صحيفة المثقف

في مقالة نأت عن الصواب وامتلأت بالأوهام التي تطرب السذج وتثلج قلوب دعاة التعقل والمعرفة زوراً وتفرح أفئدة السرّاق من قاهري الشعب وناهري الجياع .

المقال يتحدث عن موضوع ذي علاقة بالفن لكنه جاء بعيداً عنه وبلغة عنيفة والأحرى أن تكون شفافة رومانسية فبدأت بجملة " تفقأ عيون " وهذه الجملة تفصح عمّا يخامر فكر الناص من عبارات لا يستسيغها فن ولا أدب ولا علم .

لاأعتقد أن السينما والمسرح التي يفترض أن تبحث عن الجمال ورقة النصوص تتقبل عبارات " تفقأ العيون " وإلا عليها تبديل اسمها إلى دائرة  " سمل العيون والعقول" .

وبالرغم من أن كاتب المقال وقع في أخطاء لا يخطأ فيها إلا تلاميذ الإبتدائية فهو يقول في خاتمة نصه " بقي شيء ...على الذين يتقلدون المنصة ويلقون بكلماتهم أن يحسنوا اللغة العربية " وهوفي نصه لايميز الكسرة من الياء ولا حجة له في أنه غلط مطبعي فقد أعادها فكتب (كتبت) كتبتي بالياء و(بل خدمت) بل خدمتي بالياء  .

لا معترض عليه في لوم فاطمة الربيعي في لبسها وهتافها لصدام حسين . ولا نعلم هل رفعت المسدس بوجه أبناء شعبها أم بوجه الغزاة، وكان عليه لوم آخرين وبذلك سيلوم كثر من الفنانين من مسرحيين ومطربين وموسيقيين وتشكيليين وبذلك سينصف عدد كبير من الناس وسأذكر له الكثير من الأمثلة ولكني أسبقها بالقول : حتى يكون منصفاً فليلم القائمين على الثقافة والفن وتقول لهم ما الذي فعلتموه للذين تصدّوا للنظام وقاوموه بالأغنية والشعر فعلى سبيل المثال لا الحصر ماذا فعلتم للفنان الكبير الراحل يوسف العاني وماذا فعلتم للشاعر محمد علي الخفاجي الذي تبوأ المراكز المتقدمة في شعره الإعتيادي والممسرح (ملاحظة اعتراضيّة : شخصياً عندما كنت المدير العام لتربية بغداد الكرخ عام 2005 زارني في مكتبي وطلب محاضرات مدرسية لحاجته المادية فهاتفت مديرة معهد المعلمات فوراً وعينته مشكورة) وماذا فعلتم للمطرب فؤاد سالم المعروف بمواقفه بل ماذا فعلتم للأموات فهذا قبر الجواهري الكبير خارج بلده وأرضه وبعيداً عن محبيه،

والآن أعود إلى حديثنا عن الفنانين، فليقل لنا :

من ألف أغنية (يا كاع ترابج كافوري) ولحنها وغناها

من ألف أغنية (احنة مشينه للحرب) ولحنها وغناها

من ألف أغنية (هالشمس منين طلعت) ولحنها وغناها

هل تنكر أن كبار المطربين مثل (حسين نعمة) و(الياس خضر) و(مائدة نزهت) غنوا لصدام حسين،

هل ينكر أنه على امتداد أرض العراق كانت أكثر من عشرة آلآف صورة فهل يتكرم ويفتينا مَن رسمها؟،

هل تنسى الأفلام الروائية السينمائية مثل الأيام الطويلة والقادسية وغيرها،

من مثل فيها ومن أخرجها ومن كتب السيناريو .

ماذا تريد؟ أترغب بمحاسبة جمهور كبير من الفنانين الذين كانت لهم بصمات واضحة في تاريخ الفن العراقي.

الأجدربه البحث عن البدلاء من ذوي القيمة الفنيّة العالية والذين هم مشاريع لفن زاه وجميل،وليس الثرثرة وتلويث الجو وتسميم الأنفس و" هربجي كرد وعرب رمز النضال ".

سردار محمد سعيد