صحيفة المثقف

ملحمةُ الصمودِ

نايٌ يُبْكيكِ بِلَوْعَةِ طِفْلٍ

وَجَدَ لُعْبَتَهُ التي ضاعَتْ!

almothaqafnewspaper

ملحمةُ الصمودِ / رند الربيعي

 

حَدُّ الذُهولِ

كانتْ ومازالتْ

بغدادُ مُدهِشةً

تَقِفُ شامخةً،

نخلةٌ عراقيـةٌ

لمْ تُضَيِّعْني بينَ رُكامِ الوَجَعِ

وَدَوِيِّ المدافعِ...،

لمْ تَمْنَعْ مسامعي صوتَك الأَزَلي

أيَّتُها الحامِلَةُ لِشُعْلَةِ النورِ الأبديَّةِ...

دانيةُ القُطوفِ فردَوسُكِ...

رؤومةٌ غروباتُكِ...

أَبْتَهِلُ كَأُمٍّ فَدَتْكِ وحيدَها

تَرجو الربَّ أنْ يَحْميكِ

قَبْلَ أنْ يَرْحَمَهُ،

صَوْتٌ مِنْ بَعيدٍ يَتَرَنَّمُ...

تَضاءَلَتْ أمامَهُ فاجِعَةٌ مَصلوبةٌ

على خِصْرِكِ العَسْجَدي؛

أرواحٌ تدورُ في مطحنةٍ

تَدْفَعُ ضريبةَ الهويَّةِ...

سالتْ منْ بينِ أنامِلِكِ ضمائِرُ مَيِّتَةٌ

نَهَشَتْ أحياءَ أبرياءَ...،

جدائلي يا بغداد...

أَضَعْتُها تَحتَ شَجرةِ الحِنّاءِ

الملأى بِندوبِ الفَقْدِ

عيونٌ تَتَلَصَّصُ للفرَحِ

في آخرِ المأساةِ...

نايٌ يُبْكيكِ بِلَوْعَةِ طِفْلٍ

وَجَدَ لُعْبَتَهُ التي ضاعَتْ!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم