صحيفة المثقف

رحلتي إلى الصعيد ورباعية النهر

خالد جودة احمددائما اختار كتابا أطالعه في رحلات المواصلات خاصة في المسافات الطويلة، ومن الضرورى أن يكون ممتعًا وطالعت بعضا منه، وأؤجل إتمامه تحسبا لتلك الرحلات، ومن التوفيق أن يطلب منى الصديق الإذاعي المثقف ا/ معتز العجمى التجهيز للمشاركة في حلقة اذاعية في برنامجه المتميز (حابي "قصة نهر") بالبرنامج الثقافي عن نهر النيل، لذلك صحبت كتاب (رباعية النهر) للكاتب (عبد الله الطوخي) لمطالعته في رحلتى للصعيد للمشاركة بمؤتمر كلية الآداب جامعة جنوب الوادي 2017، بمدينة قنا العامرة. ويصف الأديب (عبد الله الطوخى) في رباعيته للنهر رحلته بمركب شراعي الى جنوب مصر في نهر النيل، فكان من أكثر الكتب مناسبة للمطالعة في رحلة الصعيد، فخضت مغامرة طريفة في القراءة حيث كانت رحلة القطار التى استغرقت عشر ساعات كنت أسابق بالمطالعة في محطات الكاتب في رحلته الى الصعيد بالكتاب المحطات التى نمر بها واقعيًا بالقطار، فكانت مسابقة ممتعة، بمعني أنني قد أصل في مطالعتي إلى وصول المركب الى بني سويف بينما نحن واقعيا قد جاوزناها بالقطار وهكذا. يقول الكاتب في طريقه بالتاكسى إلى المرسي في بداية الرحلة (وانطلقنا .. ولم نكن ندرك لحظتها .. والتاكسي ينهب بنا الطريق أن هذا هو آخر عهدنا بالسرعة)، وهذا ما تحقق برحلة القطار حيث تأخر عن موعد وصوله الرسمى ساعة وربع وكان يتوقف في بعض الأماكن وهى كثيرة بل في مرة من مرات التوقف العديدة أخذ يرجع للخلف فكانت مفارقة عجيبة وقال الركاب ليته يظل ساكنًا لا يتحرك، وربما كان التأخير اكبر من ذلك بكثير لولا أنه اسرع جدا –في مفارقة نادرة- من بعد مدينة سوهاج. ولنتأمل عدد الركاب مضروبا في ساعة وربع لنعلم كم الوقت المهدور في حياتنا بينما في كوكب مثل اليابان تتأخر القطارات لديهم 7 ثوانى في العام (بمعنى أكثر دقة أنها لا تتأخر نهائيًا) فكيف لنا ان نتقدم ونظن بانفسنا خيرا ونحن لا نقبع حتى في ذيل الأمم إذ حينها سنكون في الاتجاه الصحيح لنكون ضمن الأمم ذاتها.

 

خالد جودة أحمد

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم