صحيفة المثقف

كتاب مثير: علاج القراءة

ahmad fadelكيف كانت كلمات بعض الروايات العظيمة سببا في الشفاء من فقدان الشهية كتابة / بيل موني ترجمة / أحمد فاضل

الكاتبة والناقدة الإنكليزية لورا فريمان عرفت بنشاطها الثقافي المميز من خلال كتاباتها في الصحف والمجلات الإنكليزية المرموقة كمجلة، سبيكتاتور، تايمز، صنداي تايمز، ديلي تلغراف، صنداي تلغراف، أبولو، عالم التصميمات الداخلية، ستاندبوينت وملحق التايمز الأدبي، وقد تم إدراج أعمالها في القائمة القصيرة لكاتبة العام لهذا العام في جوائز British Press Awards، درست تاريخ الفن في جامعة كامبريدج وتخرجت منها عام 2010.

تقول في كتابها "علاج القراءة" الصادر حديثا عن دار نشر (ويدينفيلد ونيكلسون) بلندن العاصمة أنها كانت تعاني من فقدان الشهية عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا – الآن هي تبلغ من العمر 30 عاماً - حيث قالت في كتابها الذي هو أشبه بسيرة ذاتية لحياتها أنها :

" بدأت تشعر أن هناك شيئًا خطأً لا يمكن إصلاحه في جسدها فوجدت في كلمات الروايات العظيمة مساعدة حقيقية ساعدها في التغلب على مشاكل فقدان الشهية التي عانت منه كثيرا، ويعرف القراء الذين يتسمون بالعاطفة أن الكتب منقذة للحياة فالأفلام المثيرة والرومانسية يمكن أن تنقلك بعيداً عن آلامك، في حين أن أعظم الأدبيات يمكن لها أن تطمئنك على أن كل شيء قد يثقل على حياتك يمكن التغلب عليه، كان هذا أمر جديد بالنسبة لي وأنا أعاني وقتها من فقدان الشهية عندما أصبت به للمرة الأولى ما جعلني أعيش في عزلة بائسة، ففي أحد أيام الصيف كنت متخوفة من بدء الفصل الدراسي الجديد، شعرت أن هناك شيئا خطأ لا يمكن إصلاحه في جسدي، من هنا بدأت دوامتي مع الجوع والبؤس، هذا هذا هو هوس فقدان الشهية الذاتي الذي اعتقدت أن الطبيب سيقوم بتشخيصه حيث قال لوالدي إن الشفاء قد يستغرق عشر سنوات " .

وتشكل الصفحات الأولى من هذا الكتاب بيانا حيا لما كانت تشعر به فريمان من فقدان الشهية خاصة " الجوع والبؤس "، لكنني لم أجد شيئا من البؤس هنا فقد كانت الكاتبة تهدف إلى وصف كيف أصبحت الكتب دليلاً على تغلبها لذاك الداء، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات على التشخيص كانت تقول إنها كانت أسابيع من الموت ونجت بفضل تمريض أمها وصبرها، وبعد سنوات من الأكل بما فيه الكفاية عثرت فريمان في العشرينات من عمرها على مذكرات سيغفريد ساسون " رجل صيد الثعالب " وإن قراءة الكيفية التي دس بها البيض المسلوق والكاكاو كانت تزرع في مخيلتها فكرة أن " الطعام الدافئ والمخلوط يمكن أن يؤدي إلى حياة أكثر ثراءاً من المتوسط الذي كنت أعيش فيه ".

ثم انتقلت إلى ديكنز ورأت أنها تتوق إلى " أن تغمس ملعقة صغيرة في حساء وجبات ديكنز"

ومن الغريب أن كلمات الروايات العظيمة حققت شيئًا لم تستطع جميع الأمهات من تحقيقه وفريمان تدرك أنه لا توجد فضيلة أخلاقية في الجوع الذي سبب لها عجزًا لسنوات .

فريمان ترافقنا من خلال كتابها في رحلة مبهجة حيث تصف لنا ما حظيت به فيرجينيا وولف من متعة تناولها لمنتجات الألبان وهي نفسها على الأرجح كانت تشكو أيضا من قلة الشهية وذهابها لتناول أشجار الفاكهة والهليون والفطر، فكم هو غريب هذا الكفاح مع وجود كل هذه الوفرة من الغذاء مع توجيهها رسالة في كتابها هذا تقول فيه لمن يشكو من قلة الشهية : " استمروا " .

 

عن / صحيفة ديلي ميل اللندنية

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم