صحيفة المثقف

أنثى .. وأفخر بأنوثتى

sardar mohamad2وقبل الرحيل، رفضت إلا أن تكون أنثى، تمسح بأنامل كفّها اليمنى الرقيقة نطاف العرق عن جبهتي .

وبأنامل اليسرى تؤجج حريق الأشتهاء .

رهيف أنفاسها يحرك الغصون الصامتة الحفيف .

ويعشوشب الزرع بين الهضاب التي أبدت الحزن على القبرّات المهاجرة تلفاء جذور القصب ويغني لقطرات المطر التي جفت السحاب.

ها هي الحرية يا نسيم فابتسم وكن رقيقاً كنسيم متمرس بالتعلق على جذوع النخل .

قالت يانسيم: بورك تمسكك بترائب الغصون، تهصرها، فترتجف السيقان ثم تنصهر .

بوركتَ فخر الفحولة في ملاعب الأنوثة .

 أيها الصنديد في قطف رمان الصدور وتفاح الخدود والتين والزيتون ومشمش الشفاه والتوت المتلبد بين ضفاف الساقية المترعة بزلال ماء الحياة .

بوركتَ قاتلاً بلا سلاح وسفاح أرواح بلا دم .

بوركت تدركك ميادين الفرش الوثيرة للأجساد الحالمة بالعبارات الأنيقة، بالإسم والفعل بلا تشبيه ولا إستعارات .

بوركتَ تعلق الحروف على جذوع العبارة وتنحرهامن خلاف .

بوركتَ أيها القادم من شاطىء القهر والعطش أتيتك بالضفاف الساحرة فحقق مرادك .

لتغتسل وتزيل أدران اللغة العتيقة وتتجرد من العبارات المتأكسدة على رفوف التراث،

 فينكشف لك كل سرّ خفي، فتحدس ما الفرق بين الغيب والمادة

 بين الخارج والداخل

بين الليونة حين تنبجس من صلب المعاني

وصلادة المعاني حين تغتسل بليونة النصوص.

وصلت إليك قبل وصولك إلي فالزمني ولا تدعني أهرب من بالك فطالما هربت عبارات شعر من خيال الشعراء قبيل رؤية النور.

فلا تستبح بلداًأنت حل في بساتينه ولاتتسلق أجساد العبارات دون رشف رضابها الرائق من يانع شفاه النصوص .

تجلى لك النهر، فاخترق ضفاف الفؤاد .

وانقش في صحائف الجسد كل حل وحرام

دع خصري النحيف يتلوى كجارية ترقص طوال الليل للخليفة ولا تنهض إلا الضحى في قواميس البلاغة .

دعني أمزق النصيف بوحشيّة الخريف .

أسرق من أم الحويرث قارورة عطر

ومن عنان مرآة

ومن النواسي ابنة العنب

فتطفىء القناديل عيونها

وتغض الستائر أبصارها

فقد أعدّ السريروتأجج جمر الوسائد وفار حبر مواقد العقل

وانبجس كالمورد العذب

وعندما يَشبكُ خيط الفجر الأبيض خيط الفجر الأسود

أضع التاج فوق رأسك

كنت أمس الحارث في الأرض المعطاء وأتيت حرثك أنى شثت .

لقد لاح الفجر الشفيف .

قم لتغسل وجهك بماء العاصي ولا تنس المشمشيّة التي خمشت وجه سنينها وشقّت جيب نصيف العمر، واقفة على الضفاف تنتظرانسانها الأليف .

 

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين بيخال والعاصي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم