صحيفة المثقف

حلم في ليلة مقمرة

وظلت على طول ذاك الطريق

تعاجل عيني بذاك البريق

almothaqafnewspaper

حلم في ليلة مقمرة.. / جودت العاني

 

سمرتني بنظرتها الساحرة

حتى كأني على موعدٍ

لبضعِ ثوانٍ خلتْ

كالدهرِ في رحلة عابرة..

وكان الزحام اللعين

يحيط بأنيابه

نظرة خجلى

تحومُ يمينًا

تجولُ شمالاً

تموجُ بضحكتها الباهرة..

*  *

كأني أراها على حالها

يهفو على خصرها شالها

وتلك الشفاه

توسطن وجهًا طفوليًا مدورْ..

وتحت عناقيده

يبوح القميص المكورْ..

وما تحته همس

يفر كسربِ القطا

يرفرفُ في مقلته الجمال

يلوح بأطراف حاجبيه الهلال

وما خلف تلك الغيوم

بدا قمرا أنورا..

أعاني مثله شغفًا وسهدا

تعالى حولنا شيئًا مسورْ..

*  *

تراءت وفي معصميها سوار

وفي أصابعها خواتم

يلف على خصرها طوق مقدرْ..

وظلت على طول ذاك الطريق

تعاجل عيني بذاك البريق

بعيدًا عن الأعين الحائرة..

الآمَ ، أيتها النظرة الماكرة..

تدورين حولي بأشيائك الساحرة..؟

*  *

توقفت الحافلة

وعج الرصيف بألوانه السافرة..

ومن بينها كانت

ومن خلف نافذة القاطرة

بانت وفي عينها لهفة

تجتاح أعماقيَ الهادرة..

ثمَ فرتْ

إلى حيث كان الزحام اللعين

ثم غابتْ

عن العين دفعة واحدة..

فهل يستعيد الزمان رهانه

يمضي بعيدًا عن الأعين الشاردة..؟

*  *

وحين استفقت من الحلم

تكسرت المرايا

شظايا

وضاعت وجوه الهوى

وبان الرصيف لنا مقفرا..

تشظت خيالاته في رحاب الزمان

حتى استبانت عوالمه مهجرا..!!

*  *  *

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم