صحيفة المثقف

بيوت الصفيح

حيدر جاسم المشكورعثر على نفسهِ بين الحجر والمدر..

لقيطُ أماني

قدرُ شعبٍ..

يحمل فوق أكتافه عبء الحكومات

ارزاقنا مشدودة في اعناقنا

بسببٍ واحد

ولأسبابٍ شتى

هناك مشانق

عسى ألا تحول بيني وبينكِ العشوائيات

أنتِ بنت مدينةِ الزهو..

بنت الفخار بلا منازع

إن لم يكن أبوك سارقاً

كان أباه

ككلاب المدينة الاليفة تنبح بطراً

وفي الريف الاليف تسرق القن

وأنا العاملُ ابنُ المعاملِ

اسكنُ بيتَ الصفيح

ولي في الاطارات التالفة

مخابئٌ ومداخن

وما زال البعوض حيّاً..

فوق أرادتنا الوديعة المسالمة

رسمتُ على باب الخَرِبة زهرةً..

تفوحُ بالصدأ

ذبل الصفيحُ من السقيِّ وما نضجت

أنفاسنا سوداء..

من غبن الهوى

تلهثُ من فراغ

ونضحك نغالط تاريخ اقدارنا

قد أبذخُ بالحبِّ

وأنثر ركام اشواقي

رسالة حيٍّ

خرج للحياة مُحزّماً بالكدِّ

وقد يُدفن باللباس العزِّ

 بالصفيح مسقط رأسه

بلا كفنٍ وجوشن

أشاطرك الحب

لأجلِ العيون السكرى بالخجل

لرؤيا الخدود المعتقات بالورود

لتلك النهود الريّة في صفحتي الظمأ

لأجل قلبي المسكين المؤمن بالوطن

المخضب بالطين

والمزروع بالعُلبِ المُعادةِ والسبَّخ

لا تحملي كلامي على محملِ جدٍّ

بيني وبينك ألف شارعٍ وسد

وفي رأسه أنفٌ كبيرٌ

يشمُّ عن بُعدٍ حراكَ الصفيح

وعيونٌ كالباشقِ المنقّضِ على جذوةِ أملٍ

في عريش الثائر السكيرْ حياء.

***

حيدر جاسم المشكور / العراق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم