صحيفة المثقف

الشباب بين مطرقة الحكومة وسنديان مؤامرات الغرب

ضياء محسن الاسديلقد فشلت كل الحكومات المتعاقبة على العراق في بناء الشخصية العراقية وخاصة شريحة الشباب والتعامل معها بالأسلوب الناجح نحو الرقي والتقدم التي تستطيع من خلالها أن تكون مثمرة ومنتجة وتتحمل المسؤولية في المجتمع العراقي وأعباء الواقع العراقي بل على العكس جعلت منه في وادي ضيق يلبي طموحاتها الشخصية والحزبية على حساب معانات ومتطلبات الشعب العراقي الخدمية والاجتماعية والإنتاجية . وبعد الانفلات الأمني والفراغ السياسي الذي حصل بعد عام ( 2003) ميلادية وما تلاه من سنين عجاف دعت العراقي يجوب بحر متلاطم من المشاكل والتحديات الذي دفع ثمنها غاليا. فقد فشلت في بناء الاقتصاد والخدمات والأمن والأمان الذي كان المواطن العراقي بأمس الحاجة إليه .من خلال عدت ممارسات سلبية أنتجت جيل فاقد الطموح ومهزوز في داخله فاقد لكثير من المؤهلات المستقبلية لغرض الاستفادة منه في البناء والتقدم على المدى البعيد . من خلال بعض الممارسات التالية

- ترك الشباب ضحية لكثير من المشاكل حيث فشلت في استيعاب هذه الفئة العمرية وعدم زجهم في معترك الحياة العملية ليأخذوا دورهم في بناء مستقبل الدولة وبناء الأسرة وتركهم فريسة للظروف الاجتماعية القاسية والتطرف الفكري والديني أو الفراغ النفسي واستعدادهم للانحراف الأخلاقي منها المخدرات التي أصبحت ظاهرة مخيفة ومواقع التواصل الاجتماعي التي أودت بعقله

- الإهمال المتعمد أو الغير مدروس من تحجيم خبراء العملية التربوية في مراحلها الأولية أو النهائية وإفشال محاولة النهوض بواقع التعليم والتربية بضعف الكوادر التدريسية وإضعاف أصحاب الخبرات الذين كان لهم باع طويل في العملية التعليمية والتربوية وعدم محاولة تطوير المناهج العلمية القديمة التي استهلكت وأصبحت لا تلائم الواقع العراقي الحاضر

- التدخل السافر للسياسة والأحزاب في العملية التربوية على حساب الكفاءة والعلمية والمنهجية المتطورة وفتح أبواب الثقافة الرديئة المغايرة للعقيدة والإسلام على مصراعيها وبدون رقابة حيث تلاقفتها أيدي الشباب بشوائبها مما أثرت سلبا على شخصيته ونفسيته وبات ضحية لكل الأفكار التي أودت بهذه الشريحة المهمة

- وبعد كل ذلك أنجبت هذه الأخطاء جيل شبابي ضعيف الشخصية بعيد عن واقعه رافضا المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه فئة متذمرة متمردة على واقعها المتردي لا يعرف ماذا يراد منه وما ذا يريد من نفسه شباب ضاع بين المشاكل المتراكمة التي فرضت عليه في سبيل إضعافه وقتل الروح المعنوية له وهذا أخطر ما وصل إليه الشباب وإن لم تلتفت إليه الحكومة الجديدة أو الأجهزة الأمنية سنفقد الكثير من شبابنا كدعامة قوية للمجتمع العراقي ونحن بأمس الحاجة لهم في المرحلة الراهنة والمعول عليهم.

 

ضياء محسن الاسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم