صحيفة المثقف

كان حلما

محمد صالح الغريسيفي رحاب الحلم لمّا

أن أردتُ القرب منكِ

فنأيتِ

قلتِ لي.. لا.. لا تقلها

و سكتِّ

و أشحتِ الوجه عنّي

و مضيتِ

كنت أعددت كلاما

من جميل القول شعرا

بل وأعذبْ

*

كان قلبي مثل جنح الطّير خفّاقا

بصدري

يتقلّبْ..

في انتظار البوح

روّضّت المعاني

ليكون القول أنسبْ

فقصمت الظّهر لمّا

أن أشحت الوجه عنّي

و مضيْتِ

قال لي الأصحاب مهلا

كان حلما

لا تبالي

سيكون الأمر في اليقظة أفضلْ

*

قلت : لا والله

إنّ الحلم حقٌّ

جاء قولا في كلام الأنبياء

يا الّتي في الحلم عمدا

قد أشحت الوجه عنّي،

ومضيتِ

قلبيَ المغدورُ هذا

ليس قلبي إن أحبّكْ

منذ هذا اليوم في الحلم افترقنا

لم يَعُدْ دَرْبِيَ دَرْبَكْ

قد نزعت القلب قسرا من ضلوعي

و انتهى في الحبّ أَمْرُكْ

*

ومكان القلب حلََّتْ شجرةْ

"أصلها في الأرض ثابتْ

فرعها طال السّماءْ

من لذيذ الثمر تؤتي كلَّ حين أكلها"

أنت قلبي

مثل جنديّ غريبْ

مات في أرض خلاءْ

ليس يَبْكِيهِ حَبِيبْ

ليس ترويه السّماءْ

أيّها القلبُ الكبير ُالشّجرةْ

حبّك الجبّار يكفي فَيْضُهُ

كلَّ النّساءْ

*

كلّ َشيءٍ من جمال الكونِ

من أرض وبحر وسماءْ

من طيورٍ وزهورٍ

و نجومٍ وضياءْ

إنّه الكون الّذي لا ينتهي

كلّه حسن وخير وبهاءْ

يا الّتي في الحلم عمدا

قد أشحت الوجه عنّي،

ومضيتِ

لك مثل الكلّ من حبّي نصيب

حتّى لو في الحلم عمدا

قد أشحت الوجه عنّي

ومضيتِ

***

 

شعر: محمد الصالح الغريسي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم