صحيفة المثقف

ما معنى أن يرحل عنك صديق بحجم زاحم جهاد

احمد فاضللم أكن أتصور أنني سأقرأ نعيه، فقد كنت أترقب جديده وهو يتحفنا بقصائده النثرية من على صحيفة "المثقف" بين الفينة والفينة، وبسبب إنشغالاته لم يتحفنا من أفانين شعره ومقاماته اللوذعية التي كانت تستقطب الاعجاب من قبل جمهرة كبيرة من النقاد والقراء بسبب هجائها وكوميديتها السوداء التي كانت تذكرني بكتابات وليم فوكنر وتوماس بنكن وكورت فونيجت وجوزيف هيللر ومارك توين ولويس فرديناند سيلين وجورج برنارد شو، حتى فوجأت برحيله إلى الأبدية وهو بعد لم يكمل مشروعه في تجديد فن المقامة التراثي الذي بدأه منذ سنوات قليلة .

كانت زياراته للمتنبي قليلة ولذلك لم نكن نراه كي نجلس لمحاورته ما بدأه من مشروعه المقامي أو حتى النثري والهايكوي الذي بدأ في كتابته متأخراً حيث كنت قد قرأت له عدداً منها من على صفحته الخاصة على الفيسبوك اجتزأ منها :

يا قاطع الأرزاق بلا سبب

تذكر قولي

سوف يقطع الله عنقك بسبب

   ******

لا يغرنك وجه الظالم المبتسم

أنظر

إلى قلبه المحترق ..

  773 احمد فاضل

أما آخر لقاء مُطّول معه فكانت في إحدى دورات معرض بغداد الدولي للكتاب حيث وقفت معه في توقيعه لكتابه " مقامات " الصادر عن اتحاد الناشرين العراقيين والذي شهد إقبالاً كبيراً اضطر الجمهور أن يقف صفاً طويلاً للحصول عليه .

رحمك الله أديبنا وشاعرنا الإنسان بمعنى الكلمة زاحم جهاد مطر وأسكنك الله تعالى فسيح جناته .

 

كتابة / أحمد فاضل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم