صحيفة المثقف
بحفظ الله أنّى قصدتَ
من أي ثدي طاهر رضعتا أو أي ماء رائق شربتا.
ذا ضوء مشكاة طغى رخيم أم أنت نجم ساطع بزغتا
في غفلة ريحٌ أتت ثبور وبحالك من ظلمة ضللتا
لهفي عليك وإنني قريب وفناؤك الروح التي سجنتا
وهواك يسري دافقاً سخيناً مسرى دم هلاّ به عرفتا
وظننت فجراً ناصعاً سيأتي وبلذة الأحلام قد قنعتا
فدلفت موجاً عاصفاً بليل ورياح رمل ثائر عبرتا
حلو الكلام وسحره سبيل صوب الهوى أبرزت أم هربتا
ولهٌ بحجم الكون في فؤادي لك إن دريت وكم شجى أضعتا
شوق رماني كلّه سعير حتى إذا جاءا معاً هربتا
أهديك نبضاً ثائرالحشايا وإذا رغبت سكونه خسرتا
.
مرحى رقيق الروح هل لغيري ما ليس عندي إذ بها سكرتا
أو قد بخلت بها عليك عمداً أو لم أهبك مناك إذ نشدتا
قل ياحبيب القلب قل لماذا قبلات مني غفلة خلستا
حتى إذا خصر به شددتا ضماتُ أبغيها وإن هصرتا
لك في فؤادي مرتع وريق حتى إذا في ذابل جلستا
ينمو ويزهرحرثه رهيفاً يا سعد أرض زرعها سقيتا
يالدغ حيّات الهوى اللذيذ ولسوف تلقى إذ بها عثرتا
وسأرتمي بهواك إذ لمستا إن لم تذق طعم اللمى جهلتا
وإذا نويت فراقه ففارق لكن تظل على الذي عهدتا
إيه رفيف الموج كم بكيتا بتلاطم فكأنما ثكلتا
موج الفرات وإن بنا نشبتا وعلى الضفاف خرائطاً رسمتا
.
قبلات من أطرافها خلستا فَضَحَتك دمعاتٌ وإن سترتا
قلها بأنك بالهوى كلفتا بحديثه وكلامه فتنتا
روح بمهجة روحه مزجتا والنارفي أوصاله قدحتا
وإذا لدجلة مرغماً جنحتا تلقاه في شوق إذن حججتا
يا نخلة بقوامها شغفتا كم من قوام غيرها تركتا
.
يا حبذا من ريقه رشفتا ورحيق جيد ناعم شممتا
ورقيق خصرضامر حضنتا وبديع تين يانع لعقتا
حتى الحصون وسورها ولجتا ما الغاي إذ راياتها هتكتا
قد كان احرى لو لها نسجتا يا ذا النهى ,قالت لقد شططتا
ماضرلو ودّعتها بطيب أوفي سكون ٍمهْجةً سلبتا
يا مرحباً إذ جئتنا وأهلا ً وأمان ربي مَن لها قصدتا
سردار محمد سعيد
نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب .
