صحيفة المثقف

تحت ظلال الحرف الأول

زاحم جهاد مطرالى الشاعر الأمريكي سكوت ماينار

سكوت.. أيها الباحث عن جلجامش بين ألواح الحقيقة وثتايا الأساطير

أخيرا عرفتَ طريقك إليه ؛ الآن سوف تتعرف على حقيقته الضائعة

وعلى أحلامه العميقة وتضحياته العظيمة هذا الذي ادرك الحكمة !

بيقينك سوف تحطم جدار الشك الذي كان يحجبك عن الراعي العادل

أعلمُ كم بحثتَ عن الحقيقة جاهدا ولكن في فروع الانهر وتعاريجها

البعض منها تعلو مياهها طحالب الحقد والمسخ والتشويه والتزييف

أنت الآن على عين الحقيقة إنهل ما تشاء وأغسل عن حروفك ألأدران

أقرأ ما كتبه (شين ئيقي ئونيني) على حجر اللازورد بصوت عال

ستجد كم كان عظيما هذا الذي رأى كل شيئ وأبصر خفايا الأسرار

سر مع جلجامش على أسوار أوروك العالية وانظر الى الجهات الأربعة

سترى كل الجهات تستمد أنوارها من شرفاتها المتألقة كالنحاس النادر

و جذور حروفها تمتد الى شجرة الحرف الأول التي سقيت بماء الفرات

شخوصها الأبطال ما هم إلا إستنساخ لصورة جلجامش بأسماء جديدة!

إنها فرصة لك يا سكوت لتتاكد من أصل هرقل وماشيستي وجلجميش

لا تتعجب يا سكوت ان وجدت الأسكندر أو أوديوسوس بثوب جلجامش

عند ذاك سوف تعلم كم أصبح باعماله العظيمة مثالاً يقتدي به الأبطال

هو الأصل وهم الأستساخ هو القدوة وهم المقلدون هو البطل وهم الأشباه

هيا .. سر معه يا سكوت في شوارع أوروك وأسواقها وسل شيوخ أوروك

منهم ستعلم إن جلجامش هو الوحيد الذي وقف ضد طقوس الآلهة غير العادلة

هو من ألغى إمتيازات ابطال أوروك المتزلفين المنتفعين الباحثين عن أنانياتهم

لذلك عندما طبق عليهم قوانين اوروك لازم هؤلاء منازلهم متذمرين شاكين

بدأوا بتحريض الآلهة على خلق أنكيدو ليكون ندا له لكن أنكيدو اكتشف الحقيقة

صار لجلجامش الصديق الحميم والأخ الأصغر وهذا الأمر أغاض حتى الآلهة

جلجامش هو من حطم كبرياء عشتار ورفض عرضها وفضح سلوكها المشين

لأنه كان عالما ان اللعوب المتغطرسة الغاوية لا يمكن أن تعطي حبا بل غدرا

سِرْ معه وسلْ مواكب العذارى عن الذي أحبه شعب أوروك وتغنى بأسمه البلاد

أدخل معه غابات الأرز التي جعلها آمنة بعد قتله مع أنكيدو خومبابا رمز الشر

اذهب معه الى الأقاصي وادخل حانة سيدوري وسلها عن حاله بعد أنكيدو

ستعلم منها كم من الحزن تملك قلب جلجامش العظيم فاقدا بعده طعم الحياة

من هناك أصعد معه الى فم الانهار في الأعالي حيث أتونابشتم الذي ظنه خالدا

اوتونابشتم سيخبرك عن تضحيات جلجامش وما عاناه في سبيل شعب اوروك

تعلم كم جاهد بالعثور بالبحث عن نبتة الخلود وكيف أخرجها من اعماق دلمون

لم يتناول منها جلجامش بل آثر أن ياخذها الى شعبه الذي أحبه فأي ايثار يحمله

سماها بعودة الشيخ الى صباه وحملها الى أوروك ليعطيها الى الشيوخ أولا

إيثاره أفقده النبتة بعد طول عناء ؛ سوف يقول لك ما قاله للملّاح أور شنابي

يا سكوت من أجل من كلّت يداي

من أجل من استنزفت دم قلبي

لم أحقق ما أردته لشعبي أو لي

بل تحقق المغنم لأسد التراب

عدت خالي الوفاض إلّا من الإصرار

ها وأنت معي الآن على أسوار أوروك

يكفيني خلودا فقد بنيت وطني وأرضيت شعبي

يكفيني فخرا فقد عدلت بين رعيتي وآثرتهم على نفسي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم