صحيفة المثقف

ملهم الملائكة: حذارِ فقد تَجرَح الزميلة!

mulehim almalaekaبحكم الزمالة في العمل تزول حواجز المجاملة وحدود التكلّف الرسمي في العلاقة بين الرجال والنساء بمرو الوقت، ومع ذلك فإن الحاجز الجنسي يبقى قائما بينهما، فهما جنسان من البشر وليسا جنسا واحد، وفي هذا فرق شاسع كبير. 

كقواعد عامة للعمل يُوصى الرجال خاصة بمراعاة الحدود في التعامل مع الزميلات، ولكن بعض الزميلات يكنّ أحيانا هنّ البادئات بكسر حدود الزمالة وصولا الى مساحات أكثر حميمية. هذه محطات في العلاقة بين النساء والرجال في العمل .

 *بعض النساء ينظرن الى عبارات الاستحسان الجسدي والجمالي أو عبارات استحسان الملابس باعتبارها تتضمن إشارة مسبقة الى أن المرأة لم تكن في السابق أنيقة أو جميلة، لذا قد تجيب إحداهن بشكل عنيف غير متوقع، من قبيل قولها" ولكني أنيقة دائما !"، أو " هل تعني أنّي كنتُ قبيحة دائما واليوم أبدو جميلة ؟!".

*حين تكون الزميلة رئيسة لعدة رجال، تصبح المعادلة اصعب، فحدتها ورد فعلها العصبي أحيانا تدفع الرجال الى وصفها بأنها "مسترجلة" وقد يبالغ أحدهم فيطلق العبارة في وجهها بالقول" لم أنتظر أن تكلمني امرأة بهذه الطريقة" وهو ما يمثل طعنا بأنوثتها، وقد يتطور الى ما لا يحمد عقباه بينهما.

*لا تقبل المرأة قط مجاملة من زميل ذكر تتعلق بدورتها الشهرية، بعض الرجال ينظرون الى هذا الأمر باعتباره سببا للمجاملة والتبسط في الحديث، لكن الغالب الأعم من النساء يعتبر ذلك أمرا بالغ الخصوصية ويرفض أيّ تعليق بشأنه من أي زميل. وقد تتعرض المرأة في العمل الى إجهاد أو تبدو شاحبة بسبب دورتها الشهرية، لكنها ترفض أي إشارة من أيّ أحد لهذه الحالة.

*قبل أن تجامل زميلة العمل بعبارة تبدو بريئة ولا تتردد أن تقولها لصديقاتك، عليك أن تتروى، وعبارات التحبب على وجه الخصوص تبدو محفوفة بالمجازفة. وهكذا فإن كلمات مثل " يا حلوتي" أو " يا عسل" أو "يا قشطة الصباح"، تصبح سببا يستفز الزميلة ، خاصة إذا كان بينكما بعض التنافس، فتعتبرها الزميلة عبارة ازدراء تريد بها إستصغارها. أو أنّها ترى فيها كلمات تحرش، ترفضها بشدة.

* عبارات استحسان الشكل، ومنها "تبدين أكثر رشاقة وقد فقدت شيئا من الوزن" أو " بهذا الشكل الجديد تبدين أكثر جمالا"، تبدو مستحبة دائما لكن الزميلة المخاطبة  في بعض الأحيان تعتبرها انتقاصا من كفاءتها المهنية ، لأنّ الزملاء الذكور يركزون على الخواص الأنثوية في الزميلة فحسب، وهو ما قد يثير غضبها. كما أنّ بعض الزميلات يرفضن المجاملات المتعلقة بالمحاسن الجسدية باعتبارها تكشف عن علاقة صميمة بالمتحدث وهو ما يرفضنه في الغالب.

*"لقد حصلت على هذه الوظيفة لمجرد كونك امرأة " ، تتردد هذه العبارة على ألسنة الزملاء الرجال في كل مناسبة يشعر فيها أحدهم بالإحباط المهني إزاء إحدى الزميلات ، وهي بالنسبة للمرأة إساءة مطلقة تطعن في كفاءتها، حتى إذا قالها المتحدث بما يفسر بأنّه حسن نية، من قبيل القول" ها ها ها، أنت هنا بموجب نظام الكوتا، وبهذا نقبل وجودك كيفما يكون".

*المرأة في المجتمعات المتحضرة موزّعة بين البيت ومسؤولياته وبين العمل وإنجازاته وتحدياته، وأيّ إشارة الى أنّ الترقّي في العمل قد يضر بموقعها في بيتها، يمكن أن تُغضب الزميلة وتدفعها للثورة على زميلها والرد عليه بخشونة، لاسيما في الحالات التي تكون فيها المرأة مرشحة لمنصب قيادي في العمل.

*هناك عبارات تتعلق بالنوع الجنسي وباتت كليشيهات متداولة بين البعض، لكن تداولها في العمل يمكن ان يثير مشكلة، ومن أخطرها عبارة " بالنسبة لإنجازك هذا فأنا أرفع لك القبعة ، آخذا بنظر الإعتبار أنّكِ امرأة "، فغالبا ما تأتي بعد العبارة عاصفة، لاسيما إذا كانت المرأة من الناشطات النسويات.

* الأسئلة الشائعة الصعبة حسب موقع "لايف هاكر" الأمريكي:

" هل أنتِ متزوجة"؟

" هل عندكِ أطفال"؟

"هل أنتِ حامل"؟

يمكن أن تُثير عاصفة من المشكلات والعواطف غير المحسوبة، ففي المجتمع الشرقي تتضمن هذه الأسئلة إشارات خفية الى العنوسة المتوقعة، أو أنّ المرأة عاقر لا تنجب، أو أنّها محسودة لأنها حامل، أو أنّ الرجل لا يحق له أن يفتح مع المرأة مواضيع بهذه الخصوصية. لذا قد تأتي الإجابة غير متوقعة: عاصفة من البكاء، أو انفجار بعبارات جارحة تتعلق بفضول لا يليق بك كرجل، أو بعبارات جارحة تتعلق بأنك متحرش جنسيا بزميلة العمل وقليل الأدب ولا تحسن التعامل مع النساء، وصولا الى كارثة تتعلق بالعرض وحفظ أعراض الناس !

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم