صحيفة المثقف
قلتُ: الخمرةُ خيرٌ
قال: الماء
ثمةُ حلقةٌ مفقودةٌ في رحلتنا
هكذا قال الخمار
وصمت الناسك
***
يأبى أن نسكنَ مدينته بدونِ اختبارٍ
سقطنا من أعلى السماوات نحملُ أوراقنا
***
كيف نختارُ أعمارنا
يشير الربُّ إلينا
فنهرول بإتجاهِ شجرةٍ باسقةٍ
ونقطفُ أوراقها مسرعينْ
***
يا لدهاء ذلك المارد الذي أغراني بلا تفاح
لم نضعِ اليقطينَ حينها
فثمةُ حوتٌ متربصٌ بالجوار
***
لم يسألنا عن تكلفة العودةِ ثانيةً
وحين ننادي إرجعْنا
يسخرُ من عقولنا الصغيرة
***
أنا وأنت نبتهلُ
نجعلُ لعنةَ الحبِّ على الكاذبِ منا
أنا كذّابٌ بقدر كذبِ النجوم التي تختفي فجأةً
وتومضُ معلنةً للرحيلْ
***
ما عادتِ الكأسُ تذكرُ أحداً
والخمرةُ نفضتْ يدَها منّا
الحانةُ مغلقةٌ والمساجدُ قد فتحتْ أبوابها
***
في أولِ سكرةٍ لي
لم أسلم من ترهاتِ الخمرةِ
وفي أولِ صلاةٍ لي أدمنتُ العبودية
***
قال خمّارٌ لتائب
كيف ترى الخمرةَ؟
قال: صلاتي التي تبتُ عنها
***
تهيأتُ لصلاتي
وسمعتُ بائعَ الخمرةِ ينادي في الحانات
فشربتها على وضوء
***
أيها المفلسون اشربوها بالآجلِ
حتى يأتي يومٌ فيه بيعٌ وشراءْ
***
لوجهك اسكرُ كلَّ يوم
لوجهك أغني
لوجهك اعملُ
ولوجهك ابتذلُ شهوتي
***
يشربُ من ماءِ النهرِ الشيخُ العابد
وأنا أحملُ باطيةَ الخمرةِ
قلت: الخمرةُ خيرٌ
قال: الماء
***
هناك ستُفْحصُ الخمرةُ
ويُنادى على أصحابِ الحانات
ليهرق دنانهم المغشوشة
***
صارتِ الخمرةُ مبذولةً في الشوارعِ
ففسدتِ الحانات
***
تنتهي سكرةٌ وتبدأُ أخرى
هكذا قضينا ليالينا في الحانات
حتى ضَجِرَ الساقي
فرجمناهُ بكؤوس الخمرةِ
***
محمد الذهبي