صحيفة المثقف

احتياطات السيّد كاظم اليزدي العظيمة!

روى نجل حفيد الآخوند الخراساني، عن أبيه "محمد رضا" وجدّه "الميرزا مهدي" القول: " لقد وجد الناس في بيت السيّد كاظم اليزدي (1857ـ 1919م) [صاحب الكتاب الفقهيّ الشهير "العروة الوثقى"] حين وفاته ما يربو على (ستة الآف سنة) من أموال العبادات الاستئجاريّة "صوم وصلاة" وضعت في أكيسة خاصّة، وقد كُتب عليها تفاصيلها بخطّ يده؛ ممّا اضطر العلماء إلى توزيعها على طالبيها!!!، ويقول الحفيد: حينما سألت أبي وجدّي لماذا لم يقم اليزدي بتوزيعها في حياته؟! فأجابوني: لقد كان السيّد اليزدي محتاطاً جدّاً لا يثق بأيّ شخص، وكان يخشى من أن يأخذ طلّاب الحوزة مبالغ هذه العبادات الاستئجاريّة فيصرفونها ولا يؤدّونها!! [كتاب مرگى در نور بالفارسيّة، ص96].

أقول: أترك التعليق على طبيعة هذه القصّة ورواتها وألمها وحرارتها ومأساتها إلى القارئ الفطن، ولكنّي لا أشكّ إن من يعيش هذه الدرجة من الوسواس في حياته اليوميّة سيملأ رسالته العمليّة احتياطات لم ينزل الله بها من سلطان مهما كان فقيهاً موضوعيّاً، والضحيّة حتّى هذه الّلحظة هم: أولاد الخايبة الذين يقرؤون في بداية رسائل مراجعهم إن العمل بهذه الرسالة مجزئ ومبرئ للذمّة، ولله في خلقه شؤون.

 

ملاحظة منهجيّة

ربّما يحاول باحث أن يشكّك في سند هذه الرواية؛ وذلك لأنّ الصراع بين الآخوند الخراساني والسيّد اليزدي في قضيّة المشروطة والمستبدّة وصل إلى حدّ التكفير والتفسيق، ولكنّي استبعد تماماً أن تكون هذه القصّة بهذه الصيغة وبهذه الأرقام وبهذه التفاصيل ملفّقة، خصوصاً وإن واقع مرجعيّاتنا الماضية والحاضرة والمستقبليّة يصدّقها أيضاً، ليس في العبادات الاستيجاريّة فحسب، بل في عموم الحقوق الشرعيّة، والله الهادي إلى سبيل الصواب.

 

میثاق العسر.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم