صحيفة المثقف

منافي العقل !!..

لا منفى بعدكَ يا قلبي

حينَ أغادرُ جلدي

أمشي في الظلِ بعيداً

يتراءى وهمٌ

يسحبُ جثته

ويغني مثلي

في آخرِ ساعاتِ الليلْ..

ويعوي كالذئبِ

ينصتُ للريحِ تغني

تُصْفِرُ

إنذاراً للويلْ..

* *

ذاتُ مساءٍ

كانَ العبءُ ثقيلاً

رَكنَ الوهمُ جثته تعباً

خلفَ الأسوار المهدومة ..

لكنْ، هو لا يدري

انَ منافي العقل

تعبسُ في وجهِ الأمة المهزومة..

باتت تتقيأ سخطاً

من جوفِ المنفى

يحاكي عقولُ المدن المجذومة..

* *

ضحكت جثته

عند حدود الأسوار المزعومة ..

وتمادت

لا أحداً يسمعُ ضحكتها

غير الموتى

عند تخوم الوجع القابع في قلبي

وقلوب أخرى مكلومة..

* *

(2)

الساعةُ تمضي مسعورة

والصخبُ القابعُ في نفسي

حفنةُ أنيابٍ منخوره

ترميها حنقاً في رمسي

وليالٍ ترجفُ مقرورة

حصاد الفجر اليوم الأمسِ

أشلاء باتت مقبورة

نزتْ قرف تمج اليأس

وقلوبٌ تسحبُ مجرورة

* *

(3)

ما زالت جثته

تسند قامتها

عند السور الطيني

تغني للزمن الرائح والغادي

وترقب عودة " أنكيدو "

يحمل عشبته من جوف اليمْ ..

ليقتلع الهمْ ..

يداوي جراحاً بالملحِ

ويختصرُ الزمن الغافي

تحتَ ركام المدن المهجورة..

* *

لم يتبقْ غير رهان للصحو

عندَ الفجرِ

حين تهادى الوهْمُ

يسحب جثته،

يلملمُ مشيتَهُ

يترنحُ بينَ الجنةِ

والنار المقهورة..!!

* *

(4)

لا أدري إن كانَ الوهمُ

يسايرُ

سحنة وجهي وعبوسي..

لم يبقْ غيرَ عويل

المنفى وطقوسي..

رغم صفير الريح المقرورة ..

ما انفكتْ

تتوجسُ أبياتي وكؤوسي ..

أسفكها غضباً

عندَ قيامي وجلوسي..!!

* * *

جودت صالح العاني

18-5-2012

قصيدة مستلة من ديوان غدق البحر

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم