صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: حقيقة الاسلام الغائبة (8): الثوابت الوطنية والقيم الأخلاقية هي الاساس في الأسلام فأين هم منها اليوم؟

abduljabar alobaydiمن يقرأ تاريخ العراق القديم يرى ان العراقيين سعوا للاصلاح منذ عهد السومرين حين طغى الفساد على مؤسساتهم الوطنية، كما هي محاولات الاصلاح اليوم، وبعد ان سيطر الفساد على مؤسساتهم الرسمية، ففي عام 2100 قبل الميلاد كتب آور نمو السومري قانونه الذي سبق فيه قانون حمورابي المكون من (282) مادة بثلثة قرون، والذي اختص بسن التشريعات او ما يعرف بالاصلاحات الحكومية واعتمد فيه على مبدأ التطبيق وليس الأشهار، حين سعى الى عدالة التوزيع وتوحيد المكاييل والموازين والتخلص من الاستغلال وفرض القانون بالقوة على مؤسسات الحكومة حتى تعود عليه الناس وأصبح عادة مطبقة دون رقابة وعاشت الدولة مع القانون حتى مجيء العهد الأكدي الأول، كما هو القانون في اوربا وامريكا حين تحولت فوضى العصور الوسطى الى قانون ملزم في التطبيق بعد الثورة الفرنسية عام 1789.

ونص القانون على أقامة العدل في البلاد، والقضاء على الفساد الاقتصادي والرشوة ونهب المال العام، وقد حوى القانون على (31 مادة) بهذا الخصوص رافقه التطبيق القصري للقانون، ومحاكمة كل من اخل بالدولة ومؤسساتها،

فأين نحن اليوم من مسائلة الحاكمين ..؟

لقدعالج القانون السومري، الاحوال الشخصية، وتثبيت حقوق المرأة والرجل بالتساوي، وخاصة في الزواج والطلاق، وحقوق الابناء والوصية والأرث، وعالج في بعض مواده التزوير وشهادات الزور، وفرض عليها اشد العقوبات منها التشهير بالمزور امام الناس، وامر بمقاطعته اجتماعيا.وأحتلت قوانين الأمن العام والتجارة والزراعة المكانة الاهم في الاصلاح والمراقبة لكونها كانت مصدر موارد البلاد .هذا القانون بحاجة الى أحيائه وادخاله في المنهج الدراسي لتذكير الاجيال بتاريخنا القديم في احترام القانون وتطبيقه. انظر المدونة السومرية في المتحف العراقي، لربما سرقت اليوم وبيعت للأخرين .. كما بيعت مدونة التوراة والأخريات علنا وبالتلفزيون دون حياء من الله والوطن والمواطنين من قبل مسؤلينا في سفارات الحاكمين...؟ فمن يسائل من في دولة ضاعت فيها القيم والقانون؟

وكان في القانون السومري أيضاً، فصلاً عن الوطن وحمايته وعدم المساس بثوابته الوطنية، حين اعتبر الخيانة الوطنية جرم يعاقب عليها بالموت، فاين لنا من محاسبة من باعوا الماء والأرض والنفط والحدود وبدلوا حتى خارطة الدولة الوطنية بخارطة جديدة ليس لها من اصل في التثبيت .وحين نادينا وصرخنا بوجوههم، لا ما هكذا تباع الاوطان قالوا: تلك خطوط حمراء ليس من حق احد التدخل فيها، كلام سمعته بأذني من فالح الفياض في واشنطن في احدى الأمسيات وبحضور عشرات العراقيين ...؟؟، واستمر القانون حتى ظهور قانون حمورابي من بعده على عهد البابليين، ذلك القانون الذي بقي شاهدا على اصرار العراقيين في تكوين دولة القانون .؟ حتى تحقق لهم في عهد الحمورابيين . فلماذا نحن نتوقف عن المطالبة في دولة ضاعت فيها الحقوق والقانون؟

 علينا ان نُذكرسراق المال العام في دولة العراق الحالية وتنكرهم للشعب وخيانة الامانة بالتزوير دون اي اعتبار للمجتمع والدين، ...؟فأين لنا اليوم من اعتماد نظام ديني آلهي يعتمد الوحي والرسالة والفرقان والنبوة الآلهية التي تضمن المساواة في الحقوق الاساسية مثل الحرية والسلام والكرامة وهم يطبقون العكس في كل نص ورد في القرآن والسيرة النبوية بعد ان حولوهما الى تهريج؟، فهل من الجائز الخروج على النص ونكتفي بمظهرية الصوم والصلاة وتراث الميتن ونكذب على المواطنين ..؟ أخي المواطن المظلوم هؤلاء من قتلوك ونهبوا وطنك وباعوه للمجاورين؟ فقاتلهم حتى النهاية أنه حق مقدس لا يعفى منه المقصرون؟

بيننا وبين آور نموا اكثر من اربعة آلاف سنة... تصور فرق الزمن في دولة القانون الجديدة ...؟

 يمر العراق اليوم بمحنة قاسية ما مرَ بها في تاريخه القديم والحديث، نتيجة استهتاروعمالة زعاماته الجديدة التي غيبت الوطن من فكرها ووجدانها حين آوهموا الجماهير بالأخلاص وهم منه براء؟، وتقف المؤسسات الرئيسية الثلاث اليوم بأكلها ضد مصلحة الوطن والمواطنين من اجل المصالح السياسية الضيقة ولم ينتبهوا ان الوطن قد وصل الى ادنى مراحل الأنهيار والتدمير. حين ضربت الثوابت الوطنية في الأرض والمال والمياه وحتى خارطة الوطن الوطنية حين تعرضت للتبديل، واليوم بدلا من ان يتخذوا اعادة محافظة الموصل من داعش الى حضن الوطن وبداية كفكفة الجراح، ترى كل واحد منهم يتجه لمطامعه من اجل تثبيت مركزه لا مركز الوطن، بعد ان ضاعت الدولة وسقطت منذ 2003 واصبحت اليوم سلطة لا دولة لها مقومات دولة المواطنيبن.متذرعين بالوطنية الكاذبة ومصلحة المواطنين وهم منها براء؟، متناسين بنودالدستور الذي ينص على الحفاظ على وحدة اراضي الوطن دون تبديل .والدستور يقول، لا قانون يتعارض مع احكام الدستور ومع التشريع . المادة الثانية من الدستور؟

كفوا ايديكم عن الموصل الحدباء فهي ملك العراقيين اولا ثم ملك الموصليين ثانياً، لا ملك الاتراك والسعوديين والايرانيين وأتباعهم من خونة التاريخ؟، هؤلاء جميعا لن ينفعوكم ايها العملاء، وانما الوطن هو البديل، وستندمون غدا لأنكم سرقتم ماله وقتلتم علماؤه وضباطه والطيارين وخربتم دولته وأشعتم فيه ثقافة العداء المذهبي الباطل بين المواطنين، وشجعتم السرقة واهمال الثوابت الوطنية بين المواطنين .فقد كانت هي ذخيرتكم التي لا تعوض.لكن الحدث جلل والرجال صغار في معركة القدر والتحرير.لا ما هذا هو تاريخ العراقيين منذ عهد السومريين؟

 وأخيراً كان أقرارهم لقانون العفو العام بصيغته الحالية، ما هو الا تدليس مغلف بالرحمة والحقوق، غلفوه بأعفاء كل المجرمين وسراق المال العام والتجاوز على حقو ق المواطنين، بحجة العفو عن المظلومين لينجوا هم وشركاؤهم من المتجاوزين على الثوابت الوطنية والمال العام من محاسبة القانون .. ولا عتب عليهم فبين الكبار والأرهابين عقود مصدقة في السرقة والحرق والسرقة والتدمير، كلمة حق اريد بها باطل ..؟

 في مخالفات القانون، والتستر على باطل اصحابها في اختراق الدستور والقانون...؟ واليوم ظهرت لدينا ابتكارات جديدة قديمة هي حرق الوزارات لأخفاء جريمة ملفات السرقات خوفا من القانون؟ . وتهديد الكتل (الكردستانية مثالاً) بالتدمير ان هم اخرجوا وزيرا منهم للمحاسبة والتحقيق؟ وكأننا اصبحنا نعيش في دولة القرقوشيين .

ان انهيار القيم الحياتية المقدسة عند الحاكمين اليوم، وشيوع نظريات الفساد والتعامل معها باعتبارها شطارة، أسقطت عنهم قدسية النضال وفكر المخلصين الذين ضحى المهندس والطبيب والعالم من اجل اليوم الموعود حين كان يدافع عن حزب الدعوة وصدام ينفذ فيهم مشانق المخلصين..، والقادمون الجدد عمدوا الى تصفية كل كفاءات الوطن بأمر من اسيادهم الشرقيين . فعملك يا حزب الدعوة اصبح اليوم محرماً وحراماً في اختراقك للقانون، أرحل ولا تتكلم وتدعي الوفاء بالعهد وأهل البيت وحسينك (ع) براء منك فأنت اول الخائنين . وهذا هو ما عليه المسئول اليوم بالضبط حتى اصبح.. مثالا للخاسرين من خونة التاريخ .لقد صدق القائد النازي حين قال:" ان احقر الناس في نظري هم من ساعدوني على احتلال اوطانهم".

فهل كانت عقيدة الاسلام هي الخطأ الاساس في السياسة والدين ..؟

ان سيرة السياسيين الحاليين وتابعيهم التي تبقى تتغذى على الخيانة والانحراف تبقى ناقصة وجائعة على الدوام، ... فالمؤمن لا يسرق بلاده، ولا يعمل مع اعدائه، بل يحاسب نفسه، فالمال والشهرة لا تعني ان لك قيمة . فالذين لا يتذكرون الحق والعدل والوفاء للمبادىء التي مات من اجلها الشهداء محكوم عليهم بتكرار أخطائه. لقد وعت الجماهير، وتغيرت الأفكار، وتبدلت الامور، فلا تغلفوا كل باطل بغلاف الدين، وعليك يا مقتدى ان تكون صاحب كلمة ولا تضحك على الجماهير، فقد اصبحت ندااتُك مستهلكة بين الجماهير .

يقول الحق "، وألوا أستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غداً، الجن 16"

أيها الحاكمون ...

لا تحسبوا ان الصمت جبنُ، أو ضعف، فالأرض صامته ولكن في جوفها بركان.فهل تتذكرون؟؟ فهل ستبقون تخاطبون الناس بكلام المايكرفونات المعهودة وقوانينكم تطبق بأنتقائية التطبيق، .ان الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بتكرار أخطائه .

ان الألتزام بكلمة التقوى تطبيق ملزم على المؤمنين – وانتم ليسوا منهم -، فقد جاءت آياتها في خمس عشرة مرة ضمن الايات الحدية الواجبة التنفيذ، "الانعام 152-153 "اي هي كالصلاة والصوم والأمانة على المؤمنين بالله ورسوله وكتبه واليوم الأخر. واي خروج عليها فهو خروج على قيم الوطن والدين . والايات الحدية ليست خيارا في هذا او ذاك، بل هي واجبة ملزمة قابلة للتنفيذ ولا مسامحة فيها ولا تهاون ابدا، هذا هو المشروع الاسلامي المحمدي الصحيح، الذي له ثبات العزم والصبر على التنفيذ، فلا نريدكم ان تبقوا لغزاً ملفوفا بالغموض. طبعاً اذا كنتم تؤمنون بدين .. وأنا أشك في ذلك؟

 يقول الحق، " أفمن أسَسَ بنيانهُ على تقوى من الله ِ خيرُ أم من أسَسَ بنيانهُ على شفا جرفٍ هارٍ فأنهار به في نار جهنم والله لا يهدي القومَ الظالمين .، التوبة 109 .

فهل يتفكرون الذين جاؤا يحاربون دكتاتورية صدام، وهم اليوم يكررون؟ حتى اصبحوا في عيون الناس أحقر من حضيرة خنزير لئيم؟ لو كانوا رجالا لخرجوا للشارع وتفقدوا مخيمات ومآسي النازحين من المواطنين، ولوضعوا الله في عيونهم لتحرير الأرض والمواطنين؟.لكن هذا لا يهمهم ماداموا هم وأولادهم النزق من المؤَمَنين ...هناك في اوربا وعمان ودبي عند الأخرين؟

 لقد مات نلسن مندلا رئيس جمهورية افريقيا الجنوبية المخلص لأهله ووطنه وأوصى ان لا يدفنه الا اهله والمواطنون، اما أنتم ستشيعكم اللعنة الأبدية، وستدفنون في مزابل التاريخ. ..؟

.ولكن لا عتب على الرئاسات الثلاث المخترقة للدستور في المادة 18 رابعا دون الأصول واهتمام الناس والقانون كما يقول القرآن الكريم، "يأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم".لكن هنا بتقصد مقصود، ويدرون أنهم يدرون؟.فالذنب هنا مضاعف عليهم وأكثرمن الغافلين .

الدولة ليست ملكا لاحد بل هي ملك الشعب، والتغيير السياسي ما جاء من اجل طبقة الاكليروس بل جاء من اجل الشعب كل الشعب، فآيات القرآن جاءت بصائر لتحديد العلاقة بين الموجود في الأعيان، وصور الموجودات في الأذهان .فنحن نمر اليوم بأزمة فقهية حادة، تدعونا الى فقه جديد معاصر، وصياغة النظرية المعرفية في جدل الانسان لنتخلص مما فرض على وطننا العزيز من اعدائه الذين يحكمون وليست اقوالا عند المشعوذين – سليماني الوصي عليهم اليوم مثالاً-، لذا فنحن في التقوى لسنا بحاجة الى رقيب، من يتخلى عنها عليه ان ينفض يده من حكم الدولة ومسئولية الشعب، والا فهو في منتظر العقاب ومن الخاسرين.

 اما العدل في الاسلام فهو ليس كلمة تؤخذ من قواميس اللغة لتفسيرها لغويا عند التطبيق، فالعدل في الاسلام هومجموعة القوانين الموضوعيةالناطقة في تنظيم الوجودالانساني وظاهر الطبيعة والاحداث الانسانية وكيفية التعامل معها بحكمة ودراية وتنفيذ ها بدقة فالقانون، ليس هو الذي نحكم به نهاراً ونزمر به ليلاً، بل هو العدل في التطبيق، فهل يعي القضاء الباطل اليوم حقيقة المشروع الاسلامي الصحيح وليس المزيف بأسم فقهاء الدين، الذي به يتغنى باطلا امام الله والجماهير ..؟.

 ان صيغة العدل في القرآن صيغة تعبدية، وهذا لايعني التعبد بالمفهوم العام للتعبد بل الصيغة التطبيقية به، فقد ذكر العدل في اكثر من 360 مرة في القرآن بصقة الالزام، يقول الحق، " ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل، النساء 58" ويقول الحق، " واذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله آوفوا...الأنعام 152". شعارات كتبت في دساتيرنا ورفعها القضاة فوق روؤسهم وهم أول الناكثين. فاين انتم من النص المقدس ان كنتم تؤمنون بدين؟ لم تذكر الشرائع السابقة واللاحقة للقرآن مثل هذا النص المحدد الملزم والواجب التنفيذ، مثل هذا النص الذي يدرس بمدارس الحقوق، ويعتبر في غاية الدقة في تطبيق العدالة بين الناس وهو مغيب الان في العراق في غالبية الحالات وفي كل مجالات الحياة العراقية دون استثناء،

السرقة شملت الدولة من الفراش حتى رئيس الجمهورية الذي يتغنى بأنه المحافظ على الدستور، وهو اول السارقين بأستغلال الرئاسة له ولعائلته وبناته المقربين؟ والتقاعد والتعيين مختلف بين المواطنين حتى بين الشريحة الواحدة، أنظر تعينات الرئيس لبناته برواتبهن اللا معقولة، والاقربين وحراسه الألاف من الاكراد التابعين . والا هل يجوز لزيباري ان يرافقه 450 من الحراس اكثر من نصفهم من الفضائيين، فأين القسم والاخلاق ودين المسلمين؟هل هذا يجوز في اعراف الله و القوانين؟ اين أنت يافتلاوي ويا عالية أنصيف حين وقفت بالضد من المخلصين..وسرقاتكن مسجلة في سجلات الحاكمين؟

ألم يكن الشعب كله من العراقيين ويعرف ألاعيب الخونة والمارقين؟

لقد حان الوقت لأنتقام الشعب من الحاكمين الفاسدين، والتخلي عن التعصب الأعمى بين المواطنين، ويجب الاعتراف بأن الحقيقة الدينية تتغير وتتطور وليست مطلقة ومنقوشة فوق حجر، فالقرآن الكريم ثابت في محتواه لكنه متغير في المعنى والمحتوى فهل يدركون؟. ان الدين لا يكون دولة، ...لكنه يكون مراقبا على الفاسدين، هكذا كانت جماعة محمد(ص)...فكيف اذا كان رجل الدين هو من الفاسدين؟؟

فلا زالت قوانينكم هي أقوال الذين غلفوا الباطل بالدين ...؟؟

اما العهد، فقد جاء بآية حدية ملزمة واجبة التنفيذ (وبعهد الله أوفوا الانعام 152). وهي ليست بوصية عادية بل اصبحت عهدا بين الذي اقسمتم به وبين الله، لا بين انسان وانسان اخر، والعهد هنا يختلف حتى على اداء الامانات بين الناس فلا مرونة فيه ابدا، فالخيانة والتقصير مرفوض من رب العالمين، أنظر الآية 43، 120 من سورة التوبة، لذا فان حنث اليمين في الاسلام يدخل ضمن المحرمات القطعية التي يعاقب عليها القانون. فكيف اذا كلكم حنثتم اليمين دون رهبة من قانون؟ .

فحالكم اليوم حال الشيطان ابو رغال الذي ترميه الحجيج...كل سنة بحجارة من سجيل؟ فهل تملكون اليوم مشروعا للدولة بعد التحرير؟اعلنوه لنا لنسمع منكم ايها الأفاكون ...؟

لكنكم كلكم تتكلمون عن نظرية الاصلاح وانتم لها كارهون وكاذبون. ان الثروة التي كدستموها في أيديكم لن ولن تستطيعوا بها شراء الوطن والمواطنين وغدا ستستولي عليها البنوك الخارجية، كما استولت على اموال الشاه وغيره من السارقين .، فمصائر الشعوب بأيديها وجهلة انتم ان اعتقدتم عليها من القادرين . أرصدتكم المنهوبة من خبز المواطنين هي سُمٍ زعاف في بطون الناهبين .

الرجال الحقيقيون يُعرفون بصمودهم عند مواجهة اللحظات الحرجة في حياتهم وخاصة عندما تواجه الأوطان المِحن؟ فهل أنتم منهم فلا تبقوا بلا ارواح كأحجار التماثيل ...؟ لن نسكت عنكم ابدا حتى لو ضاع حقنا عندكم الى الآبد...

كما قال امير المؤمنين (ع)، حين سكت أهل الحق عن الباطل، ظن أهل الباطل أنهم على حق .فالشعب سوف لن يسكت عنكم حتى تعترفوا بالحقوق ....

ان من اسباب فشلكم هو عدم الاعتراف بالخطأ، فالنقد لأنفسكم اساس التقدم اذا كان صحيحا، لكنكم من الكاذبين، ونقد التصرف الديني الخاطىء اساس كل نقد؟

حوادثنا اليوم جلل، لكن الرجال صغار، لأن الاغلبية جهلاء، والنخبة جبناء، فكونوا من الواعين، لأن التفرد بالسلطة كما زرعتها سياسة دولة القانون وأقليم الشماليين (أخذناها وبعد ما ننطيها) لا تصنع وطن، فالوعي والالتزام هما الذين يصنعان الأوطان، فهدفهم اليوم ايها المواطن ان يجعلونك فاقدا للوعي وهم الحاكمون..لكنهم خابوا لأنهم لم يستشيروا المخلصين .

لا تعتب عليهم اخي المواطن، فأنهم اصحاب دنيا .يكرهون العلم والاخلاق والوطن والدين، خونة وسراق ماكرين، والا هل من المعقول ان يعترف المالكي بالفشل في ادارة الدولة ويساهم باحتلال داعش للموصل ويبقى دون حساب، واليوم يستميتون الأكراد في الدفاع عن زيباري الذي دمر المال والوطن معاً وهم يدرون بخيانته ويدرون، وهل من المعقول ان يعترف مشعان الجبوري وحيدر الملا وحنان الفتلاوي بالسرقة والخيانة علناُ دون حساب ودون عقاب ..؟ ويدعون انهم يمثلون الشعب؟ الهذه الدرجة يستهترون بالناس والقانون؟

ولنعلم جميعا...ان تقديس النص دون تطبيق ...هو ألغاء للواقع...؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم