صحيفة المثقف

هزائم وانتصارات رواية جديدة للقاص محمود سعيد

1204 mahmodsaedضمن سلسلة سرد التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة صدرت رواية بعنوان: "هزائم وانتصارات" للقاص محمود سعيد.

تناولت الرواية إحداث شيقة ومثيرة لشاب من اهل الموصل اسمه سامر عاشها في فترة الثمانينيات حيث كانت الحرب العراقية الإيرانية فاستطاع مع نائب ضابط، من البصرة "ياسين" الهروب من الجبهة والذهاب إلى الشمال، حيث مكثا مدّة. لم يعجبهما البقاء فتسللا إلى دولة إيران ثم بدأا يتنقلان، فمن دولة إيران إلى باكستان الى بنكلادش والهند وتايلند والنيبال ثم التيبت. من خلال التنقل بدأا بتكوين علاقات ومساعدات للطلاب العراقيين بتزوير الهويات وموافقات للجوء وجوازات السفر، ثم اعتقل كلاهما، بحادثتين منفصلتين، فبرز اخلاصهما لبعضهما خلال الاعتقال، إذ لم يرتح أي منهما إلا بعد ان نجح في أطلاق صاحبه، وبعد لجوء ياسين الى الدينمارك، بقي سمير وحده، منغمراً في خدمة اللاجئين العراقيين وغيرهم، وصار لديه عدد من العلاقات العاطفية في هذه الدول.

وسرد القاص روايته بأسلوب سلس وشيق ومشوق لفترة متشابكة متقاطعة ومهمة للعراقيين آنذاك، فظهرت إمكاناته في وصف تأخذ سبق الصدارة كونها تتحدث عن أجواء يندر تكوين القارئ عنها أي تصوّر دون إن يحيا حثيثاتها، مما تضمنته المادة من موضوعات السفر والمعاناة والمخاطرات التي اجتازها البطل الأمر الذي يعطي المادة أو النص المقروء قيمة أدبية عالية.

وفي أحد مقاطع من سرد الرواية:

هتفت: ” أخبرتك من دون المئات لهذه المهمة وألا فهناك من هم أوسم منك اقرب إلى نفسي أتصدق إنني أحببتك”.

ـ “أكل ذلك الحب تمثيل”.

ـ نهضت: ” أصول عمل” تساءل مستغرباً: “يعني انك لم تحبني”.

ـ “بالطبع لا مهمتي اختيارك وأعدادك للعمل هذا لتأهيلك للمهمة”.

ـ هتف بغضب: “أنت أفعى” أكدت على كلماتها: “لا تاجرة قلت لك حين التقينا انا تاجرة كان يجب أن تفكر أن عملت معي ستلتقي أخريات يجدن أصول المهنة. سيتصرفن معك مثلما تصرفت أنا يقتضي هذا العمل ذلك لنبقى متماسكين انحن أطفال نحب ونكره ابتسم مستنكراً: “يالها من مهنة غريبة” قهقهت ساخرة “بل عادية أردت مساعدتك لأنقذك من حياة الصعلكة التي تعيشها” ابتأس “صعلكة””ماذا تعمل” بيع وشراء تجارة” قهقهت ثانية باستهزاء: ” هه، هه، اتسمي هذه تجارة؟ تخدع نفسك: “هه، هه، تجارة مئتا دولار راسمال! تجارة! فق من سبائك ياغبي”.

ـ “انا راضِ بها حتى اقف على رجلي واصل إلى أوربا”

مدت سبابها نحو انفه: “انت متسول” اغمض عينيه: “هذا سباب لا يليق بك” هتفت بما يشبه الصراخ: “ان لم تفعل اخرج حالاً”

ـ حدق به مرارة “لا ترفعي صوتك سأخرج”.

جاءت الرواية بـ 511 صفحة من القطع المتوسط وصمم الغلاف كريم سعدون.

 

رنا محمد نزار  

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم