح مدين لامي

فحين بكت

اجتمع حزن العالم في عينيها

الله الله عليك ايها الحطاب الجميل ان حزن العالم يجتمع في عيون امهاتنا في مرضنا افرحنا اهاتنا دموع ابتهالات لرب العالمين يسير الدمع في الامهات في نهر الكوثر فيكون سلسبيل العاشقين

الموت كتاب

بلاغته الجثث

اربع كلمات ولكنها فلسفة قصيدة عظيمة الموت كتاب ولكن بلاغته فقدان الاجساد وغلافه الروح المهاجمه لنا في احلامنا ياصديقي الارواح هي من تسكن حروف هذا الكتاب العظيم الذي يسمى الموت ونحن نعطيه الخلود بكلما تنا

ان في رثاء جواد الحطاب لامه بدرية استلهمت هنالك لذة خامسة مدفونة في اعماقنا لم ننتبه ولم نكتشفها لخلجنا من طوطميتنا هو لذه عشق الام اللامتناهي عشق ازليا ففي حضرات امهاتنا نتلمس الجنة تحت اقدامهن ونتلمس لذة الطفولة مهما كانت اعمارنا انهأ اللذة الخامسة

 

الدكتور رافد علاء الخزاعي

............................

****دراسة تستلهم لذه جديدة بحاجة للبحث والاستقصاء هي اللذة الخامسة من خلال رثاء الشاعر جواد الحطاب لامه العلوية بدرية رحمها الله واسكنه فسيح جناته

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم