صحيفة المثقف

ترانيم شجية

حوارية شعرية

من وحي الاساطير

 

ترانيم شجية (1)

زاحم جهاد مطر ورند الربيعي

 

عشتار

يا من تحمل سر الحياة و الفناء

الى متى تتقلبين بين احضان العشاق

كفراشة حائرة تبحث عن زهرة بين الاشواك

من الشوك لا يجنى العنب ؛ لا يجنى العنب من الشوك

ايتها الظمْأَى الى متى اللهاث و ليس في الصحراء غير السراب

تعالي الى مروجي اسقيك من شفاهي بماء رضاب

تعالي اليَّ لتترفق ساعداي وتطويك مثل خيوط الحرير

كما يطوي النسيم سنابل الربيع والزنابق بأِلطاف

فتميل و تنثني و تتأود الاعطاف جذلة لطيب العناق

تعالي في احضاني و تنهدي زفراتك الحرّى

دعي رغباتك الجامحة تمور و تضطرب مع الاشواق

لتهدأ بعد حين بلمسة من حنين مثل الأمواج

عندما تذوب عند الشواطئ و تنتهي

سيدتي ضعي يدك بيدي و لا تتمنعي

لنرقص رقصة الحياة المقدسة في هذا الليل البهيج

مع نجمة الصباح حتى الصباح

يا من جعلتك الاقدار بحرا من اللذة لا نهاية لك

يا شجرة للجمال لا يورق الربيع الا بك

لا يورق الربيع الا بك يا شجرة الجمال

فقد طفقت البراعم تتفتح عن عروش الاغصان و الاوراق

.

تموز

يا من تحمل بذرة الخصب و النماء

تركت صحراء كبريائي و سراب عشاقي

اتيتك وانا الضمأى وكلي رغبة

لهفاتي براكين هائجة بين ضلوعي

تنشد اللقاء المقدس

على مخادع العشق السرمدي في بيت الحياة

بمرأى و مباركة من الآلهة العظام

لا حياة دونك يا تموز يا تموز لا حياة دونك

مثل فراشة كنت انا اتقلب بين الاشواك

غافلة كنت وانا الباحثة عن الماء للارتواء

ايها المبارك لملم اجزائي المبعثرة في احضانك

خذ بيدي الى حيث ريح الصبا تداعب الاغصان

هناك حيث القمر ينثر ابريز النور على السفوح

و اعالي الاشجار وتلون وجوه الانهار

ايها المشرق مثل الصباح و البهي مثل البدر

دع شمالك تحت رأسي و يمينك تعانقني

وان عسعس الليل اتركني تحت ظلالك

اعصر عناقيد كرومي خمرا و ارتشف شهدا

اجعل عشقك يجري سيولا في وهادي

هيا خذني ودعنا نجري الى حيث تريد و اريد

لنرقص معا على انامل الرمال حتى الصباح

 

رند الربيعي/العراق...بغداد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم