صحيفة المثقف

دموع ٌ على أبوابِ الشمسِ الغاربة

karim abdulah(الى روح اختي الحاجة أم طارق رحمها الله)

انتبهَ الفجرُ مسرعاً خطواتهُ الردى تتسابقُ يستنشقُ عطرَ (الداوودي)* يجفّفُ مآقي الشمس يتلمسُ شغافَ الحنين العميق يستلّ ألوانهُ الشاحبة يفتحُ للـ غيابِ باباً تُسهّدُ الذكريات و الأسى ينتهكُ افراحَ الطفولةِ محكومة بـ الغروب زاغتْ يتناهبها طريقٌ طويلٌ . إنكسرتْ مشاهدٌ منها الكثيرَ رافقكِ شوشها غيابٌ سـ يطولُ كـ الشكوى تحتمي داخل قفصِ الحياة تُبعّدني أكثرَ عنْ رائحةِ بيت القصب تقصفُ حنينَ الصبا تمرّسَ الدمعُ ميراثاً قاسياً يُشيبُ سنوات يكهّلها كـ ومضةٍ جفّفَ بريقها مبكّراً صبّاراً أعمى بخيلاً يُرعبُ ملاذيِ تحتَ حكاياتكِ . مَنْ سـ يقصُّ حكايةَ (الكوشانة)* تُرعبينَ بها سذاجتنا نتلذّذُ نعدُّ الأفتقادَ يقضمُ خيوطهُ قبلَ أنْ تبزغَ أضراس التفاؤل وما تعبنا إذِ الأماكن تحملُ عطرَ أنفاسكِ يزحفُ يملأُ الساعاتَ البطئية تتوقفُ تواسي تشتتَ الضحكات تضيقُ بهجتها تصمتُ تحتَ التراب . ألتقطُ ما بقيَ مِنْ تساقطِ الصورِ العالقة في شقوقِ الذاكرة ِالبعيدة يلفحني هجيرها يتسلّقُ غشاوةَ العيون يتناوبُ الأسى يشلُّ جفونَ سمائي و الحزنُ عرشهُ أرضي فـ عدتُ أبحثُ عنْ رسمكِ في الغرفِ المظلمة تدلّني رائحةُ الدموع (مدوﮔـنة ْ )* أنتِ (يا دجلة)* الطِيبةِ قصائدي متى تتجرأُ (تثغبُ ونيناً)* يُنهي مراكبَ الوجعِ المغروس فطّرَ حبالَ صوت محطّاتي وذهبَ (مشحوفكِ)* يتهادى يجيدُ لغةَ الصمت.؟؟!!

بقلم: كريم عبدالله – بغداد

....................

الداوودي*: نبات ازهاره زاكية العطر تختفي بسرعة .

الكوشانة*: حين كانت البيوت تفتقد الى اجهزة التلفاز فيما مضى كانت الليالي لا تنقضي الاّ مع الحكايات، حكاية كانت ترددها على مسامعنا مذ كنا اطفال، لا ولن نعرف ما معنى هذه الكوشانة .

مدوﮔـنة*: مفردة عاميّة تعني المرأة الجميلة .

دجلة*: كان اسمها .

تثغبُ ونيناً*: الثغيب مفردة عاميّة تعني البكاء بصوت عال وحزن عميق .. ونيناً: مفردة عاميّة ايضا تعني الأنين .

المشحوف*: زورق صغير يستخدم في مناطق الاهوار .

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم