صحيفة المثقف

صدام فهد الاسدي: أطواق الندى

sadam alasadiخسارتان في حياتي الجامعية المرحوم د. حسن جبار الشمسي ابو علي والمرحوم د. صيوان خضير ابو بهاء


 

 

أطواق الندى / صدام فهد الاسدي

 

قفوا صفا ً معا ً وقفوا جماعة

لصيوان نقول له وداعا

وصلوا ال طه ثم مروا

بفاتحة تكون له القناعا

لقد ننسى الجميع وما نسينا

فصوته قد يرن بكل قاعا

 

صيوانُ شبت نارهُ في اضلعي

فذبحُت خيط كتابتيِ وتوجعيِ

جئتُ الى صيوانَ ازحفُ باكياً

وفداه قلبي قبلَ خطوي الاوسع

حالاً سأرثيهِ هنا بقصيدتي

منْ ذا سيرثيني غداً في مصرعي

طفلٌ انا ابكي اودعُ نجمةً

شاب ٌ تعلمت البكاء قضيتها

كهل ٌ وقد زدت البكاء لأنني

(حسناً) مضى و اليوم افقدُ مطلعي

الهم يغزوني بغزو افضع

ابكي كطفل ما شبعت بمطمعي

طوبى لهذا الدهرِ يحفرُ حفرةً

للمرءِ انقى من عذوبةِ منبعي

يا كاملَ الاخلاقِ مثلكَ لم ار

قد ذابَ للعلمِ الكبيرِ الاروع

قالوا سكنتَ هنا الترابَ و نظرةً

و تركتَ قلبي في هشيم مفجع

هل تقدرُ الخنساءُ تحضرُ مرةً

صيوان قل لبهاء يفخر فخره

تنعاكَ اذ صخراً اخاها تدعي

فأبوه رباه بقلب انصع

و الان ذا حظي تكون خسارتي

خذني لقبرك كي اراك بنظرة

(صيوان) ارفعْ في يديك تضرعي

لا بد منها ان اراك بمهجع

لا تبخلْ التوديعَ كلٌ راحلٌ

الدهر يختار الذين نحبهم

اتريدُ من دنيا تمل بمطمعي

لكن من تاهوا غدو في مسمع

تتكاثرُ الاسبابُ في صدماتها

الدهر يعطينا الخسارة دائما

و مثيلَ موتٍ قربِ موتٍ ابشع

وصبرنا صبراً  لن يعود بمقنع

يا عاشقاً دربَ الحسين اما ترى

اهل القبور تحية من زائرٍ

اهل القبور فقد يفوز جميعكم

سحر الحسين بكلِ قلبٍ ناصع

وغدا سألقى ظلكم في مخدع

في حب اهل البيت طابت اشرع

ما كان ذا وجهين يفرشُ رَوحه

للناس شمعاً في طريقِ رائع

و لكم ينوحُ على العراقِ بحزنهِ

وحملتَ هماً في جفافٍ مصقع

من ذاْ يعزيني على فقدي له

مهما العزاء يدر حـــالا ادمعي

ملكَ الفصاحةِ والكلامُ وقد علا

لا يخدعنّك من الزمان المدعي

كم كنتُ اشربُ من منابعِ روحه

ليطيحَ نيرانَ البكا من اشرعي

غرقى السفينة اذ نست بحَارها

وقضيةُ الاعصارِ يجهد في السعي

قالوا : ضفافَ النجمِ يسرقُ من دمي

ضوءا ًونور الشمس يسرق مخدعي

وتراهُ قدمّ للعراقِ علومهَ

هل تسال الاجيال هل من سامعِ ؟

فركبتُ خيطً الصبر اطوي نصفهَ

ونسجتُ اطواقَ الندى من اضلعي

حريتي الحمراء اعرفُ وزنَها

صارت كلاماً في حديث مدقع

فقصيدتي لولاكَ يسكتُ نبضُها

ابداً وما نلت الجزاء بمقطعي

وجهدتَ يا (صيوانُ) عمركَ متعباَ

في الماء غاص الماء بين اصابعي

من ذا يثيرُ الغيمَ كي يسقي به

الامَ قلبي من يــرد مواجــعي

ساءلتُ ربــي ليلـةَ برحيلهِ

هل فوق تلك الارض ما يجري معي؟

وعرفتني عندي الوفاءُ قضيةُ

في ثوبِ عزٍ قانعٍ مترفع

لو تمسكُ الدرَ الوفيرَ لقلتها

ابداً فما عفتُ الحسينَ بمصرع

الله عندي والحسين قضتي

 

ولظالمٌ عضّ الاكفَ بظلمهِ

مهما تكالبني الكلابُ بمشرع

 

من اينَ يهربُ من عقابِ المبدع ؟

نمْ يا صديقي مطمئنا ً عندهُ

وسقاكَ ربي من غديرٍ لامع

اابا بهاءٍ تحزن الدنيا له

 

يتفجر البركان من ارواحنا

صيوان زكى في الحياة جهوده

و قصيدتي لولاك يبتر حرفها

وعرفتني عند الوفاء خويدما

لو تمسك الدر الثمين اصابعي

لو يعبد الانسان قيمة ماله

نادي عليا ً في كواكب عزه

صيوان اصبح قيمة في بصرتي

يا (كرمة) في سيلِ قبرٍ اشفعي

 

لو تم دفنه في تراب ملفع

اعطى لنا شيئا بليل بلفع

ابدا وما جدت الرثاء لمفزع

في ثوب عز قانعٍ مترفع ِ

سأقول للكف المحال تمتعي

سأقولها لله وحده اركعي

ومن الحسين رحيق زهوٍ ارفعي

فترحموا نفس الفقيد الاروع

 

الاستاذ الدكتور صدام فهد طاهر الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم