صحيفة المثقف

ملتقى دكار: ارهابيون وأعجاز نخل خاوية

ميلاد عمر المزوغيالبعض ممن يطلق عليهم انصار النظام السابق، الذين لم يقووا على البقاء بالداخل، لأنهم يعرفون مصيرهم المحتوم إما القتل وإما السجن، التجئوا الى دول الجوار، اخذوا نصيبهم من الثروة، اصطحبوا معهم ما خف وزنه وارتفع سعره ليكون لهم الزاد في الغربة، وقد وضعوا في حسبانهم ما تحصل عليه (تعويضات مجزية تعجز الخزائن عن احتوائه) الذين اوهمونا على مدى عقود بأنهم فروا من ظلم وجور النظام (المعارضة-العملاء الذين باعوا الوطن) .

ما انفك انصار النظام السابق السعي الدءوب من اجل ايجاد مكان لهم في ظل الاوضاع المتأزمة، اتخذوا من شعار المصالحة ممرا للعودة الى الساحة السياسية، شكلوا تنظيمات سياسية اقرب الى الاحزاب منها الى تجمعات وطنية، هدفهم الرئيس الوصول الى السلطة، اجتمعوا بصفاتهم الشخصية والاعتبارية اكثر من مرة وفي اكثر من مكان مع من ساهموا في تدمير البلد وجلبوا المستعمر وخاصة اولئك اصحاب الفكر التكفيري الاقصائي.

المصالحة تكون بين افراد وجماعات يؤمنون بحق الاخرين في الوجود، معترفين بأخطائهم الجسيمة التي ارتكبوها في حق جمهور عريض يمثل غالبية الشعب الذي اصبح يعاني كافة انواع الظلم السياسي (الاقصاء) والاقتصادي (الفقر) والاجتماعي (الفتن الجهوية والعرقية ) .

ملتقى دكار بالتأكيد لن يكون الاخير، انصار النظام يعتبرونه خطوة في الطريق الصحيح نحو العودة الى ارض الوطن ودخول المعترك السياسي، علّهم يحظون بجزء مما كانوا يتمتعون به من وجاهة ونفوذ، فهؤلاء باعتقادي انهم اصبحوا كالأيتام الذين فقدوا الاب الحنون، يعيشون في دور الرعاية تشرئب اعناقهم الى كل داخل عليهم، يتأملون من يأخذ بيدهم، ليعيدوا لأنفسهم بريقهم الزائف، ونجزم بان السنين قد طوتهم الى غير رجعة

اما الارهابيون على اختلاف مذاهبهم من اخوان ومقاتلة، فإنهم يحاولون ان يثبتوا بان ما قاموا به خلال الاعوام الماضية هو عين الصواب، وما قيام الانجليز بالاعتذار والتعويض لأحد رموز الارهاب في العالم إلا دلالة على ان المعتذر له قد ادى واجبه على اكمل وجه في ايصال البلد الى هذه الاوضاع المتردية، لذا وجب تقديم مكافأة له وان كانت بسيطة في قيمتها، فان قيمتها المعنوية تدل على مدى حقارة الدولة المانحة واستهانتها بحياة الشعوب التي اجرم المعني ورفاقه في حقها، فالانجليز هم من صنع الاخوان والغرب من قام بتدريبهم ليكونوا خط الدفاع الاول في وجه الشيوعية ومن ثم الانكفاء الى بلدانهم ليعيثوا فيها فسادا وليشوهوا صورة الاسلام.انها محاولة بائسة من حكومة صاحبة الجلالة لتلميع صورة غلمانها، التقف سواء العاملين لحساب انفسهم او لغيرهم الفكرة، فخرج علينا بعض نواب الشعب الليبي مباركين الاجتماع.

المجتمعون في دكار مجموعة ارهابيين وآخرون نعتبرهم اعجاز نخل خاوية مجرد اوتاد حان الوقت لاجتثاثها وحرقها (ربما تستخدم مخلفات الحرق لعمل ارقيلة-تعسيلة) ، انهم يهدفون الى احكام السيطرة على البلد والعبث بما تبقّى من ثروته. المؤكد ان جمهورنا قد وعى حجم المؤامرة ولن يسمح للإرهابيين والجبناء المتولين يوم الزحف، المتشدقين بالديمقراطية باعتلاء سدة الحكم، بل العمل تقديمهم الى المحاكمة والاقتصاص منهم جراء ما فعلت ايديهم، فهؤلاء فقدوا ما يمت الى الانسانية بصلة .

 

ميلاد عمر المزوغي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم